عندما يأتى الصباح

هو الغلاء.. «بيتحصل» بأثر رجعى؟

لم نفاجأ بأمواج الغلاء العاتية التى فى طريقها لإغراقنا كمواطنين تحت ضرباتها القاسية التى لا ترحم فقيرا لا متوسط دخل ولا صاحب معاش تضامن أو كفالة أو ندامة!
الغلاء يبدأ معنا هذه المرة جولة غير محسوبة العواقب سواء على المستوى العام «البلد» أو على «المستوى الخاص وهو» جيوبنا المخرومة».. خاصة مع اشتداد الجشع فى نفوس البعض، وهم الأقلية المحتكرة التى تحظى «باللا مساس».. فتجارب المتلاعبين بأقوات الشعب، مع امتداد تيار الفساد سمح لهم بالمزيد من التهرب من العقاب فى ظل غياب الرقابة وتباطؤ تنفيذ الأحكام، والرشاوى التى عرفت طريقها لجيوب صغار الموظفين الفاسدين والذين لم يتم تعقبهم بطريقة حاسمة وجادة ونهائية حتى الآن من خلال أجهزة الرقابة التى كنا نتوقع منها المزيد من الضرب على الفساد فى كل الأماكن دون المشى على سطر وترك سطر، رغم أننا لا نملك رفاهية الانتظار فى الضرب بيد من حديد على جذور الفساد - وإن كنت أرى شخصيا - أن طريق مكافحة ومجابهة والتصدى للفساد هو الطريق الأقصر للتغلب على عجز الحكومة المالى قبل انتهاج منهج الجباية!
لقد احترمنا جدا كشعب حديث الرئيس السيسى لنا عن حقيقة الأوضاع الاقتصادية التى تمر بها مصر، وهو حديث كان غاية فى الشفافية والوضوح والتوضيح، وقد رسم لنا صورة واقعية عن الرؤية التى ينبغى أن نقرأ من خلالها المسار الصعب الذى سنسير إليه مرغمين.. وهو وما يجب علينا أن نرتضيه برحابة صدر، وخاصة وأنه يأتى من رئيس وطنى مخلص نُدرك مدى حرصه على المواطن المصرى البسيط، مع أملنا فى أن ننجح رئاسة وشعبا فى التغلب على أزمتنا، إلا أن هذا لا يعنى أن تفترى الحكومة على المواطن، و«تطيح فيه تهليبا» بدون أى حسابات نزيهة أو منطقية لتحصيل مبالغ قد لا تشكل أكثر من أصفار هزيلة فى حجم ديونها، ولكنها تمثل لنا غشا ممنهجا وغير عادل، بل أقول غير دستورى - وعلى سبيل المثال لا الحصر - فقد ترددت الشائعات منذ أسابيع عن اتجاه الحكومة لرفع أسعار الكهرباء وهو ما نفاه المسئولون بشدة، لنفاجأ برفع الأسعار فى أول أغسطس، وإذا بالحكومة تعلن أن الغلاء سيتم بأثر رجعى من شهر يوليو، وأنها ستشملنا برحمتها فتقسم الزيادة على أقساط 10 أشهر.. أقول للحكومة « يعنى غليتى الكهرباء، وهاتسرقينى فى شهر لم تعلنى فيه عن غلاء الأسعار وتبرشتى على ماهية 10 أشهر جاية» سيتم فيها أيضا تطبيق فاتورة صندوق النقد، وفيها مصاريف المدارس والعيد وغلاء الدواء وأسعار الطعام والضريبة المضافة وربما أسعار الوقود.. انتوا بجد حكومة ظالمة وفاشلة.. وسوف تفسدون رغبة الشعب الحقيقية فى التعاون معكم ومع البلد.. نصيحة راقبوا تصرفاتكم الغبية يا حكومة!
مسك الكلام..
« يبدو أن مصر كلها هاتعمل دايت جامد جدا الفترة الجاية.. بس يارب الديون تخس».