عاجل

كلمة السر

هل هناك إرهابيون «معتدلون»؟

 »ميشيل فلورنوي»‬ مرشحة هيلاري كلينتون لتولي وزارة الدفاع، تريد تصعيد الحرب في سوريا.. والتعاون مع الإرهابيين »‬الأخيار»! 

مصير ومستقبل سوريا يتقرر في مدينة حلب التي تشهد عملية عسكرية ممتدة طوال حوالي أربعة أشهر.. وهناك من يري أن استكمال هدف القضاء علي الجماعات الإرهابية في شرق حلب يمكن أن يفتح الطريق إلي الحل السياسي بعد أن شدد الجيش السوري حصاره علي أكثر من عشرة آلاف إرهابي وعلي مجموعات تديرها المخابرات التركية أو التحالف التركي ـ السلفي ـ الإخواني. ورغم أن الجيش السوري يحاصر أربعين فصيلا إرهابيا، وتلوح في الأفق بوادر هزيمة هذه الفصائل بعد خمسة أعوام من الحرب.. إلا أن البنتاجون والمخابرات الأمريكية يرفضان توجيه ضربات إلي العمود الفقري للجماعات الإرهابية، أي جبهة النصرة أو »‬فتح الشام» الآن!
علي الأرض، يواجه السوريون تحالفا أمريكيا ـ تركيا لمنع الجيش السوري من التقدم في حلب، ووصل الأمر إلي حد فرض حماية أمريكية علي جبهة النصرة (أي تنظيم القاعدة) بحجة حماية المدنيين المحاصرين في الجزء الشرقي من المدينة رغم أن هؤلاء المدنيين يتعرضون للموت في كل دقيقة علي أيدي الجماعات الإرهابية.
ومازال الأمريكيون يكررون الادعاء بوجود ما يسمي بـ »‬معارضة معتدلة» إلي جانب »‬المتشددة» مع أن التجارب كشفت أن هذا الادعاء مجرد وهم أو أكذوبة يرددها الأمريكيون ويصدقها الروس!
والحقيقة أن الإرهابيين لا ينقسمون إلي »‬أخيار» و»‬أشرار» أو »‬معتدلين» و»‬متشددين». وكل ما في الأمر أن الأمريكيين لا يريدون أن يقصف الروس بطائراتهم المجموعات الإرهابية بحجة أن تلك المجموعات »‬تتداخل» مع الفصائل »‬المعتدلة» التابعة لهم بحيث ينبغي أولا الفصل بين الفريقين. وبطبيعة الحال، فإن هذا »‬الفصل» لم يتحقق حتي الآن، نظرا لأن القيادة الفعلية في أيدي »‬المتشددين» مما أدي إلي تمتع جبهة النصرة بمظلة حماية تساعدها علي تفادي غارات كثيفة ضد معاقلها في مساحات واسعة. أما حول نوع هذا »‬الاعتدال»، فإن ذلك ما يوضحه »‬مارك تونر»، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، الذي لايزال مصراً علي أن جماعة »‬نور الدين الزنكية» الإرهابية في سوريا تنتمي إلي »‬المعارضة المعتدلة»، رغم أن هذه الجماعة متورطة في عمليات تعذيب وإعدامات خارج القانون، ورغم أنها ذبحت طفلا بتهمة أنه »‬مقاتل» في الجيش السوري، ورغم انها استخدمت الأسلحة الكيماوية في حلب! ولا يري »‬مارك تونر» في تلك الجرائم سببا لوقف الدعم الأمريكي لهذه الجماعة!
والواضح أن واشنطن منزعجة من الحصار السوري لمدينة حلب وتتهم موسكو بالاستعداد لشن عملية عسكرية هناك تحت غطاء العمل الإنساني، رغم أن كل ما تريده دمشق هو خروج المدنيين، الذين يستخدمهم الإرهابيون كدروع بشرية، والترحيب بالمسلحين  الراغبين في إلقاء السلاح بعد مرسوم العفو الرئاسي عن كل من يلقي السلاح ويسلم نفسه.
وهناك دلائل علي أن موسكو تريد التعجيل بالحل السياسي قبل أن تنتهي فترة إرادة الرئيس أوباما، غير أن البنتاجون والمخابرات الأمريكية يتعمدان المماطلة بهدف نقل الملف السوري كله إلي أيدي هيلاري كلينتون التي تريد توجيه ضربات للجيش السوري وإسقاط الرئيس بشار الأسد. وربما كان هذا هو السبب في التحذير الذي وجهه الرئيس الروسي بوتين بقوله: »‬إنه من غير المقبول ومن الخطورة بمكان.. محاولة استخدام المجموعات الإرهابية لتحقيق مصالح سياسية وجيو سياسية».
كلمة السر: صراع الإرادات