فاطميات

جيش «عيلة عيسي»!

بعد ما اللواء (...) اتكلم كلام كبير، يعني أنا مش حاعرف أقوله....الكلام العربي الفصيح الحلو اللي قاله...وبعد اللي قاله سيادة اللواء (.....) حاقول لفظ كده: أنا راجل عربجي، أنا اتربيت علي الأرصفة...، إحنا جايين نحل مشكلة العيال، إحنا مادين إيدينا للسلام..اللي حيمد إيده يسلم علينا ويقول أهلا وسهلا حنحطه علي دماغنا من فوق..اللي مش حيقول حاطلّع (....!) وحأقطع له دراعه، أنا معنديش كلام غير هو ده (تصفيق حاد)...اللي يقدر يعمل حاجة يقف في الطريق وأنا حافرمه......وأنا باقول عيلة عيسي حتتحط علي الدماغ من فوق، في كل بلد في بلاد مصر، أنا جبت الإحصائية من السجل المدني: 17 محافظة، 36 قرية، 6مليون وتلتميت ألف، أنا حاكوّن جيش في مصر اسمه جيش عيلة عيسي، لو مصر عايزة حد يدافع عنها أنا حادافع عنها بجيش عيلة عيسي، لو مشكلة العيال مااتحلتش أنا حاجيب 200 راجل من كل محافظة وأقعدهم هنا بالسلاح ( تكبير وتصفيق حاد)..أنا شفت جدي وهوشايل فرش الكعبة،...يعني حاخش الجنة حاخش الجنة». ماسبق هو نص حديث السيد «العربجي» (وهو توصيفه لنفسه! لا توصيفي) في جلسة الصلح «العرفية» المنعقدة لحل مشكلة «العيال» الذين قاموا بترويع أسرة قبطية في المنيا، رجما بالحجارة! وفي الحقيقة إن صرخة الطفلة القبطية وهي تتلقي الأحجارالملقاة علي بيتها: «أنا خايفة»، هي ماأشعر به الآن حرفيا، وأنا أدون اليوتيوب الذي تم تناقله علي صفحات التواصل، للسيد العربجي، في حضور «سيادتي» اللواء، اللذين وضعت مكان اسميهما نقاطا بين قوسين، لا لعدم التشهير بهما،وهو أقل مايجب وأنت تشاهدهما جالسين واجمين، يمسح أحدهما عرقه،ويشرب الثاني الشاي! بينما يُمرّغ القانون علي البلاط أمام سيادتهما، بل وأنت تشاهدهما لايكترثان لإهانتهما شخصيا، ووصف كلامهما بأنه «كبير» و»بالعربي الفصيح»، في سخرية من السيد العربجي، وإنما لأن وجودهما في هذا الموقف لايستحق إلا نقاطا بين قوسين؛ وهي النقاط بين القوسين نفسها التي وضعتها خشية أن يحذفها الرقيب مما جاء علي لسان السيد العربجي! ورغم شعوري بالاشمئزاز وأنا أنقل هذه العبارات إلي حضراتكم، فإنني نقلتها شبه حرفيا، لأن كل عبارة فيها:»جريمة»، لايزال السيد العربجي مطلق السراح فيها، ينعم بتصوره أنه «حيخش الجنة»، رغم ماحذفته من سباب يدخل، دون تفكير، فيما يسمي بجريمة «ازدراء الأديان»، وجريمة ترويع الآمنين، بدءا من توعد السيد العربجي «بقطع يد» من لايمد يده بالسلام لعيلة عيسي! ومرورا بإحصائيات العائلة المتجاوزة المليون، وليس انتهاء بتوعده تكوين جيش من «عيلة عيسي»، سيدافع عن مصر،أضف أنه بإمكانه أن يحشد علي الفور 200 رجل بالسلاح! كل هذا أمام السادة رجال الأمن من اللواءات، بل في حمايتهم! في دولة تقول إنها: «دولة قانون»! ومن المؤكد أن السيد العربجي ليس إلا نموذجا لأمثاله ممن لم تطلعنا علي «عربجيتهم» وسائل التواصل، ويعلم الله كم من الجيوش تُعد الآن من عائلات محمدين وماهر..إلخ. لإتمام جلسات صلح عرفية، أمام اللواءات! ويعلم الله مافي حوزتهم من أسلحة، وخطط حربية! ويعلم الله أيضا أنني فوضت أمري إليه،فيما يتم في هذا النوع من المصالحات من ترويع، لا لأطراف النزاع،فقط، وإنما لمواطنة مثلي تعرف أن معظم النار من مستصغر الشرر، وتعرف أن «شبه الدولة»، كما وصفها رئيس الجمهورية، شيء، و»اللادولة» شيء آخر، وحتي «شبه الدولة» عليها مسئولية أن تأتي بالسيد العربجي «من قفاه»، وتقدمه للمحاكمة، لتقنعنا أنها جادة في سيرها من «شبه دولة» إلي «دولة» ذات يوم. أما اللواءان، اللذان قبلا هذه المهانة، واللذان ينتميان، أو كانا، لمؤسسة سيادية، فعلي مؤسستهما محاسبتهما بمايليق بكرامتها كمؤسسة، وإلا سيكون من حقنا أن نقول، وبالكلام العربي الكبير الفصيح الحلو: «إما أنها مُصرّة «علي قديمه»! أومرعوبة زينا من جيش عيلة عيسي؟!»