كيف تمر ذكري رحلة العائلة المقدسة في مصر دون احتفال؟
أذكر بالخير الدكتور البلتاجي حينما كان وزيرا للسياحة واحتفل بهذه الذكري الاحتفال اللائق، فكيف حدث ذلك الآن؟.. كيف تمر هذه الذكري العطرة، التي أكرم الله بها مصر، دون أن نحتفل بها بالقدر الذي تستحقه؟!.. كيف تمر ذكري دخول العائلة المقدسة إلي مصر، دون أن تعرف الأجيال تفاصيلها ودون أن تحتفل بها؟!.
إن هروب العذراء بالمسيح عليه السلام من هيرودوس، وَمِن قتل الأطفال، لهي أهم رحلة في تاريخ البشر حيث أنقذ الله الدين المسيحي بهذه الرحلة الشاقة؟.
لك الله يا مصر.. كيف بارك الله أرضك بهذه الرحلة، وتمر الذكري دون الاحتفال اللائق؟!.. إن يوم شم النسيم يأخذ منا جهدا واحتفالا أكثر من هذا اليوم المبارك العظيم، انه يوم خالد يجب الاحتفال به بالشكل اللائق ثقافيا وعلي كل الجوانب، ويجب أن تعرف الأجيال الطريق الذي مشت فيه العذراء ومعها السيد المسيح، والأخطار التي تعرضت لها ويوسف النجار يسير بهما خائفا مرتعدا، لأنه يحرس النبي المطارد.
إن رحلة العذراء والمسيح يجب أن تكون علي قمة مناسباتنا لأن الله خص بها مصر ولولا هذه الرحلة لما أنقذ الطفل النبي وأمه العذراء المقدسة.
لقد شاهدت بنفسي الخباء الذي اختبأت فيه العذراء والطفل في جبل الطير بنواحي اسيوط، والخباء هو شبه «جيب» في داخل الجبل، ولو كانت قد رفعت رأسها لسنتيمتر واحد لشاهدوها وضاع الدين كله حيث الطفل بين أحضانها.
إن هذه الرحلة الشديدة الأهمية الشديدة القسوة، كان يجب الاحتفال بها بشكل «ملحمي» أيضا ولعل الإذاعة والتليفزيون ليس لديهما أي قائمة بأهم تواريخ الأحداث المهمة التي مرت علي مصر، فكيف يمر يوم كهذا ولا يحتفل به الاحتفال اللائق؟.
إن الله سبحانه وتعالي جعل من مصر بلد الأمان والأمن للدين المسيحي حينما استطاع أهل مصر أن يعاونوا العذراء والطفل النبي علي التخفي من هؤلاء الذين كانوا يطاردونهما.
إن هذا اليوم كان يجب أن يكون احتفالا عالميا، حيث لم ينقذ الله العذراء والطفل النبي من أجل مسيحيي مصر فقط ولكن من أجل مسيحيي العالم.
إنها رحلة كان يجب أن يشارك العالم كله في تسجيلها وترك علامات علي الطريق من أرض فلسطين حتي الوصول إلي جبل الطير، وكان يجب أن تسجل كل وقفة من وقفاتها بالطفل النبي وهي معروفة كلها لأهل مصر، ولو أنصفنا بلادنا بتاريخها وعراقتها والأحداث المهمة التي مرت بها لكان هذا الحدث علي قمة الأحداث العظيمة، فعن طريق هذا الحدث الديني العظيم أنقذ الدين المسيحي وكانت أرض مصر هي الأرض التي باركها الله بالعائلة المقدسة، التي سطع نورها علي العالم بهذا الدين العظيم.
إن رحلة العائلة المقدسة من أرض فلسطين حتي الوصول إلي جبل الطير، تعتبر بلا جدال حجا مسيحيا ولابد للدولة أن تتدارك الأمر، وكلمة أهمس بها إلي بابا مصر تواضروس الثاني: «لعلك تستطيع أن تلقي الضوء علي هذه الرحلة التي بارك الله بها مصر، وباركك الله ليصبح لدينا حج مسيحي للعالم كله.