إكراماً لسكان العشوائيات وهم جميعاً أهل كرام لنا، وجزء من أبناء وطننا العظيم، ومسارعة من الوطن في مد يده إلي كل ابن كريم من أبنائه، تراجعت وتدهورت به ظروف الحياة والمعيشة، فصار يحيا بطريقة بالغة السوء لا تليق بآدمي كريم، قام الرئيس عبدالفتاح السيسي يوم الاثنين الماضي بافتتاح المرحلتين الأولي والثانية من حي الأسمرات بالمقطم، ويشتمل المشروع علي 11 ألف وحدة سكنية، مع المرافق، والحدائق، والملاعب، إضافة إلي تأثيثها وفرشها، بتمويل من صندوق تحيا مصر، والقوات المسلحة المصرية، مع عدد من الجمعيات والمؤسسات الخيرية المصرية الأصيلة، كجمعية الأورمان، ومؤسسة مصر الخير، فضلا عن حديث السيد الرئيس وتأكيده علي إكرام المرأة المصرية وتكريمها وتقديرها، وعدم القبول بأي تصرف لا يليق بمكانتها الجليلة العالية، حتي جعلها هي التي تقص شريط افتتاح المشروع، مع حديث سيادته عن إصرار وطننا العظيم علي إنهاء مشكلة العشوائيات نهائيا، حتي تزول هذه الظاهرة تماما من الوطن، ويحيا كل إنسان مصري حياة كريمة تليق بأبناء مصر الكرام، وواجبنا جميعا في النهوض بذلك، ولا تعليق لي هذا الحدث المهم إلا أن أقول: إن مصر العظيمة لا ترضي لأي أحد من أبنائها أن يتألم أو يُهان، ولن تترك أحدا من أبنائها الكرام يحيا في العشوائيات بكل امتهانها لكرامة الإنسان المصري العظيم، ولن تترك طفلا من أطفال هذا الشعب العظيم مشردا في الشوارع، ولن تترك امرأة مصرية غارمة تلقي في السجن نظير مبلغ زهيد استدانته لعلاج زوج مريض أو تجهيز ابن أو بنت للزواج ثم تجبر الدائن وألقاها في السجن دون أدني ضمير أو إنسانية، ورغم كل ما تعانيه مصر من إرهاب وضغوط اقتصادية فإنها ستنجح بتوفيق الله جل جلاله، وستخترق التحدي، وستعيد الأمل لأبنائها حتي يقف كل منهم علي قدميه ويعيد تشغيل وطنه العظيم ليحقق كفايته، ويتجاوز أزماته سريعا، وليشرع من جديد في صناعة حضارة تليق بمصر.
> > >
الطفولة، وما أدراك ما الطفولة، إنها سر البشرية المقدس، ومظهر الطهر والنقاء، وأجل صور اللطف والصفاء، إنها الإنسان في صورته الأولي، المجردة، الطاهرة، قبل أن تلوثه الأحقاد، أو الأهواء، أو المطامع، أو المظالم، أو العدوان، أو البطش، إنها الذات الإنسانية دون تجميل أو تصنع، علي سجيتها، واندفاعها، وسذاجتها، وطهرها، حيث لا تعقيد، ولا توحش، أو غدر، ولا خيانة، ولا عناد، ولا تحايل، ماذا أقول عن الطفولة، إن إكرامها شيء رفيع، تهتز له السموات والأرض، وقد انعقد يوم الثلاثاء الماضي- في مقر جامعة الدول العربية- مؤتمر البرلمانيين العرب في دورته الثالثة، برئاسة جمهورية مصر العربية، وبحضور أعضاء البرلمانات ومجالس الشوري العربية ووفود عربية ومفكرين وإعلاميين وشخصيات عامة ورؤساء وممثلي المجتمع المدني والمجالس العليا واللجان الوطنية والهيئات الإقليمية والدولية للطفولة بالدول العربية، وبجهود خاصة من المجلس القومي للطفولة والأمومة والدكتورة هالة أبو علي رئيسة المجلس، ودار المؤتمر حول قضايا الطفولة، ورفع شعار (أطفالنا مستقبلنا)، ودراسة كل الدساتير والقوانين والإجراءات والمؤسسات الراعية للطفولة في وطننا العربي، ورفع كل صور الامتهان التي تمس الطفل في أوطاننا العظيمة التي تعاني الحروب والكوارث كالعراق وسوريا وفلسطين واليمن وليبيا، مع ما تقوم به تنظيمات الإرهاب والإجرام كداعش وغيرها من تحويل الطفل إلي مصدر دمار وقتل، مما يوجب علينا جميعا منظومة من الأعمال العاجلة للتصدي لذلك، ووقف كل صور العدوان علي الطفل، وتوفير كل برامج حمايته ورعايته وتكريمه، وصناعة مستقبلنا من خلاله، وقد تشرفت بالمشاركة في هذا الملتقي العربي المهم، وحضور جلسة افتتاحه وبعض جلساته، ولفت نظري أن مصر تفتتح يوم الاثنين حي الأسمرات لإكرام سكان العشوائيات، ثم ترعي في اليوم التالي له مباشرة هذا المؤتمر المهم لإكرام الطفولة، ولكل حدث منهما سياقه الطويل، وترتيباته المجهدة المعقدة، لكن انتظام هذين الحدثين المهمين في يوميين متاليين، يظهر أن هذا الوطن يُبْني بالفعل من جديد، ويقف علي قدميه بالفعل من جديد، ويتزحزح بالتدريج من كل أزماته المعقدة ويتجاوزها، ويعقد الهمة العظيمة والعزم الأكيد علي أن يتجاوز كل ذلك، وأن مصر بإذن الله ستكون لها الريادة في إكرام الإنسان، وإحاطته بمظاهر الإجلال اللائقة.
> > >
صباح أمس الخميس احتفل وطننا العظيم بما أحرزته قواتنا المسلحة الشامخة العظيمة من استلام حاملة الطائرات الأولي: الميسترال، ورفع العلم المصري عليها، وانضمامها الفعلي إلي قائمة مصادر القوة لقواتنا المسلحة، ويرفع تصنيف مصر بين جيوش العالم، ليتقدم بذلك درجات، لتضيف مصر بذلك مزيدا من تسليح جيشنا العظيم، ورفع كفاءته لحماية مصر والوطن العربي، ولهذا الحدث دلالات مهمة بل شديدة الأهمية، ويبعث برسائل كثيرة ومحددة، إلي جهات وتيارات وأطراف ودول مختلفة، ويحفظ هيبة مصر، ويردع أطرافا كثيرة تضمر لمصر الشر والضرر، وتترقب أي لحظة ضعف أو غفلة لتنفيذ عبثها وتدميرها ورؤيتها المبغضة لهذا الوطن، والحاقدة عليه، والكارهة له، وتبقي عناية الله تعالي محيطة بهذا الوطن، تهيء له في أشد اللحظات صعوبة تدابير الحق في بقائه واستمراره ورفعته، إن لحظة رفع العلم المصري علي تلك القطعة البحرية الكبيرة- والتي هي صرح حربي كامل- تمثل لحظة مهمة في هذه المرحلة، وتضيف مزيدا من ثقة الإنسان المصري في جيشه ووطنه، ومن ثقة شعب مصر العظيم في جيشه، ومن ثقة الجيش في ذاته وقدراته وإمكانياته، إن جيش مصر هو درعها القوي، وسياجها المنيع، الذي أثبت عبر تاريخه المشرف قوته ووطنيته وشموخه، وأحرز للوطن انتصاراته، وصان أرضه وكرامته، وكل يوم يزداد فيه جيش مصر قوة وكفاءة فهو يوم مجد وكرامة لمصر، ولشعبها الكريم، وسلام علي الصادقين.