ترتيب الإجازة مهم لأن الاجازة ليست تعطيلا نهائيا عن العمل بل هي فترة نفكر فيها في ترتيب أوراقنا للعودة إلي العمل بنشاط وكفاءة أعلي من الفترة السابقة
مريم نوحي حفيدتي الأولي كبرت أصبحت في الجامعة لكن لها حب خاص كبر معها.. تقرأ لي وتناقشني وترفض ما تريد وتقبل ما تريد وهي كاتبة واعية ولكن علي الفيس بوك مثل جيلها أما أحفادي حمزة قبل السابقة وكاميليا عامان.. كلما أمسكت بالقلم تخطف كاميليا القلم مني وتشخبط علي الورق قبل أن اكتب حتي عنوان اليوميات!! لم تكن مريم هكذا ربما لعشقها للقراءة وحبها للكتابة.
أما أنا فتركت الأوراق والقلم وجلست ألعب مع كاميليا لعب زمان والتي انقرضت مع الالعاب الحديثة.. علمتها لعبة «كريكره» وعلمتها «حج حجيج» وعلمتها «حج عدس ياحج عدس» وفرحت جدا باللعب الجديدة القديمة لكن أمسكت بكتاب عندي وأعطته لي وأمرتني بالقراءة بالاشارة حيث لم تكتمل كلماتها بعد. جعلت أقرأ كلاما من عندي وحواديت تجعلها تضحك وفي اليوم التالي أعطتني نفس الكتاب وكنت قد نسيت ما حكيته لها بالأمس فطلبت مني بالاشارة أن احكي لها فحكيت لها حكاية مختلفة فاشارت بإصبعها الصغير«المنمنم» بمعني «لا» فحكيت حكاية أخري ولكنها صممت علي الرفض فحاولت تذكر حكاية الأمس ولكن دون جدوي وكل ما تذكرته أنها كانت عن شجرة فوقها عصافير وحينما بدأت ضحكت وصفقت بيديها كأنها تقول «وجدتها» ولكني لم اتذكر التفاصيل ولكن كاميليا تذكرت التفاصيل فرفضت أن تنصت اليّ وتركتني وأمسكت احدي لعبها تعلن رفضها لكل ما أفعل لها.
وحينما وجدت أنني انصرفت عنها حاولت أن تخطف القلم مني فلم تستطع فحاولت ان تجذب الورق من تحت يدي فلم تستطع ولكن انحرف القلم مني وجري بخط علي الورق فضحكت «قهقهت» وكأنها انتصرت عليّ وكنت قد حاولت انقاذ ما كتبت ولكن دون جدوي فقط شطبت عليه العفريتة الصغيرة تماما فأسكت بورقة أخري وأعطيتها ورقة وقلما وقلت لها «ستو بتكتب.. وكوكو بتكتب» فامسكت الورقة وجعلت تقلدني وتكتب سطورا منقطة كأنها كتابة ولكنها لم تكمل وقطعت الورق عن لعب أخر.
لقد لاحظت أن لعبة الكتابة لاترقي للصغار قبل سن المدرسة لأنهم لايجدون فيها لذة حيث لانتائج وأن اللذة هي في الشخبطة حيث يشعر الطفل أنه يفعل ما يريد وليس ما يريد غيره.
وفي واقع الأمر أن الطفل حينما يمسك بالقلم لايلعب ولكن يحاول أن يفعل شيئا مختلفاً لهذا فالرسم هو اصلح شيء للطفل وهو في سن صغيرة كأن نرسم له قطة بخطوط بسيطة أو شجرة أو كرسي المهم أن نرسم له شيئا من المحيط به والتي تقع عليها عينه بحيث يألف ما يرسم ولا يشعر بغرابةلهذا لا يمكن رسم حيوان مثل الفيل أو الزرافة قبل رؤيتها في حديقة الحيوان لان رؤية الشئ تجعل الطفل يفهم الرسم اكثر بل ويشعر «بألفة» ناحيته وكنت كلما أخذت أولادي إلي حديقة الحيوان آخذ لهم كراريس الرسم والأقلام حتي يشعروا برغبة في رسم ما يرونه لأنني جربت أن اجعلهم يرسمون بعد العودة إلي البيت فلم تروقهم هذه الطريقة وكثيرا ما كانوا ينسون اشكال الحيوانات التي رأوها أثناء وجودهم في الحديقة وغالبا ما كانوا يخلطون بين سيد قشطة والخنزير وبين الاسد والدب ولكنهم لم يكونوا ينسون الزرافة أو الفيل أبدا حيث الشكل مختلف وكذلك التمساح و«السلحفاة».
ولكن حديقة الحيوان هي أهم حقل ينمي عقل الطفل ويثبت فيه المعلومات حيث تكون المعلومة موثقة بشكل الحيوانات التي يرونها. وقد لاحظت أن «جبلاية القرود» من أهم الأماكن لدي الأطفال وأيضا السيد قشطة ذلك لان الطفل محتاج إلي عمل علاقة مع الحيوان فهو يقذف البرسيم في فم سيد قشطة ويلقي للقرود بالجزر والسوداني وكذلك قبل ركوب الفيل يلقون له بالخضراوات ويأخذها «بالزلومة» ليأكلها ويسعد الاطفال لذلك جدا أما الطيور فهم يقفون امام الببغاء المتكلم والذي يقول له مدربه «ابوك السقا مات» فيرددها خلفه.
وأهمية حديقة الحيوانات بالنسبة للصغار ليس للفرجة فقط كما قلت ولكن لمحاولة عمل علاقة بكائن مختلف وايضا لتعلم قيمة التراحم بالتعامل الراقي مع الحيوانات وقد لاحظت أنه بالرغم من ان التمساح حينما يفتح فمه يكون شكله مخيفاً إلا أن الاطفال يحبون الوقوف أمامه وقذف الفواكه والطعام اليه أما كلب البحر فهو بالنسبة للاطفال «بهلوان» يقفزون في الماء بمجرد أن يقذف له حارس السمكة ليأخذها مهما كانت بعيدة ويعتبر كلب البحر من الحيوانات المائية التي يحبها الاطفال جدا ذلك للحركات البهلوانية التي يقوم بها والتي يحبها الصغار ويقلدونها بعد ذلك.
ان الذهاب إلي حديقة الحيوان بالأولاد هام جدا لثقافتهم عن الحيوانات وليست للتسلية فقط انها ليست لعب عيال ولكنها ثقافة العين.
أهلا بالإجازة
هذه «الأهلا» هي للأولاد أما الآباء والأمهات فهم يحملون همها حيث الفراغ الذي يحيط بالأولاد ومهما كان النادي ومهما كانت الهوايات فالاجازات عندنا طويلة. لايمكن أن تكون هناك إجازة في العالم تبدأمن يونيو حتي سبتمبر!! هذا حرام.. حرام فعلا.. أولا: لابتعاد الاولاد عن قنوات العلم ثانيا: عن الفراغ الذي وضعتهم فيه الدولة بهذا النظام الذي كان من المفروض ان يتغير منذ سنين ومنذ أن ثبتت نتائجه السيئة لابتعاد الصغار عن قنوات التعليم لثلاثة شهور.. أولا سوف ينسي الصغار بلاجدال ما أخذوه ثانيا سوف يكون رجوع عقولهم إلي قنوات العلم من أصعب ما يمكن خصوصا أن الاسرة المصرية مازالت لاتهتم بوجود القراءة في حياة الاطفال ولو أننا أفضل بكثير الآن- فقد رأيت كثيراً من الاسر ينفقون الكثير من المال في شراء مجلات وكتب ثقافية للاولاد واصبح معرض الكتاب من اهم مشاوير الاسرة واصبحت الاسر تعمل ميزانيات لكتب الصغار ولكن مازالت عادة الذهاب إلي المكتبات لم تتأصل حتي في اولادنا ولم تأخذ مكانا مهما مثل المطاعم أو النوادي.
ولعل قدوم الاجازة هي اعظم فرصة لاعادة ترتيب سلوكيات الاسرة ووضع الذهاب إلي المكتبة سواء المكتبة العامة أو مكتبة النادي في نظام الاسرة سواء في الاسبوع ثلاث مرات او حسب أوقات الاسرة لأن الذهاب إلي المكتبة في حد ذاته يكون علاقة بين الاولاد وبين الكتب وفيه ايضا ثقافة البحث عن كتاب ثم قراءة الكتاب واستعارة الكتاب والمحافظة عليه حتي اعادته لقارئ آخر.
ولابدمن عمل نظام لغذاء العقل بغزارة في الاجازة حيث في الوقت متسع للقراءة اكثر من ايام الدراسة ولابد من الاستعانة بأمناء المكتبات في اختيار الكتب وفي نظام القراءة.
ان تنوع القراءة هام جدا لغذاء العقل مثل تنوع الطعام وقد كنت وأنا صغيرة أحب قراءة القصص فقط ولكن والدي رحمه الله قالي لي «انت الآن كمن يأكل أرزاً فقط أو لحماً فقط فلابد أن تقرئي في كل انواع المعرفة ليتفتح عقلك لكل المعارف وحتي تدربي نفسك من الآن علي تقبل كل انواع المعرفة رحم الله الوالد فقد أعطانا كثيرا من عقله وتجربته الغنية وقد كنت اتضايق من العلوم والرياضيات وأحب الجغرافيا والتاريخ وكان من نتيجة ذلك أن تعبت جدا وأنا أقترب من الثانوية العامة ولم استطع ان أحصل في شهادة الثقافة «رابعة ثانوية في ذلك الوقت» لم استطع أن احصل علي مجموع جيد وقد ظللت حتي الآن أضيق بأي معلومات بها أرقام وذلك لأنني أخطأت حيث كانت علاقتي بالارقام شديدة السوء إلي حد القطيعة!!
وبعد فوات الأوان شعرت بخطئي لأن الانسان لابد أن تكون علاقته بكل انواع المعرفة علي الاقل ليست مقطوعة لان حياتنا مثلا ليست خالية من الارقام بل أن الارقام في حياتنا محسوبة يوميا فالأيام لها تواريخ والأيام نحسبها بالساعات والساعات لابد لها من حساب حتي نستطيع ان نرتب امورنا اليومية وقد استطعت منذ عدة سنوات أن أحسن علاقتي بالتاريخ حتي لا اضيع بين الساعات ثم الأيام.
وترتيب الإجازة مهم لان الاجازة ليست تعطيلا نهائيا عن العمل بل هي فترة نفكر فيها في ترتيب أوراقنا للعودة إلي العمل بنشاط وكفاءة أعلي من الفترة السابقة لأن عمل الانسان لابد أن يتناسب مع تطور الوقت فلا يقل بل يزيد بالتتويج ويصبح اي عمل أعلي جودة من الفترة السابقة.
ناس في التليفزيون
أجلس أمام التليفزيون ولكني لا التزم به ولا أجعل أي مسلسلات تسجنني أمامها ولكن رغما عني التزم بشخصيات جديدة لفنانين لا أعرفهم ولكنهم في منتهي روعة الاداء والتليفزيون لايترك ثانية واحدة عند عرض الاسماء وكأنه يريد أن يغيظنا حتي لانعرفهم وياليت التليفزيون يفعل مثل التليفزيون الياباني والذي شاهدته اكثر من مرة وكل فنان يقدم نفسه ويتكلم لمدة دقيقتين عن دوره وهذا هام جدا للمتلقي حيث يكون علاقة حميمة مع الفنانين ولا يشعر بغربة معهم مثل ما أشعر الآن مع كثير من الفنانين والفنانات الجدد والذين اظل ابحث عن اسمائهم فلا اجدها في أول المسلسل ولا آخره ويبدو أنها شخصيات سرية أو انهم يشترطون عدم اذاعة اسمائهم مع أنني وغيري من الكتاب نبحث عنهم لنكتب عنهم اعجابا بأدائهم ولكن ماذا نفعل والتليفزيون في حالة عجلة دائمة وكأن حد بيجري وراءهم أو كأنهم عاوزين يخلصوا.
رجاء.. رجاء من ناس التليفزيون المسئولين عن بث البرامج اتبعوا طريقة وأعتقد أنها من مهمة مخرجي المسلسلات وهي أنهم يجعلون كل ممثل أو فنان يقدم نفسه قبل المسلسل وقبل كل حلقة.
المبدعة يسرا
تزداد تألقا وابداعا وتصبح مسيطرة علي الشاشة.. انها يسرا الفنانة التي تزداد تألقا وابداعا كلما قدمت عملا جديدا وقد كتبت عنها في بداياتها أنها فنانة حتي النخاع وانها لاتمثل ولكنها تعيش أدوارها كأنه دورها في الحياة. انها تقوم بالدور بمنتهي التلقائية والبساطة وتعيش اللحظة وليس لها أي علاقة بالكاميرا أو بمن يقوم بالدور أمامها لهذا يبدو بعض الذين يبدعون أمامها أقل منها ابداعا لأنهم يمثلون أما يسرا فهي لاتمثل انها تعيش اللحظة كما قلت والذي يعيش اللحظة أي تعيش ما يريده الكاتب وما يتمناه المتفرج وما يريده المخرج.
ان يسرا في مسلسل «نكدب لوقلنا مابنحبش» تثبت ان جذوة الفن لاتنطفئ في الفنان الذي يعشق الفن مثلها ويختار ادواره بعناية ولايخطئ ولو مرة واحدة في اختيار الورق المكتوب من القلب والعقل واعتذر عن اسم المؤلف فالتليفزيون لايهتم بالمؤلف أو المخرج عموما أن مدحي ليسرا هو في نفس الوقت مدح للكاتب والمخرج والمصور وحتي عمال القهوة والشاي في الاستوديو.. يسرا.. كل سنة وانت طيبة ومتألقة وممتعة لكل الناس وقادرة علي توصيل أي نص لوجدان المتفرجين ومفرحة لكل مخرج يخرج لك نصا كما قلت.. كل سنة وانت طيبة ورمضان كريم بكل شيء وبيسرا العظيمة.
صيام الحر والقرب من الله
مهما كان الصيام صعباً في الصيف فهو لذيذ جدا ساعة المغرب ورشفة الماء لها طعم لاحدود للذته ويصبح الطعام لالزوم له إلي جانب الماء ولا حتي العصائر لها لذة.. المهم الماء.. والماء فقط والعطش في الصيف مختلف تماما عن العطش في الشتاء فالصيام في الشتاء محتمل لأن اليوم أقصر منه من أيام الصيف.. فتصوروا يوم طويل وحار وصيام.. لكن واعتقد أنكم جميعا مثلي وهو أن الصيام يشعر الانسان بالمقدرة والقرب من الله سبحانه وتعالي الصيام في الحر يعطيني شخصيا الشعور بأنني أقوم بشيء يقربني من المولي عز وجل ولكن في الشتاء لايعطيني نفس الشعور فالشعور بالجوع يختلف تماما عن الشعور بالعطش لهذا فإن صيام الصيف هو صيام العطش وما أدراك ما العطش في هذه الايام ولعلنا نجرب أزمة المياه التي يعاني منها الناس الآن.. انها أزمة الدولة وليست ازمة الناس ولكن الدولة تتعامل مع الأزمات كما يتعامل الناس مع رمضان الذين لا يشعرون أنه قادم إلا يوم ٣٠ شعبان وهكذا تصبح أزمة المياه مع الشهر الكريم أزمة لا أنزل الله بها من سلطان.
وبمناسبة أزمة المياه كلمتني صديقة من السعودية وقالت لي:
- هل النيل جف!! ماذا حدث في مصر ونحن نسمع أن هناك أزمة مياه؟
قلت لها
- النيل يجري وينساب ويلقي ماءه في ترع ومجريات ولكن الدولة لا توظف ماء النيل جيدا فنحن ياسيدتي لدينا نهر ممكن أن يروي نصف الكرة الارضية ولكنه ينساب في الارض وتمتصه الارض لانه ليس له نظام ثابت- علي ما اعتقد- للاستفادة من كل قطرة ماء من مياه النهر الغالي العظيم وإلا لماذا دائما تحدث هذه الأزمات؟
الحمدلله انني لست موظفة في شركة المياه أوحتي في الحكومة وإلا لكانت اللعنات سوف تنصب عليّ من كل جانب كلما حدثت أزمة في المياه أو حتي في الكبريت.
آخر الكلام
مصر ولادة.. ولادة فعلا وإلا لما كان كل هؤلاء الشباب الذين يمسكون مناصب هامة في الدولة يملكون ماشاء الله هذه القدرات علي مواجهة ما يحدث من ازمات لا أقول الاسماء فهم كل يوم في التليفزيون.