بكل التسامح والطيبة والرقة بعثت سيدة الصعيد برسالة حب وود إلي من اعتدوا عليها إنها سامحتهم وانها لاتريد من اي إنسان مساعدة وانها لا ترغب في الحديث والحوار مع اي جهة وانها بكل حزن تركت موطنها.. وعلينا ان نحترم حزنها علي نفسها ونحترم خصوصيتها بل علينا جميعا تعظيم ذلك.. السيدة سعاد التي تعرضت إلي حادثة شاذة وغريبة علي مجتمعنا ولنا ان نقف امامها طويلا.. طويلا جدا وخاصة المتخصصين في علم النفس والاجتماع ليدرسوا ويحللوا التطور النوعي والكيفي في انتقام المصريين من بعضهم البعض.
وإن لم يحاسب من فعل هذه الفعلة الشائنة سنجد أنفسنا أمام حوادث اكثر شذوذا و غرابة ووقاحة لكل من تسول له نفسه فعل ما يشاء وقتما يشاء فيمن يشاء.
حادثة السيدة سعاد المسنة التي جردوها من ملابسها وسحلوها في المنيا هي حادثة كاشفة لنا كمصريين عن تدهور الأخلاق في مجتمعنا واختفاء المودة والرحمة بيننا وان تدين البعض هو تدين شكلي وصورة بعيدة عن مبادئ الإسلام وفضائلة التي كرمت المرأة والأم وجعلت الجنة تحت قدميها، الحادثة كاشفة لموت ضمائرنا والصمت الذي يلازمنا عندما نشاهد الأخطاء في حق غيرنا ونقف موقف المتفرجين البلهاء، وكاشف لهشاشة العلاقات بين نسيج الأمة الواحدة كما ندعي ونتغني ليل نهار، كاشفة لجهل البعض واندفاعه في الشر كالصاروخ، كاشفة لسطحية التفكير وعدم الدقة والتحري فاذا كان ابن السيدة العجوز مخطئا فكيف تعاقب وتحاسب والدته المسنة علي خطأ هي لم تفعله وقد تكون تجهله ايضا..وكاشفة وشاهدة علي تجردنا من انسانيتنا وآدميتنا التي فطرنا الله عليها