‎لم يبق أمام «أهل الشر» إلا اللعب بورقة الفتنة
‎المصريون صمدوا أمام جميع مؤامراتهم، الحرق، والقتل، واللعب بأسعار سوق الصرف، محاولة الوقيعة بين مصر وحلفائها الأجانب والعرب.. فلجأوا إلي آخر ورقة وهي الوقيعة بين المسلمين والمسيحيين، ويحاولون إشعال الفتنة في الصعيد الذي بدأ أهله يشعرون أن الدولة أخيراً اهتمت بهم وبمشاكلهم.
‎الواقعة ـــ كما حكاها عمر راغب عمدة الكرم مركز أبو قرقاص المنيا ونشرتها الزميلة «المصري اليوم» ـــ «حادثة تمزيق ملابس السيدة سعاد القبطية، وقعت ولكن ليست بالصورة التي يحاول البعض الترويج لها، لأن أحدا لم يمسك السيدة عارية وسار بها في الشوارع».. انتهي كلام العمدة الذي من المفروض أنه ممثل السلطة التنفيذية.. وهذا الكلام يتناقض مع روايات أخري، ونفاه الأنبا مكاريوس، الأسقف العام لمطرانية المنيا وأبو قرقاص للأقباط الأرثوذكس، وبالمناسبة الشخصان لم يحضرا الواقعة.
‎سبب الأزمة هو أن شائعة سرت بأن ابن السيدة المسيحية علي علاقة بامرأة مسلمة فذهب محتجون للانتقام من أم الشاب المسيحي.
‎وفي كل الأحوال لو كانت هذه الواقعة بطلها شاب مسلم كان سيفعل المحتجون نفس الأمر.
‎استغل «أهل الشر» الواقعة وضخموها علي أنها «فتنة»، لكني أري أننا جميعاً يجب أن نضخم القضية علي حقيقتها ألا وهي أن هناك اعتداء تم علي «سيدة» وهذا إثم عظيم، أن يجرد أحد سيدة من ملابسها ويكشف جسدها الذي ستره الله.
‎وطبعا كان من الخطأ التعامل مع الأزمة علي أنها بين مسيحيين ومسلمين، فبعد 30 يونيو تجلت الوحدة الوطنية في أبهي صورها، ولم يعد أحد يقول مسلم ومسيحي فكلنا مصريون أبناء وطن واحد يسكن فينا جميعاً.
‎والإجراء الوحيد الذي يقضي علي هذه الفتنة هو اتخاذ الإجراءات القانونية فوراً ضد المعتدين علي هذه السيدة، وتطبيق أقصي عقوبة علي الجناة ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه المساس بمصرية.
‎لا مجالس عرفية، ولا بيت عائلة، ولا قعدة عرب، ولا أحضان شيوخ وقساوسة ستحل الأزمة، إنفاذ القانون وتطبيق العدالة الناجزة هما اللذان سيضعان حداً لكل من تسول له نفسه الاعتداء علي الآخر، أو أن يحاول أن يأخذ حقه ــ إن كان له حق ـــ بيده، فإن ذلك سيعيدنا إلي عصر الغابة.
‎الواقعة إجرامية همجية ويجب أن تُظهر فيها الدولة هيبتها وقدرتها علي السيطرة علي مقاليد الأمور.
‎وأعتقد أنه من المناسب محاسبة «العمدة»؛ إذا كانت أقواله التي نشرت علي لسانه في الصحف ووسائل الإعلام كاذبة، وقالها دون أن يتحقق منها، وكذلك محاسبة الأنبا مكاريوس إذا كان نفيه لما قاله العمدة غير صحيح وعلي غير أساس، وتطبيق القانون علي أي منهما دون استثناء، أو النظر إلي أن الأول يمثل السلطة التنفيذية أو كان الثاني يمثل الكنيسة. حتي يتأكد كل شخص ألف مرة من أي كلمة يتفوه بها وبخاصة إن كان مسئولاً.
< < <
‎وظني أنه لابد أن تمتد سيطرة الدولة إلي ردود الأفعال التي نتجت عن هذه الواقعة إلي مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قام نشطاء متطرفون ـــ مسلمين ومسيحيين ـــ بإشعال نار الفتنة، حيث حولوها إلي خلاف بين الأديان، ونصب كل واحد نفسه علي أنه حامي حمي الدين الذي يعتنقه.. وتبادل هؤلاء الموتورون الشتائم والسباب والطعن في الدين، وإذا كان مرتكبو الجريمة قيد التحقيق والقانون سيأخذ مجراه والعدالة الناجزة ستقول كلمتها، فالنشطاء هم المجرمون الطلقاء المذنبون في حق دينهم وفي حق بلدهم، ولابد من عقابهم ولابد أن يصدر تشريع سريع باعتبار أن الحديث في مواقع التواصل الاجتماعي يعامل معاملة الأماكن العامة وليس الخاصة، وأن أي مساس فيها بالدين يعتبر تكديراً للسلم العام، وتحريضاً علي كراهية الآخر.
‎ومع إصدار هذا التشريع، لابد أن يتم تعديل القانون لتغليظ العقوبات فيما يتعلق بالمساس بالمرأة،سواء بالقول أو الفعل، فصون كرامة المرأة يعلي شأن المجتمعات، فالقانون يجب أن ينصف سيدة الكرم، والقانون يجب أن يكون فيه «سعاد».
< < <
‎ولابد أن أشيد ببيان الرئاسة حول الواقعة لما كان له من تأثير إيجابي علي كل الأطراف، ونزل بردا وسلاما علي السيدة «سعاد» وأهلها، وأعلي من شأن المرأة، فهكذا يعلمنا الإسلام، وتدعونا الأديان السماوية.
‎الدين من العنف بريء..
‎الدين من التطرف بريء..
‎الدين من التعصب بريء..
‎والمصريون من الفتنة أبرياء..
‎حما الله مصر من الفتن والإخوان..

‎آخر كلمة

‎بسم الله الرحمن الرحيم
‎بسم الله الرحمن الرحيم
‎{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ}
‎صدق الله العظيم