أفكار متقاطعة

دون كيشوت الصهيونى

سليمان قناوى
سليمان قناوى

كل من قرأ رواية «دون كيشوت» للأديب الإسبانى الأشهر سرفانتس، أدرك تماما أوجه التشابه بين دون كيشوت وبنيامين نتنياهو، إلا أنه أدرك أيضا أن الأخير أكثر بغضا وفحشا وسوءا من الأول.

وهناك الكثير من التماثل بين الشخصتين اللتين فقدتا عقليهما. منها الأوهام التى عششت فى دماغى الاثنين، فعاش دون كيشوت خرافة قتال التنانين والعمالقة، وحين لم يعثر عليهم، وجد ضالته فى طواحين الهواء فحاربها، وعاش نتنياهو وهم القضاء على حماس وعماليق غزة، وحين حاربوه بذكاء من الأنفاق، وفشل فى اصطيادهم، راح يذبح الأطفال والنساء، ويحارب دور العلم (المدارس والمعاهد والجامعات) ودور العبادة (المساجد والكنائس) والمستشفيات ومحطات المياه والكهرباء والصرف الصحى وأبراج الاتصالات وبيوت وخيام المدنيين العزل بغزة.

وكما خرج دون كيشوت من كل معركة بتكسير عظامه، مرة حين ارتطم  بإحدى أذرع الطاحونة فرفعته عاليا ثم طرحته أرضا وأخرى عندما رشقه رعاة الأغنام بالحجارة  لاعتدائه على قطعانهم، لقى نتنياهو وجنوده نفس المصير بخسائر مروعة فى الأرواح وعدد جم من الجرحى ومبتورى الأطراف والمرضى النفسيين.

ولازال يعيش نتنياهو وهم إمكانه استعادة الأسرى بتسوية غزة بالأرض، تماما مثل محاولات دون كيشوت العثور على التنانين. ويبدو أنه بعد ٢٣٠ يوما من الحرب لبس الأسرى الصهاينة لدى حماس  «طاقية الاخفا» فبعد أن دمر نتنياهو شمال ووسط غزة وصولا لمدينة خان يونس، ظن أن ضالته سيجدها فى رفح فاجتاحها دون أن يعثر على أسير واحد. ويبدو أن نتنياهو سيدرك بعد فوات الأوان - مثل دون كيشوت - أنه كم كان غبيا لأنه لم يع عدم جدوى معاركه، وإذا كان الناس فى مدينة دون كيشوت قد دبروا الحيل لحمله على العودة إلى سريره بعد أن بلغ جنونه مداه، لكن لم يفلح أحد حتى بايدن وقادة أوروبا فى إعادة نتنياهو لرشده وسريره وبيجامته ليوقف حربه العبثية قبل أن يلقى نفس مصير دون كيشوت حين أصيب بالحمى ومات، إذ أن حمى الالتصاق بالمنصب عند نتنياهو حالة مستعصية، وسيظل يقاتل حتى آخر جندى صهيونى دون أن يحقق هدفا واحدا لعدوانه الهمجى على غزة. لهذا من حق كل من قرأ رواية سرفانتس اليوم أن ينظر بعين الاحترام لدون كيشوت الذى لم يقتل طفلا أو امرأة أو كهلا ولم يحارب سوى جماد. تبت يدا أبى يائير(ابن نتنياهو) وتب.