أحلام مصرية جداً

كابوس الحُلم الأمريكى..!

نهاد عرفة
نهاد عرفة

هل بات الحُلم الأمريكى لكثير من الشباب العربى مثل الكابوس؟ تحية لشهداء غزة. تحية لمدينة الصمود التى عرَّت العالم الغربى من شعاراته وقوانينه الزائفة. تحية لمدينة الصمود التى أظهرت للعالم سر الكذبة الكبيرة المسماة بقانون حقوق الإنسان تلك المنظومة الهُلامية أو الوثيقة التاريخية التى أعلنوا عنها ووضعوها بقوانين الأمم المتحدة عام 1948، التزامات تتحمل الدول تنفيذها لجميع البشر بصرف النظر عن جنسيتهم أو أصلهم القومى أو العرقى، تحية لغزة وشهدائها.

تلك المدينة الصغيرة التى فضحت العالم أجمع وعرَّته من أكاذيب حقوق الإنسان التى طالما أكد العالم، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، أنها قضايا عادلة ووضعها بالأمر بالمناهج الدراسية لعهود طويلة فى جميع أنحاء العالم، ولتكتشف الشعوب أنهم باتوا يحملون أكاذيب أحلام ثقيلة كشفت الخدعة الكبيرة التى عاشوها. تحية للصمود الغزاوى الذى أظهر لشعوب العالم أكاذيب الصهيونية العالمية وأكاذيب الأطماع الاستعمارية.

لم نكن نعلم أن طوفان الأقصى رغم نتائجه المؤلمة من هدم مدينة عريقة بتاريخها وتراثها وثقافتها واستشهاد الآلاف من شعبها الباسل، لم نكن نعلم أن من نتائجه كل هذا الحراك العالمى بين شعوب العالم وإعادة تشكيل الوعى الجمعى، وبالأخص بين طلاب الجامعات الأمريكية التى عرف شبابها حقيقة الاحتلال الإسرائيلى وحقيقة الصهيونية العالمية وحقيقة دولهم وقوانينهم الزائفة، وهى حقائق لم تكن لتظهر لهم لولا هذا الصمود الغزاوى غير المسبوق بعد أن فاض الكيل.

لقد غيرت غزة الصغيرة المحاصرة وجه التاريخ، خذلها العالم ونصرها الله سبحانه وتعالى، وكلما اشتد عليها الحصار، اشتد عليها التجويع، كلما اشتدت عليها الإبادة وثبت صمودها أصبحت أيقونة تنيرها الشعوب، نورا لن ينطفئ حتى تستعيد حقها المسلوب.

لقد تغيرت النظرة الإيجابية تجاه أمريكا من خارجها وداخلها، وتراجعت شعبية ليس رئيسها بايدن فحسب، بل تراجعت السياسة الأمريكية ككل. وتراجعت شعبية كل رؤساء العالم الغربى المناصر للصهيونية. ونأمل ألا تتراجع شعبية العالم العربى شبه الصامت، ولتكن أحداث غزة وما حدث فى العالم على مدى ما يقرب من سبعة شهور خير فاعل لإعادة ترتيب الأوراق العربية ولُحمة الصف العربى.