بدون تردد

أمريكا‭.. ‬والمحكمة‭ ‬الجنائية

محمد بركات
محمد بركات

فى‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬غاضب‭ ‬ورافض‭ ‬للقرار‭ ‬الذى‭ ‬أصدره‭ ‬المدعى‭ ‬العام‭ ‬للمحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية،‭ ‬يطلب‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬المحكمة‭ ‬إصدار‭ ‬مذكرة‭ ‬اعتقال‭ ‬بحق‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬‭ ‬ووزير‭ ‬دفاعه‭ ‬‮«‬جالانت‮»‬‭ ‬بتهمة‭ ‬ارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭.‬

رأينا‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكى‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬‭ ‬يسارع‭ ‬بإعلان‭ ‬رفضه‭ ‬للقرار‭ ‬جملة‭ ‬وتفصيلاً،‭ ‬مؤكداً‭ ‬أنه‭ ‬يرفضه‭ ‬وأنه‭ ‬يتعهد‭ ‬بالدعم‭ ‬الصارم‭ ‬لإسرائيل‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬حماس،‭ ‬وإطلاق‭ ‬سراح‭ ‬الرهائن‭.‬

ليس‭ ‬هذا‭ ‬فقط،‭...‬،‭ ‬بل‭ ‬زاد‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬بالقول‭ ‬‮«‬ان‭ ‬طلب‭ ‬المدعى‭ ‬العام‭ ‬بإصدار‭ ‬قرار‭ ‬اعتقال‭  ‬‮«‬لنتنياهو‮»‬‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬مشين‮»‬‭.‬

ولم‭ ‬يتوقف‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬‭ ‬عند‭ ‬ذلك،‭ ‬بل‭ ‬أنكر‭ ‬ارتكاب‭ ‬إسرائيل‭ ‬لجريمة‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬فى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وقال‭ ‬‮«‬إن‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬فى‭ ‬غزة‭ ‬ليس‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية،‭...‬،‭ ‬نحن‭ ‬نرفض‭ ‬ذلك‮»‬‭.‬

والمتأمل‭ ‬المدقق‭ ‬فى‭ ‬الموقف‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكى‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬‭ ‬يخرج‭ ‬بنتيجة‭ ‬واحدة‭ ‬مؤداها‭ ‬ان‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬الداعم‭ ‬الأول‭ ‬والمساند‭ ‬الدائم‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬والمدافع‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬جرائمها،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬شريك‭ ‬كامل‭ ‬الشراكة‭ ‬‮«‬لنتنياهو‮»‬‭ ‬و‭ ‬‮«‬جالانت‮»‬‭ ‬وغيرهما‭ ‬من‭ ‬قادة‭ ‬وزعماء‭ ‬إسرائيل‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم،‭ ‬وفى‭ ‬العدوان‭ ‬طوال‭ ‬الشهور‭ ‬السبعة‭ ‬الماضية‭ ‬وحتى‭ ‬الآن‭.‬

وفى‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬الشراكة‭ ‬رأينا‭ ‬ونرى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وهى‭ ‬تقوم‭ ‬بدورها‭ ‬المخزى‭ ‬فى‭ ‬دعم‭ ‬ورعاية‭ ‬الدولة‭ ‬الصهيونية‭ ‬العنصرية‭ ‬المتطرفة،‭ ‬وتوفر‭ ‬لها‭ ‬الحماية‭ ‬والمساندة‭ ‬بالسلاح‭ ‬والمال،‭ ‬وتقف‭ ‬حائلاً‭ ‬يمنع‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬والمجتمع‭ ‬الدولى‭ ‬من‭ ‬إصدار‭ ‬قرار‭ ‬يدين‭ ‬جرائمها‭ ‬الإرهابية،‭ ‬أو‭ ‬يحملها‭ ‬جريرة‭ ‬المجازر‭ ‬وحرب‭ ‬الإبادة‭ ‬التى‭ ‬ترتكبها‭ ‬ضد‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطينى‭.‬

وفى‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬الشراكة‭ ‬رأينا‭ ‬ونرى‭ ‬استمرار‭ ‬جرائم‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬والقتل‭ ‬الممنهج،‭ ‬التى‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬جيش‭ ‬العدوان‭ ‬والاحتلال‭ ‬بدم‭ ‬بارد‭ ‬ضد‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬والشيوخ‭ ‬والمواطنين‭ ‬العزل‭ ‬فى‭ ‬غزة،‭ ‬دون‭ ‬توقف‭ ‬ودون‭ ‬مانع‭ ‬أو‭ ‬رادع‭.‬

وفى‭ ‬تقديرى‭ ‬أن‭ ‬موقف‭ ‬الرئيس‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬‭ ‬وما‭ ‬نراه‭ ‬من‭ ‬تحيز‭ ‬فاضح‭ ‬ومعلن‭ ‬وغير‭ ‬محدود‭ ‬للدولة‭ ‬الصهيونية،‭ ‬لا‭ ‬يعنى‭ ‬سوى‭ ‬شيء‭ ‬واحد‭ ‬واضح‭ ‬ومحدد،‭ ‬وهو‭ ‬التورط‭ ‬الأمريكى‭ ‬فى‭ ‬الجريمة‭ ‬والمشاركة‭ ‬الكاملة‭ ‬فى‭ ‬العدوان‭ ‬وجرائم‭ ‬الحرب‭.‬