فى الصميم

رسمياً.. نتنياهو مجرم حرب!

جلال عارف
جلال عارف

إعلان المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية عن طلبيه إصدار أوامر اعتقال ضد مجرم الحرب نتنياهو ووزير دفاعه «جالانت» وعدد من قادة «حماس» لم يكن مفاجئاً. منذ شهور ونتنياهو يقود بنفسه تحرك إسرائيل لمواجهة الخطر القادم، ويطلب من الحليف الأمريكى ودول الغرب أن تستخدم كل نفوذها لمنع المحكمة من المضى فى هذا الطريق.

لكن المحكمة الدولية صمدت أمام كل الضغوط، وجاء الإعلان عن طلب المدعى العام للمحكمة إصدار أوامر الاعتقال ليكون إعلاناً بنهاية سنوات طويلة من جرائم إسرائيل ضد الإنسانية التى تمر بلا محاسبة، وإنذارا لكل من يدعم أو يشارك فى حرب الإبادة ضد شعب فلسطين بأنه لن يفلت من يد العدالة.

حالة الهيستريا فى إسرائيل بعد إعلان المحكمة الدولية مفهومة. مع احتمال أن يكون رئيس حكومتها وكبار قادتها مطاردين من العدالة الدولية كمجرمى حرب، ومع ترقب قرار محكمة العدل الدولية حول ارتكاب إسرائيل «الإبادة الجماعية» فى غزة. وبينما أعلنت معظم دول أوربا حرصها على استقلال المحكمة وعدم التدخل فى شئونها مع التحفظ على مساواة حكام إسرائيل بقادة حماس.. كان لافتاً موقف فرنسا التى أشارت إلى أنها حذرت مراراً إسرائيل من الجرائم التى وردت فى بيان المحكمة الجنائية الدولية.

أما أمريكا فتكاد تزايد على إسرائيل نفسها.. والرئيس بايدن يقود بنفسه حملة الهجوم على المحكمة الجنائية، لكنه لا يجد ما ينفى به الاتهامات التى وجهتها المحكمة لمجرم الحرب نتنياهو، فيكتفى بوصف قرار المحكمة بأنه «شائن» وتبريره الادعاء الكاذب بأن ما تقوم به إسرائيل فى غزة لا يمثل الإبادة الجماعية. بينما أعضاء الكونجرس الجمهوريون يهددون بإصدار قانون لمعاقبة قضاة المحكمة الجنائية الدولية إذا أصدرت أوامر الاعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعه(!!).. بلطجة لا تليق بدولة عظمى، لكنها تكشف عن خوف من العدالة الدولية التى لم تأبه بها أمريكا من قبل، ولم يخضع لها حتى اليوم مجرمو الحرب الذين تمتعوا بحماية الغرب ورعاية أمريكا التى لا تنسى أن فى كشف «المؤجلات» أمام المحكمة قضايا عن جرائم الحرب فى افغانستان والعراق، وعن شركاء فى «الغرب» لنتنياهو فى حرب  الإبادة التى يشنها على شعب فلسطين، ومازالت أمريكا لا تراها «حرباً» ولا تراها «إبادة»، وتهدد بالويل والثبور كل من «يرى» الحقيقة وينشد العدل، وتعرف جيداً كم سيكون باهظاً ثمن السقوط!!