في الصميم

أكذوبة إسرائيل وأمريكا.. و«حق الدفاع عن النفس»!

جلال عارف
جلال عارف

ما زالت أمريكا ودول الغرب لا تجد مبررا تستخدمه لتبرير مشاركتها لإسرائيل في حرب الإبادة التى تشنها على شعب فلسطين.. إلا أكذوبة «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»!!.

ولم تجد إسرائيل نفسها أي حجة أخرى تسوقها أمام محكمة العدل الدولية التي تحاكمها على «الإبادة الجماعية» التى ترتكبها إلا ترديد نفس الأكذوبة عن «حقها في الدفاع عن نفسها» متناسية أن نفس المحكمة قد رفضت هذا الزعم قبل عشرين سنة وأصدرت حكمها بأن إسرائيل «كقوة احتلال» لا ينطبق عليها حق الدفاع عن النفس ضد شعب يمارس حقه الطبيعي في مقاومة الاحتلال .

وإذا كانت إسرائيل - بحكم الواقع- دولة قامت وعاشت حتى الآن على الأكاذيب، فما هى حجة دول الغرب التي مازالت «تثرثر»، حول تمسكها  بالقيم الإنسانية واخلاصها للشرعية الدولية ولمبادئ حقوق الإنسان وحرية الشعوب؟.. سؤال تفرضه المذابح الإسرائيلية اليومية، والصمت من حكومات غربية والتواطؤ من أمريكا، وهو يجد الإجابة الآن عند شباب الجامعات وهم يفضحون الخضوع لنفوذ اللوبى الصهيونى والعودة للمكارثية السياسية في أمريكا، ويضربون لدول أوروبا موعدا مع الحقيقة التي تفرض الاعتراف الكامل بفلسطين والإدانة الكاملة للإبادة الجماعية من جانب إسرائيل.العالم كله يطلب إيقاف حرب الإبادة الإسرائيلية إلا أمريكا التى تريد فقط أن تمارس دور «الجمعية الخيرية»، أمام العالم بالنسبة لشعب فلسطين، بينما- فى الواقع- تشارك فى قتله، وتبرر لإسرائيل الاستمرار في جريمتها بالإدعاء الكاذب حول «حق الدفاع عن النفس»، الذى هو فى حقيقته حق الدفاع عن الاحتلال، وعن الإبادة، وعن قتل شعب لا يطلب إلا حقه المشروع فى الحرية والاستقلال والكرامة الإنسانية.

يبدو أن المعركة الحقيقية والصعبة هى مع النخبة الفاسدة في الغرب، والتى مازالت تقاوم الحقيقة، وتخضع للابتزاز الصهيونى، ولا ترى أن سقوطها الأخلاقى أصبح مكشوفا لدرجة لم يعد فيها قابلا للاستمرار!!