الأديبة الإماراتية وداد خليفة: أكتب التاريخ في قالب روائي | حوار

كتاب زمن السيداف
كتاب زمن السيداف

لاحظت الروائية الإماراتية، وداد خليفة، أن الإقبال على قراءة الكتب التاريخية قليل، فقررت وضع الأحداث التاريخية في قالب روائي مشوق، هكذا جاءت رواياتها الثلاث، -الصادرة عن دار العين للنشر:- «زمن السيداف»، و«خبايا اللال»، و«عشبة ومطر»، تحمل تاريخ أرض الإمارات منذ عام 1930 حتى الآن، للتعرف على تفاصيل وأسرار عالم «وداد» الروائي، وقد تواصلت معها، وهذا ما دار بيننا.

◄ في «زمن السيداف» و«خبايا اللال»، رصد للحياة البدائية التي كان يعيشها سكان الإمارات قبل إكتشاف النفط، وفي «عشبة ومطر» انعكاس للتطور الكبير في كافة مناحي الحياة، فالروايات الثلاث تقدم تدوينًا معرفيًا لما كانت عليه الحياة فيما مضى، وتضع الراهن في مساءلة مستقبلية، من خلال البحث في ذاكرة الجذور، ورصد كفاح الإنسان هل كان هدفك من هذه الثلاثية هو كتابة التاريخ أم نص روائي؟

دعنا نبدأ من الرواية الأولى «زمن السيداف» حيث كان يشغل ذهني وتفكيري، توثيق الحقبة التى تناولتها الرواية «1930- 1955»، من كل جوانبها وبمختلف أصعدتها، وذلك خشية ضياعها مع مرور الوقت، خاصة أنها لم تكن مدونة، إلا شذرات متفرقة لا تفى بالغرض، كما أن من عاصر تلك الحقبة قد رحل أغلبهم عن الحياة، ومن بقى منهم ضعفت ذاكرته، وأوهنه المرض، فكان لزاماً على انتهاز فرصة بقاء الثلة القليلة منهم، لاستقاء التفاصيل، والمعلومات التى ستغذى المضمون، وقد وجدت من تجربتى السابقة بالمشاركة في إصدار كتاب بحثى تاريخي بعنوان«تاريخ الخليج العربي» أن الإقبال على الكتب التاريخية مقتصر على المختصين، والمهتمين من الباحثين، ولا يغطى سوى شريحة قليلة، لذلك فكرت في وضع الأحداث التاريخية في قالب روائي مشوق، يحفظ الحدث ويوثق التفاصيل، وأيضاً محاولة لإنصاف فئات معينة من المجتمع ممن رحلوا، وغيبهم النسيان دون الوقوف عند ما قاموا به من أعمال مؤثرة، أو ما تعرضوا له من معاناة، وأنا أرى ان الكتابة عنهم هى نوع من الإنصاف، لذلك أثناء بحثى وكتابتى لرواية «زمن السيداف» لفتت انتباهي فئات من المجتمع، لم يجرى تسليط الضوء عليها، وعلى ما قدمته من جهد، ومعاناة، وظلم وقع عليها بسبب المستعمر، فكانت رواية «خبايا اللال» وهى محاولة لإنصاف لفئة العمال الذين عملوا فى معسكرات التنقيب عن النفط وحقوله، وهى استكمال لرواية «زمن السيداف» وكذلك رواية «عشبة ومطر»، وجاءت الروايات الثلاث متعاقبات زمنياً حتى وقتنا الحالي.


 

◄ اقرأ أيضًا| هل اختفت الأجيال الأدبية؟| تحقيق

◄ تغوص اعمالك الروائية في التاريخ الإماراتي بهدف العودة إلى الأصول والجذور الأولى، ماهى ملامح مشروعك الإبداعي وأهدافه؟
مشروعى الروائى محلى بحت، يغوص فى جذور أرض الإمارات، وأعماق خليجها، ليجمع قطرات العرق المتفصد من الجباه السمراء، والسواعد النحيلة القوية بعزيمتها وتحديها، وينثرها فى أذهان ووجدان جيل انبهر بحاضره، وتغافل عن كفاح اجداده الذين بنوا قواعد صرح الحاضر، والهدف من العودة إلى تلك الأصول والجذور، التأكيد على الانتماء والاعتزاز بالوطن، والتمسك بالهوية العربية، والتنبيه إلى أن ما وصلت إليه الإمارات اليوم، لم يكن نتيجة لجهود آنية، بل هو وليد كفاح طويل للأجداد.

◄ في «عشبة ومطر» روايتك الأحدث، رصد للتطور «التكنولوچى» الكبير الذى حصل فى المجتمع الإماراتى، وصرخة للحفاظ على الذات والهوية العربية، كيف واتتك الفكرة، وما كواليس كتابتك لها؟
جاءت الفكرة من حرقة الجمر المتقد بداخلى، نتيجة التغيرات والطفرات التى طرأت على أصالة المجتمع، محرضة لى على للكتابة، فقد كانت مفرزات الواقع المعاش بمثابة نواقيس تنبيه للخطر المحدق بالهوية العربية، وخطر تأثير التطور التكنولوجى» من الجانب السلبى على الذات وزعزعتها، وأشد ما حرضني، انحسار اللغة العربية أمام المد الأجنبى الذى سيطر على لسان الجيل الناشئ، وما يتبع ذلك من سيطرة ذهنية وسلوكية تجعله ينسلخ من هويته شيئاً فشيئاً.