تراث الأجداد الأكثر جذبًا .. «أمين الآثار»: رقمنة التذاكر ضاعفت دخلنا 5 مرات

متاحف مصر تُغازل الزائرين بالحقيقة والخيال

متاحف مصر
متاحف مصر

احتفل محبو التاريخ والآثار باليوم العالمى للمتاحف تعظيمًا للدور الثقافى والتعليمى المهم الذى تقوم بها هذه الصروح العملاقة، كونها حاضنات أمينة لقطع اثرية نادرة، وتحوى بين جدرانها موروثات ثقافية وتاريخية للحضارات الإنسانية على مر التاريخ، ولذلك حمل اليوم العالمى للمتاحف تحت شعار «المتاحف من أجل التعليم والبحث العلمى».
وفى مصر يختلف الاحتفال عن العالم، كونها بلاد الحضارة الفرعونية وصاحبة المتاحف العريقة، ودائمًا مركز اهتمام الباحثين فى المجالات العلمية المختلفة، حيث فتحت المتاحف أبوابها على مصراعيها للباحثين عن اسرار المصريين القدماء، للتأمل فى إبداعاتهم فى النقش على الصخور، وإمكانياتهم فى تحنيط الجثث، وإنسيابية أقلامهم فى المخطوطات، ورصانة أسلوبهم فى صياغة المراسلات الرسمية القديمة التى تحولت إلى وثائق، وغيرها من الأعمال الإبداعية الموجودة بالمتاحف.


وأكد د. محمد إسماعيل، أمين عام المجلس الأعلى للآثار، أن احتفال المجلس باليوم العالمى للمتاحف وقرار فتح المتاحف مجانًا للمصريين يأتى فى إطار استراتيجية قطاع المتاحف المصرية للمشاركة فى جميع الفعاليات والمناسبات التراثية والثقافية المحلية والدولية، ضمن خطتها لرفع الوعى الأثرى والثقافى والسياحى لدى جميع جمهوره من الزائرين واستقطاب جميع أفراد المجتمع المصرى بمختلف أطيافه وفئاته العمرية.
وأوضح أنه يمكن لزائرى المتاحف فى هذا اليوم، المشاركة فى الجولات الإرشادية للزائرين مجانًا للتعرف على كل متحف وما يحتويه من مقتنيات أثرية فريدة.
وأشار إلى أن اليوم العالمى للمتاحف ينظمه المجلس الدولى للمتاحف منذ عام ١٩٧٧، لإقامة حدث سنوى لزيادة توحيد التطلعات والجهود الإبداعية للمتاحف.
وأضاف أن فتح المتاحف للمصريين لزيادة توعية الجمهور إلى الأنشطة المختلفة عن طريق الفعاليات والندوات التى تُبرز دورها، خاصة أن المجلس الدولى للمتاحف حدد موضوعا مهما هذا العام فى الاحتفالات وهو «المتاحف من أجل التعليم والبحث العلمى،» مما يؤكد على الدور الحيوى للمؤسسات الثقافية فى توفير تجربة تعليمية شاملة.
وأشار الى تطوير التجربة السياحية فى المواقع الأثرية والمتاحف وإطلاق منظومة للمدفوعات الرقمية الغير نقدية وتطبيق نظام الدفع باستخدام الكروت البنكية ببعض المواقع والمتاحف، ورقمنة شراء تذاكر الدخول إلكترونياً، والذى ساعد فى زيادة الدخل للمجلس الاعلى للاثار بمقدار 5 مرات خلال عامين ماليين.
وكشف ان الاصلاح المالى يساهم فى زيادة قدرة المجلس على القيام بدوره نحو توفير ما تستحقه المواقع الأثرية والمتاحف من إنفاق بما يعمل على الحفاظ عليها وتحسين التجربة السياحية للزائرين والسائحين بها والذى يعد أحد أهم محاور الاستراتيجية الوطنية للسياحة فى مصر.
من جانبه أكد مؤمن عثمان، رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار، على زيادة الاقبال على المتاحف والمناطق الاثرية فى جميع المحافظات، خاصة المتاحف بالمحافظات السياحية، وأشار إلى نجاح هيئة تنشيط السياحة فى الترويج للمقاصد السياحية الأثرية و بشكل خاص فى الأسواق الآسيوية .
وأشار الى حالة الرواج التى تشهدها السياحة الثقافية، سواء من الزائرين الأجانب أو المصريين، خاصة مع قرب افتتاح المتحف المصرى الكبير الذى نجح فى لفت أنظار العالم أجمع قبل افتتاحه، إضافة إلى الحملة الترويجية الكبيرة التى حققتها هيئة تنشيط السياحة من جميع الأحداث الأثرية التى حدثت السنوات الماضية.
وأضاف أن نقل المومياوات الملكية ساعدت بشكل كبير على زيادة الإقبال على المتحف القومى للحضارة المصرية والمتحف المصرى بالتحرير، لمعرفة تفاصيل أكثر عن تلك المومياوات، كما ساعد فتح طريق الكباش على لفت انظار العالم الى السياحة الثقافية والمتاحف والمعابد بمحافظات الصعيد، إضافة الى نقل مركب الملك خوفو الذى نقلته جميع وسائل الاعلام الدولية، إضافة إلى زخم الاكتشافات الاثرية.
وبين أن المتاحف فى شرم الشيخ والغردقة والإسكندرية نجحت فى تنشيط سياحة اليوم الواحد لآن تلك المدن دمجت بين السياحة الشاطئية والترفيهة والسياحة الثقافية، مؤكدًا على وجود تفاوت بين المتاحف بجميع المحافظات فى نسبة الإقبال طوال العام تختلف من متحف لآخر بسبب العدد السكانى وتصنيف المحافظة سياحية أو زراعية وغيرها.