عاجل

علماء الأزهر والأوقاف: أعلى الإسلام من شأن النفع العام

قافلة دعوية
قافلة دعوية

انطلقت قافلتان دعويتان مشتركتان بين وزارة الأوقاف والأزهر الشريف إلى محافظتي (الشرقية - المنيا)، اليوم الجمعة، وذلك في إطار التعاون المشترك والتنسيق المستمر بين وزارة الأوقاف والأزهر الشريف، وبرعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب- شيخ الأزهر، ووزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة.

وتضم القافلة (عشرة  علماء): خمسة من علماء الأزهر الشريف، وخمسة من علماء وزارة الأوقاف، ليتحدثوا جميعًا بصوت واحد حول موضوع: (واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن والمرافق العامة).

اقرأ أيضا| انعقاد مؤتمر الأوقاف الدولي الخامس والثلاثين.. أغسطس القادم  

وفيها أكد العلماء أن واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن والمرافق العامة عظيم، ومسئوليتنا نحوها كبيرة؛ ذلك أن حق الانتفاع بها ليس ملكًا لأحد بعينه، فهي إما ملك لمجموعة من الأفراد كالمنافع المشتركة في المبنى الواحد الذي يضم مجموعة من الوحدات السكنية وعددًا من الأسر، أو كالمسقى الزراعي الذي هو ملك عام ينتفع به عدد من الزراع، وإما هي ملك للمجتمع كله، كالحدائق العامة والمماشي العامة والطرق العامة والمرافق العامة ونحو ذلك، فيجب علينا أن نحافظ عليها جميعًا؛ لأنها لنا جميعًا. 

وقال العلماء: لا شك أن الحفاظ على المنافع المشتركة، والأماكن والمرافق العامة واجب شرعي ووطني وإنساني، فينبغي أن نستخدمها على وجه لا ضرر فيه ولا ضرار، حيث يقول الحق سبحانه: "وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ"، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم: (لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ)، وبذلك يـتحقـق التـعاون بيـن أبنـاء المـجتمـع على الخـير والنفع العام، حيث يقول تعالى: “وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ".

وتابع العلماء: لا شك أن الحفاظ على المنافع المشتركة، والأماكن والمرافق العامة، وإصلاحها وتنميتها من سبل الخير، وطرق الفلاح؛ فقد جعل نبينا (صلى الله عليه وسلم) كف الأذى من شعب الإيمان، وإحدى أنواع الصدقات، ومن أسباب دخول الجنة، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): (الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ فِي الجَنَّةِ فِي شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيقِ، كَانَتْ تُؤْذِي المُسْلِمِينَ)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (تَكُفُّ شَرَّكَ عَنِ النَّاسِ فإنَّها صَدَقَةٌ مِنْكَ علَى نَفْسِكَ)، وليس هذا فحسب، بل علينا أن نتحلى في الأماكن العامة بكل القيم الإنسانية الراقية.

مؤكدين أن الإسلام أعلى من شأن النفع العام، وقدمه على النفع الخاص؛ تخليصًا للنفس البشرية من شرور الأنانية المقيتة، وإذكاء لروح التكافل والتعاون وأسس العيش المشترك بين أبناء المجتمع، ووضع من الضوابط والسياجات الحصينة ما يحمي مصالح المجتمع العامة ويضمن الحفاظ على استقراره وسلامته وأمنه وأمانه العام والمجتمعي، ولا يتأتى ذلك إلا بروح المسئولية الجماعية تجاه الوطن ومصالحه، وتقديم الأعم نفعًا على ما هو قاصر النفع أو محدود النفع.