تقرحات الفم أبرز الأعراض وقد يؤدى لفقدان البصر

حكايات| المرض اسمه «بهجت».. والمرضى «تعساء»!

■ الشباب حتى سن الأربعين هم الأكثر عرضة
■ الشباب حتى سن الأربعين هم الأكثر عرضة

ما بين ألم المفاصل وتقرحات الجسم وفقدان البصر يعيش مرضى «بهجت» المناعى  حالة من الحرب الدائمة بين الحياة بصحة ومواجهة الآلام المزعجة التى  تتفاقم خطورتها يوما بعد يوم.. «بهجت» مرض مناعى  سُمى  بهذا الاسم فى  عام 1937 على اسم مكتشفه الطبيب التركى  «خلوصى  بهجت» بعد أن وصفه بثلاثة أعراض متلازمة، هي: التقرحات الفموية والتناسلية والتهاب القزحية، ويُصنف على أنه مرض شامل يصيب كامل الجسم، فيؤثر فى  الأعضاء الداخلية كالجهاز الهضمى  والتنفسى  والعضلى  الهيكلى  والدوران والعصبي.

في السطور التالية تعرض «آخرساعة» بعض الحالات المصابة بهذا المرض، والتى  تكشف معاناتهم، كما نستطلع آراء الأطباء حول طبيعة المرض وكيفية تشخيصه ومواجهته ومحاولة التغلب عليه قدر الإمكان.

تقول سيدة تبلغ من العمر 40 عاما إن أعراض مرض «بهجت» بدأت تظهر عليها منذ 14 عاما لكن لتشابه الأعراض مع كثير من الأمراض الأخرى لم يتم تشخيصه بالشكل السليم إلا منذ 9 شهور فقط، وأوضحت أنها تعاني أوراما وتقرحات جلدية بدأت بالأماكن التناسلية ثم فى  كامل الجسم من القدم حتى الوجه، بخلاف احمرار العين والصداع المستمر، والأعراض تزداد شراسة كل عام عن الذى  يسبقه، حتى أنها اتجهت لكثير من أطباء الأمراض الجلدية الذين كانوا يصفون لها بعض المراهم لكن للأسف تأثيرها كان مؤقتًا.

وقبل التشخيص بعامين بدأت تتنبه لتحاليل الدم التى  كانت تجريها بناء على تعليمات الأطباء لتجد أن نسب الدهون والكوليسترول مرتفعة جدا، فحاولت أن تساعد جسدها فى  تقليل هذه النسب من خلال تقليل بعض الأطعمة المسببة لذلك، مع محاولة تناول أطعمة صحية فقط لتلاحظ بعدها تحسن الأعراض إلى حد ما، ولكنها لم تستطع استكمال هذا النظام الغذائى  وعادت مرة أخرى للوجبات السريعة والحلوى المصنعة لتتفاقم عليها الأمراض بشكل أقوى، حتى أخبرها أحد الأطباء بأنها تعانى  من مرض نادر وخطير يعرف باسم «بهجت».

■ تقرحات الفم المتكررة أهم أعراض الإصابة

استنكرت ما قاله الطبيب فى  البداية حتى بحثت بنفسها عن المرض لتكتشف أن جميع الأعراض تنطبق عليها تماما، وبدأت رحلة العلاج بجرعات كبيرة من الكورتيزون لمدة 3 أشهر بالإضافة لأدوية أخرى يجب تناولها على مدى الحياة مع متابعة دورية كل 3 أشهر مع طبيب عيون خوفا من أن يؤثر المرض على النظر كما نصحها بارتداء نظارة، ومع مرور الوقت بدأت تتعرف على طبيعة المرض ومحاولة استيعاب هجماته الشرسة والتي تحدث غالبا كلما زادت فى  تناول أطعمة غير صحية، لذا بدأت تحرص فى  الحصول على أطعمة صحية وتناول العلاج بانتظام للسيطرة على هجمات المرض قدر الإمكان.

وبعد ملاحظة تحسن حالتها نسبيا نصحت جميع مرضى «بهجت» بمحاولة منع الزيوت والدسم والسكر والألبان بمنتجاتها والمعجنات والمعلبات أو أى  أطعمة بها مواد حافظة، واستبدال كل ذلك بجميع أنواع الفاكهة والخضراوات والمنتجات البحرية سواء مشويا  أو مسلوقا، مع ضرورة تجنب الضغط النفسى  والعصبى وعدم النوم جيدا وممارسة الرياضة يوميا والامتناع التام عن التدخين.

◄ اقرأ أيضًا | المرض الجلدي «بهجت».. سبب تسميته وأعراضه والعلاج

◄ الأسباب والأعراض
من جانبها، توضح الدكتورة دعاء صلاح عطا، أستاذ واستشارى  أول الروماتيزم وأمراض المفاصل والمناعة، أن مرض بهجت هو أحد الأمراض المناعية الذى  يهاجم الخلايا المناعية فى  الأوعية الدموية فى  جميع أنحاء الجسم، وحتى الآن لم يجد العلماء تفسيرًا للمرض وفى  الغالب يصيب الفئة العمرية من 20 لـ40 سنة ويؤدى  لتضييق الأوعية الدموية وزيادة سمكها وتقليل مرونتها، ما يضاعف فرصة تمزقها وتقليل التروية الدموية الواردة لخلايا الجسم فتبدأ الأعراض فى  الظهور. 

■ د. دعاء صلاح

وتتمثل أعراض مرض بهجت فى  أنها تنشط فى  أوقات محددة وتخمد فى  أوقات أخرى، ولأنها تصيب الأوعية الدموية فالأعراض تكون كثيرة ومتفاوتة وتختلف من شخص لآخر وأشهرها تقرحات الفم وتكون مؤلمة جدًا وغالباً ما تختفى  بعد فترة ثم تظهر مجددا، وتقرحات فى  الأعضاء التناسلية، والتهاب العين الذى  يسبب احمرارًا شديدا وعدم وضوح الرؤية، ويمكن أن يؤدى  المرض لفقدان البصر إن لم يتم علاجه. بالإضافة للإصابة بالتهاب المفاصل وغالباً ما يصيب مفصل الكاحل ومفصل الركبة ويؤدى  لانتفاخ وألم شديد، وأيضا الطفح الجلدى  وتقرحات المعدة والأمعاء التى  يمكن أن تؤدى  إلى فقدان المريض الشهية بجانب الغثيان والإسهال وأعراض أخرى فى  الرئتين والكلى والقلب.

◄ التغذية الوقائية
فيما يؤكد الدكتور مصطفى البحيري، استشارى  التغذية العلاجية وعلاج السمنة، أن مرض بهجت يتسبب فى  إصابة الجسم بخلل يفقده القدرة على أن يتعرف على خلاياه معتبرا إياها خلايا دخيلة، ما يؤدى  إلى التهاب الأوعية الدموية وحدوث قرح فى الجسم، موضحا أن المرض غير معد، وحتى الآن لم يكتشف علاج غذائى  فعال لهذا المرض، ولكن لكونه من الأمراض الالتهابية فإن الغذاء المضاد للالتهابات قد يكون مفيدا بدرجة كبيرة فى خفض الألم بنسبة كبيرة.

■ د. مصطفى البحيري

لذا ينصح البحيرى المرضى بالاهتمام بأنواع غذائية محددة لمحاولة السيطرة على هجمات المرض، وذلك عن طريق الاهتمام بالأطعمة المضادة للالتهابات كالأطعمة الملونة المتوافرة فى الخضر والفاكهة، مثل الرمان، والقرع، والتوت، والتين، والعنب الأحمر، والعجوة، واستخدام الزيوت والدهون الصحية ومن أفضلها زيت الزيتون الذى  يمكن وضعه يوميا على المأكولات باردا بدون تسخين.