بدون تردد

القمة العربية «3»

محمد بركات
محمد بركات

الأهمية البالغة والضرورة اللازمة كانت على رأس الأسباب والدواعى، لانعقاد القمة العربية الثالثة والثلاثين، فى مملكة البحرين الشقيقة بالأمس، رغم الظروف الإقليمية والدولية العاصفة والأجواء المضطربة والواقع القلق الذى يحيط بالمنطقة كلها، فى ظل المتغيرات الجسيمة والتحديات العظيمة التى تواجه الأمة العربية بصفة عامة والقضية الفلسطينية على وجه الخصوص.

وقد ذكرنا بالأمس ونؤكد اليوم على أن هذه الأوضاع وتلك التحديات، تؤدى لتعاظم مسئولية القادة والزعماء، فى تلبية آمال وطموحات الشعوب والارتقاء إلى مستوى طموحات المواطنين العرب، المتطلعين إلى موقف عربى موحد وقوى، فى مواجهة التحديات الجسام التى فرضت نفسها على الأمة العربية حاليًا.
وانطلاقًا من ذلك وعلى أساسه يكون معيار ومقياس نجاح القمة، فى أداء مهمتها الموكلة إليها من الشعوب العربية، هى على قدر تمكنها من التوصل إلى موقف عربى موحد للتضامن العربى القوى مع فلسطين، والتأكيد على حقها الثابت فى إقامة دولتها المستقلة على الأراضى الفلسطينية المحتلة فى عام ١٩٦٧، بالضفة الغربية وقطاع غزة طبقًا لحدود الرابع من يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس العربية.

ويسبق ذلك بالتأكيد الإجماع من القادة والزعماء العرب الأعضاء بالقمة، على الإدانة الجمعية القوية والواضحة من القمة، لجرائم العدوان الإسرائيلى المستمر على الشعب الفلسطينى، وما تقوم به عصابة الاحتلال من استهداف ممنهج ومتعمد بالقتل لعشرات الآلاف من المواطنين الفلسطينيين،...، هذا بالإضافة إلى الإدانة القوية للحصار الإسرائيلى القاتل ضد الشعب الفلسطينى، ومنع وقطع كل أسباب واحتياجات الحياة عنهم،...، هذا مع المطالبة الفورية بإنهاء هذا الحصار والسماح بإدخال جميع المساعدات الإنسانية اللازمة للشعب الفلسطينى فى غزة.

ويتقدم على هذا بالضرورة الإعلان الواضح والقوى للعالم كله وللولايات المتحدة الأمريكية بالذات، على أن القمة العربية تؤكد على أن الاجتياح الإسرائيلى لرفح الفلسطينية، هو اعتداء مباشر على الأمن القومى العربى، وهو ما يؤدى بالضرورة إلى انهيار فرص السلام وتوسيع دائرة الصراع فى المنطقة.
ويتواكب مع ذلك التحذير الشديد من جانب القمة، لخطورة استمرار إسرائيل فى تنفيذ مخططها الإجرامى للتهجير القسرى للملايين من أبناء الشعب الفلسطينى خارج قطاع غزة أو الضفة.

ويتوازى مع هذا بالضرورة استنكار القمة الواضح لاستخدام الولايات المتحدة الأمريكية «للڤيتو» لمنع حصول دولة فلسطين على حقها المشروع فى العضوية الكاملة بالأمم المتحدة،...، والتأكيد فى ذات الوقت على أن السلام والاستقرار فى المنطقة يتحقق بالحل العادل والشامل والدائم للقضية الفلسطينية.