قمة التحدى العربية.. قرارات حاسمة فى الوقت الصعب

ملك البحرين: نحتاج لموقف عربى ودولى عاجل يدعم الحق الفلسطينى

أعمال القمة العربية الـ «33» فى العاصمة البحرينية
أعمال القمة العربية الـ «33» فى العاصمة البحرينية

ولى العهد السعودى: حرية الملاحة فى البحر الأحمر مطلب دولى

انطلقت أمس أعمال القمة العربية الـ «33» فى العاصمة البحرينية المنامة بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى و19 من قيادات ورؤساء الحكومة بالدول العربية بتسليم السعودية رئيسة الدورة السابقة لرئاسة الدورة الحالية للبحرين.

ودعا ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان فى كلمته إلى ضرورة حل جميع النزاعات فى منطقة الشرق الأوسط بالطرق السلمية مؤكدا على ضرورة إيجاد حل عادل لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.. قائلا : «إن بلاده أولت خلال فترة رئاستها للقمة العربية الـ32 اهتماما بالغا بالقضايا العربية وتطوير العمل العربى المشترك».

وأكد ولى العهد السعودى أن المملكة العربية السعودية أولت اهتماما بالغا بالقضايا العربية، وتطوير العمل العربى المشترك وحرصت على بلورة مواقف مشتركة حول القضايا الإقليمية والدولية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وقال إن القمة الـ32 التى استضافتها السعودية شكلت لجنة عربية إسلامية مشتركة من وزراء الخارجية لبدء تحرك دولى فورى باسم جميع الدول الأعضاء لوقف الحرب على غزة .. منوها بأن بلاده اطلقت حملة شعبية لمساعدة الأشقاء فى فلسطين تجاوزت 700 مليون ريال سعودى وسيرت جسورا جوية وبحرية لإيصال مساعدات إلى قطاع غزة وواصلت دعمها لجهود المنظمات الدولية فى ظل الأوضاع المأساوية التى يشهدها القطاع.

اقرأ أيضًا| قمة البحرين تدين الإرهاب وتؤكد رفضها للميليشيات والتدخلات الخارجية

وأكد ولى العهد السعودى على ضرورة العمل المشترك لمواجهة العدوان الغاشم على الاشقاء فى فلسطين وقيام المجتمع الدولى بمسئوليته تجاه الوقف الفورى لعدوان قوات الاحتلال وإيصال المساعدات الإنسانية وضرورة العمل لإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية مبنى على قرارات الشرعية الدولية ومبادرات السلام العربية ، بما يكفل حق الشعب الفلسطينى الشقيق لإقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأعرب الأمير محمد بن سلمان عن ترحيب المملكة العربية السعودية بتبنى الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يتضمن أن دولة فلسطين مؤهلة للعضوية الكاملة للأمم المتحدة .. داعية إلى مزيد من الدول للمضى قدما بالاعتراف الثنائي. 

وأكد أن المملكة تواصل تقديم المساعدات الإنسانية والدعم الاقتصادى للأشقاء فى اليمن ورعاية الحوار بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسى لإنهاء الأزمة فضلا عن استضافة بلاده محادثات جدة بين طرفى الأزمة فى السودان من أجل تثبيت الهدنة والتوصل لاتفاق نهائى لوقف إطلاق النار. 
وشدد ولى العهد السعودى على ضرورة استمرار الحفاظ على أمن منطقة البحر الأحمر ، خاصة أن حرية الملاحة فيه تعد مطلبا دوليا يتعلق بمصالح العالم أجمع .. مطالبا بضرورة التوقف عن أى نشاط يؤثر على أمن وسلامة الملاحة البحرية.

وقال الأمير محمد بن سلمان ، فى ختام كلمته ، «نحن على ثقة بأن ما تشهده المنطقة من تحديات سياسية وأمنية لن يحول دون استمرار الجهود المشتركة لمواجهة هذه التحديات والمضى قدما لمواصلة مسيرة تطور والتنمية المستدامة بما يعود بالرخاء والازدهار للدول العربية ويحقق آمالها وتطلعاتها».
وتحدث  الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين موضحا أن القمة العربية تنعقد وسط ظروف إقليمية ودولية بالغة التعقيد من حروب مدمرة، ومآسٍ إنسانية مؤلمة، وتهديدات تمس الأمة فى هويتها وأمنها وسيادتها ووحدة وسلامة أراضيها.

وقال العاهل البحرينى خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية للقمة: «مع استمرار هذه المخاطر المحيطة بأمننا القومى العربى يتزايد حجم المسئولية الملقاة على عاتقنا لحماية مسيرتنا العربية المشتركة، ولفتح صفحة جديدة من الاستقرار والتنمية تقرّبنا من تطلعاتنا المشروعة، كقوة حضارية قادرة على فهم متطلبات العصر ومواكبة عجلة تقدمه»..

وأضاف: «وفى ضوء ما يتعرض له الشعب الفلسطينى الشقيق من إنكار لحقوقه المشروعة فى الأمن والحرية وتقرير المصير، تزداد حاجتنا لبلورة موقف عربى ودولى مشترك وعاجل، يعتمد طريق التحاور والتضامن الجماعى لوقف نزيف الحروب، وإحلال السلام النهائى والعادل، كخيار لا بديل له، إن أردنا الانتصار لإرادتنا الإنسانية فى (معركة السلام)».. وتابع: «وإذ نجتمع اليوم من أجل فلسطين، فإننا لنؤكد بأن مصلحة شعبها يرتكز على وحدة صفه، كهدف منشود لا حياد عنه، وستظل منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعى لهذه الوحدة».

وشدد ملك البحرين على أن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، سيأتى بالخير على الجوار العربى بأكمله، ليتجاوز أزماته ولتتلاقى الأيادى من أجل البناء التنموى المتصاعد، دعماً للأشقاء الفلسطينيين جميعاً، والسبيل لذلك نهج التناصح والحوار السياسى الجاد، وهو ما نأمل رؤيته قريباً، فى أرجاء العالم العربي.

كما قال العاهل البحريني: «تتزامن القمة مع احتفاء الأسرة الدولية باليوم العالمى للعيش معاً بسلام، ولتجسيد هذه القيمة الحضارية وتحويلها لواقع نعاصره ونعايشه، فيجب أولاً التوافق على اعتماد خيار السلام كخيار استراتيجي، لا غنى عنه، لصون مسيرتنا الإنسانية وتأمين وصولها لغَدِها المشرق.. ومن هذا المنطلق، تتقدم مملكة البحرين بعدد من المبادرات للإسهام فى خدمة القضايا الجوهرية لاستقرار المنطقة وتنميتها، وأولها الدعوة إلى مؤتمر دولى للسلام فى الشرق الأوسط، إلى جانب دعم الاعتراف الكامل بدولة فلسطين وقبول عضويتها فى الأمم المتحدة، ومقترح خاص بتوفير الخدمات التعليمية والصحية للمتأثرين من الصراعات والنزاعات فى المنطقة، ومبادرة تهتم بتطوير التعاون العربى فى مجال التكنولوجيا المالية والتحول الرقمي، ونتطلع إلى تحقيق كل ذلك من خلال قنوات العمل العربى المشترك وشراكاته الدولية».

وأضاف الشيخ حمد بن عيسى: «أن نجاحنا فى التقدم والبناء الحضارى لامتلاك استحقاقاته، لهو مرتبط بقوة إيماننا واستمرار سعينا لتحظى شعوب المنطقة بأجواء السلام الدائم، وأن تعتاد الأمان، ولتنعم بجوهر التنمية الشاملة والقائمة على العدالة والمساواة وتعزيز حقوق الإنسان وحماية حرياته.. آملين، بأن نصل بمشاوراتنا وقراراتنا لما يُسهم فى إعادة التأسيس لحاضر مزدهر ومستقبل مشرق تستحقه أجيالنا القادمة، وأن يكون لقاؤنا المبارك منعطفاً تاريخياً بناءً لدولنا وعالمنا».