سميحة أيوب : طلقت المسرح l حوار

سميحة أيوب
سميحة أيوب

محمد‭ ‬بركات

سميحة أيوب أو سيدة المسرح العربى، كما لقبها الرئيس السوري حافظ الأسد أثناء تسليمها وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، ومنذ تلك اللحظة أطلق عليها هذا اللقب، فنانة قديرة أمتعتنا بتاريخ ملئ بالأعمال الرائعة سواء على خشبة المسرح أو فى الدراما التليفزيونية، لمعت على خشبة المسرح منذ أن كانت طالبة بالمعهد العالى للفنون المسرحية، وقع عليها الاختيار لتحمل اسم الدورة الـ17 من المهرجان القومى للمسرح، ما اعتبرته الفنانة القديرة تقديرًا لأعمالها التى قدمتها طوال مشوارها الفني على خشبة المسرح.

كيف ترى إطلاق اسمك على الدورة الـ17 من المهرجان القومى للمسرح ؟

أنا سعيدة جدًا بهذه اللفتة الجميلة الراقية، فهذا دليل على تقدير الأعمال التى قدمتها طوال مشوارى الفني على خشبة المسرح، المهرجان القومى من أهم المهرجانات المسرحية التى تقام في مصر، هو يعد حدثا فنيا مهما لعرض ملامح المسرح المصري على مدار عام كامل، إذ تتاح المشاركة في المهرجان للعروض المنتجة من مسرح الدولة والقطاع الخاص والشركات، والمجتمع المدني وفرق الهواة والمسرح الجامعي والنقابات الفنية، ومختلف الجهات الإنتاجية وفق الضوابط التي يعتمدها المهرجان، ويهدف المهرجان إلى تشجيع المبدعين من فناني المسرح على التنافس، وكذلك تطوير العروض من أجل المشاركة في صناعة أعمال تليق بعراقة المسرح المصرى. 

ما الذى نحتاجه من المهرجان في دورته القادمة ؟ 

مجرد استمرار المهرجان للدورة الـ17 هذا يدل على نجاحه، لكن أتمنى تطبيق وتفعيل توصياته التى لم تطبق كل عام.

بجانب المهرجان القومي هناك مهرجانات أخرى في مصر تقام كل عام، ما مدى استفادة المسرح المصرى من هذه المهرجانات ؟

المهرجانات التى تقام في مصر ساهمت بشكل كبير في دعم الحركة المسرحية، على سبيل المثال “المهرجان التجريبى”، فمنذ نشأته ساهم في تغيير المفهوم الخاص بالإبداع المسرحى، عن طريق استضافة عروض مسرحية من جميع أنحاء العالم، الذى يعتبر بالنسبة للشباب نوع جديد من فنون المسرح، خاصة أنه في هذا الوقت كان المسرح المصرى يعتمد على الكلمة فقط، فأعطى المهرجان الأولوية للغة الجسد، أيضا المهرجان القومى هو واحد من أهم المهرجانات التى تقام في مصر، فهو يتيح الفرصة للجماهير لمشاهدة كافة العروض التى تم عرضها طوال العام، فهو نافذة وعُرس سنوي للتعرف على حصاد المسرح المصرى لرصد وتوثيق الحركة المسرحية بكل تفاصيلها.

ما هي العروض التي شاهدتها خلال الفترة الماضية ونالت إعجابك ؟ 

شاهدت عرض “ودارت الأيام”، لوفاء الحكيم الذى يعد من أهم عروض المونودراما التي شاهدناها مؤخرًا، العرض استلهم محاكاة الحياة الواقعية للمرأة المصرية، وجسدت وفاء الشخصية باقتدار، واستطاعت الدخول فى التفاصيل الدقيقة لشخصية المرأة والتعامل معها من منطلق سيكودرامي.

من وجهه نظرك، ما هو الحل الأمثل لأزمة مجمع مسارح العتبة ؟ 

يجب نقل الباعة الجائلين إلى أسواق بعيدة عن مجمع مسارح العتبة، أصبح التردد على هذا المكان صعبًا، فيجب احترام تاريخ هذا المكان العريق الذى تعود نشأته لأكثر من 100 سنة، أيضاً التفكير في بناء مسارح جديدة وخاصة في المدن الجديدة.

هل ما زلت مصرة على موقفك من عدم تقديم عرض مسرحي مرة أخرى ؟  

بالتأكيد، هذه مسألة مزاج ومقدرة وحب وشغف، العمل بالمسرح عشق أجد نفسى فيه وليس بمثابه عمل فقط، أعطيت كل حياتى للمسرح، عندما أنظر خلفى أجد أننى قدمت أمهات المسرحيات العربية والمصرية والعالمية، لدى غنى فنى داخلى وأعتبر نفسى محظوظة لانتمائى لعصر جميل وهو عصر الستينيات والسبعينيات الذى شهد نهوض كبير للمسرح استمر حتى مطلع الثمانينيات. 

هل السبب مادي أم فقر في النصوص ؟

جميع الفنانين يعملون بالمسرح حبا فيه، والكل يعرف أن أجور المسرح متدنية جدا، طوال حياتى أوافق على التمثيل المسرحى دون عائد مادى، أو بشكل عام أحصل على أجر رمزى، وحتى هذه اللحظة لا يوجد نص عُرض على وجذبنى.

هل هذا هو السبب وراء انسحابك من عرضك المسرحي الأخير في انتظار بابا” قبل أن يتحول لـ “مورستان” للمخرج سمير العصفورى؟

اعتذرت عن المشاركة فى المسرحية بسبب البيروقراطية الإدارية، فقد ظللنا نجري بروفات على مدى عام كامل، بالاضافة إلى بعض الأسباب الفنية فى الرواية، فشعرت بعدم الراحة، وأنا دائما أنسحب من أى عمل لا أشعر معه بالراحة أو به شئ لا يعجبنى، فقررت الانسحاب من العمل بعد أن كنت سعيدة بالعودة للمسرح، خاصة أنه كان من ضمن أسباب عودتى للمسرح هو المخرج سمير العصفورى.

وهل سيتغير قرارك إذا عاد المخرج سمير العصفورى للمسرح وأراد مشاركتك ؟

تقول ضاحكة: “أنا طلقت المسرح” لا يوجد لدى شغف أو حنين للعودة والوقوف على المسرح مرة أخرى، لا أقول قدمت ما لم يقدمه أحد على المسرح، لأن هذا واقع، لكنى أديت رسالتى على أكمل وجه، وحالياً أعيش حياتى في هدوء، الساحة الفنية حاليا “متستاهلش” ولا تشجعنى للإقبال عليها، لأن الأعمال اعتمدت على “الضحك والهلس” دون تقديم فكرة، لذا قررت التفرغ لنفسى.

هل لهذا السبب لم نشاهدك في موسم الدراما الرمضانى الماضى؟

شبعت فن واستكفيت “كفاية كده”، لكني لا أحب كلمة اعتزال، فمن الممكن أن أعود بعد فترة ما إذا وجدت نص يجذبنى.

الوقوف لأول مرة على خشبة المسرح كان من خلال مشاركتك فى مسرحية “البخيل”، كيف كانت كواليس العمل؟ 

مسرحية “البخيل” هو أول عمل لى على خشبة المسرح عندما كنت طالبة فى المعهد العالى للفنون المسرحية التى عرضت بدار الأوبرا قبل احتراقها، وكان معي في هذه المسرحية كل من عمر الحريرى، فاتن حمامة، فريد شوقى، عدلى كاسب، نعيمة وصفى وسعيد أبو بكر، وقدمت فيها شخصية سيدة فقيرة لا تجد قوت يومها، واجهت وقتها اعتراض شديد من قبل الأهل على دخولى الوسط الفنى، فوالدى ووالدتى كانوا متشددين جدا، ولكن ساعدنى فى إقناعهم “خالى” الذى كان يحترم المسرح ويقدره.

أي المسرحيات شاركتِ فيها وتمنيت لو كانت مُصورة وتعرض في التليفزيون ؟

الكثير من المسرحيات كنت أتمنى لو أنها وثقت تلفزيونيًا، وأتضايق جدًا من هذه الفكرة، مثل “الندم” عن سارتر، و”الفتى مهران” تأليف عبدالرحمن الشرقاوى، وغيرهما من الأعمال المسرحية المتعددة، وهى خسارة للجمهور الذي لم يشاهد هذه الأعمال الهامة.

ما رأيك في تحول الأفلام السينيمائية إلى مسلسلات ؟ 

هو بكل تأكيد إفلاس فى مجال التأليف الدرامى، لا تحقق هذه الأعمال المستنسخة النجاح المطلوب منها لأنها تحتوى على أفكار قديمة شاهدها الجمهور، وبالرغم من ذلك شهدت الدراما التليفزيونية تطور كبير فى مستوى الإخراج والتمثيل والتصوير والإنتاج وبالرغم من هذا التطور الكبير إلا أننا نواجه مشكلة فى مجال التأليف، يجب تقديم أعمال تفيد وتناقش المشاكل التى يتعرض لها المجتمع المصرى وتعبر عن الثقافة المصرية.

ما هي أقرب الأعمال الفنية لقلبك خلال مشوارك الفني ؟ 

كل عمل قدمته قريب إلى قلبي، وكل دور كان يحتوي على شئ من شخصيتى رأيت نفسى فيه، لكن هناك أعمال لاتزال تعيش بداخلى، مثل “سكة السلامة”، “الإنسان الطيب”، “كوبرى الناموس”، “السبنسه”، “رابعه العدوية”، وغيرها من الأعمال.

من هى الفنانة من الجيل الجديد التى ترين فيها نفسك ؟

حنان مطاوع رائعة في كل أدوارها وبمرور الوقت تحتل مكانة كبيرة وتتقدم، وأرى أنها ستأخذ مكانى في المستقبل.

 

اقرأ أيضا :سميرة عبد العزيز: سميحة أيوب أنقذتني من بنات المسرح القومي

;