أنغام وشيرين وآمال.. فى ليالى خليجية

أنغام وشيرين وآمال
أنغام وشيرين وآمال

ندى‭ ‬محسن

ليالي طربية استثنائية أحيتها 3 من أهم الأصوات النسائية المصرية على الساحة العربية، هن أنغام، شيرين عبد الوهاب، وآمال ماهر، حيث تفردت كلاً منهن بصوتها وطريقة أدائها الخاصة بسلطنة جمهور الخليج من السعودية إلى الكويت ودبي، والبرهنة على أهمية وتأثير الفن المصري لاسيما بعد أن حققن صدى واسع بظهورهن الأخير على المسرح للغناء

“ليلة من ألف ليلة وليلة”.. هكذا عبر الحضور والجمهور السعودي عن سعادته بالحفل الأول الذي أحيته المطربة آمال ماهر على مسرح “أونيكس أرينا” بجدة بعد سنوات طويلة من الغياب، ورفع الحفل شعار “كامل العدد” حيث توافد عدد كبير من مُحبيها ومُعجبيها للاستمتاع بأدائها وصوتها الذي اشتاق الجمهور لسماعه.

صعدت آمال إلى المسرح وسط حفاوة وتصفيق حار من الجمهور حيث حرصت على توجيه التحية له قائلة : “نورتوني، سعيدة بوجودي وسطكم النهاردة، قد إيه انتوا جمهور جميل ومحظوظة اني بينكم النهاردة، شكرًا على الحفاوة الجميلة والاستقبال الأكثر من رائع، شكرًا على كل حاجة”، قبل أن تُضيف : “أحيي المايسترو وليد فايد والموسيقيين على المجهود الكبير عشان الليلة تطلع من أميز الليالي اللي انتم تستحقوها لأنكم تستحقوا الأفضل، وإنتم وحشتوني جدًا”.

أمتعت آمال الجمهور بوصلة فنية امتدت لأربعة ساعات قدمت خلالها مجموعة كبيرة من أغنياتها الخاصة، منها (سكة السلامة، اتقي ربنا فيا، عارف منين، قالوا بالكتير كام يوم، من السنة للسنة، أنا برضه الأصل، اللي قادرة، لو كان بخاطري، يا عيني عليكي يا طيبة) إلى جانب عدد من أغنيات ألبومها الأخير الذي طرحته صيف العام الماضي، منها (كسبتوا الرهان، أنا الحب، صاحبة عمري، الحكاية، أنا كويسة).

“تريند”

وحرصت آمال على تنوع برنامج الحفل لإرضاء جميع الأذواق، فإلى جانب أغنياتها الخاصة، قدمت مجموعة مختارة من أجمل أعمال الزمن الجميل، منها (ألف ليلة وليلة، وانت عمري) لكوكب الشرق أم كلثوم، و(موعود) للعندليب عبد الحليم حافظ، و(العيون السود) للمطربة وردة الجزائرية، و(عيون القلب) لنجاة الصغيرة، كما قدمت عددًا من الأغنيات الخليجية التي تفاعل معها الجمهور السعودي، منها (شفت خلي) للمطرب السعودي محمد عبده، و(ما علينا) للمطرب أبو بكر سالم، واشتعل حماس الجمهور لدرجة مطالبتها بإعادة غناء بعض الأغنيات منها (إنت عمري)، وأيضًا مطالبتها بتقديم أغنيات إضافية لم تكن أدرجتها ضمن برنامج الحفل.

وتصدرت آمال “تريند” موقع “إكس” بعد النجاح الكبير الذي حققه الحفل، وأخذ الجمهور يتداول صورًا ومقاطع فيديو من الحفل، وارفاقها بعبارات التهنئة والتشجيع والحب، وتلقت أيضًا عقب الحفل العديد من الإشادات بصوتها وأدائها من عدد من زملائها في الوسط الفني على رأسهم المطربة السورية أصالة التي نشرت صورًا من الحفل عبر حسابها، وعلقت: “كنت بانتظار أشوف هالحفلة وشو راح تعمل فيها آمال ماهر وأبهرتني بأداء رائع ومسؤولية كانت قدها، وعليت صوت التليفزيون على الآخر لأستمتع وأنطرب، أحسنتي وبرافو عليكي يا أمولة، فستانك حلو وانتي حلوة فرحتيني بحضورك، كل التوفيق اللي بتستحقيه وكل النجاح”.

وعلقت المطربة لطيفة على الحفل قائلة : “الله الله يا آمال إيه الاحساس والتمكن والطرب والشياكة دي، الله عليكي يا حبيبتي مالية مكانك بجدارة وقوة ربنا يحميكي، وجمهور السعودية غير”. 

وحرصت المطربة مي كساب على حضور الحفل، والتواجد وسط الجمهور، وتوجيه كلمات الحب والإعجاب إلى آمال، حيث كتبت عبر حسابها على موقع “إكس”: “ليلة من ألف ليلة وليلة، رجعت أعظم صوت في الدنيا تطربنا وتمتعنا بصوتها المنفرد، شكرًا (بنش مارك) على الدعوة الكريمة وحفاوة الاستقبال، شكرًا للجمهور الكريم”، وردت عليها آمال في تغريدة أخرى كتبت لها: “حبيبتى نورتينى وأسعدتينى وانبسطت بوجودك”.

“صدى واسع”

ومن جدة إلى الكويت حيث حفل المطربة شيرين عبد الوهاب الذي أحيته مؤخرًا ضمن فعاليات مهرجان (ليلة عمر)، والذي شهد حضور جماهيري كبير يبرهن على شعبيتها ومكانتها لدى الجمهور الكويتي الذي غازلته بالقول : “أنا سعيدة إني وسطكم، وأنا النهاردة صوت الكويت، وبحس إن أنا صوت كل بلد بغنيلها، إنتم بتحسسوا الفنان إنه صوتكم فعلاً، وبيعبر عنكم، شكرًا ليكم من كل قلبي”.

وأشعلت شيرين أجواء الحفل بعدد كبير من أبرز أغنياتها الخاصة منها (حبه جنة، أنا في الغرام، الوتر الحساس، كلام عينيه، عين ونني، مش عايزة غيرك إنت، أنا مش بتاعة الكلام ده، مبتفرحش، بطمنك، مشاعر، على بالي، كدابين، كتر خيري، بكلمة منك، كنت تسيبني).

وحقق الحفل صدى واسع عبر مواقع التواصل الإجتماعي، خاصة بعد بكاء شيرين أثناء غناء أغنيتها (كدة يا قلبي) حيث لم تستطع تمالك دموعها، ودخلت في نوبة من البكاء حتى أنها توقفت عن الغناء ليكمل الجمهور بدلاً منها، وتداول الجمهور هذا المقطع على نطاق واسع، وقامت الإعلامية لميس الحديدي بإعادة نشره أيضًا مُعلقة : “هو فيه مشاعر كدة يا شيرين؟ دموعك وجعت قلوبنا ربنا يحفظك ويحفظ صوتك وإحساسك الرائع”.

“طرب”

وداخل أروقة دار أوبرا دبي، أحيت المطربة أنغام واحدة من أقوى حفلاتها الغنائية في الفترة الأخيرة بقيادة المايسترو هاني فرحات، وأطربت أنغام الجمهور بمجموعة كبيرة من أبرز أغنياتها الرومانسية الخاصة التي تميزت بتقديمها على مدار مشوارها الفني، منها (مطمنة، ولا دبلت، بعتلي نظرة، حالة خاصة جدًا، قلبك، استنى إيه، ياريتك فاهمني، أكتبلك تعهد، بتوصفني، أساميك الكتيرة، اتجاه واحد، حتة ناقصة، عمري معاك، أهي جت، عرفها بيا، متلخبطة، هتمناله الخير، بعتلي نظرة، سيدي وصالك) وسط تفاعل كبير من الجمهور الإماراتي.

وبسؤاله عدد من الموسيقيين عن النجاح الكبير اللاتي حققته الأصوات النسائية المصرية مؤخرًا، يقول الموسيقار منير الوسيمي : “أصفهن بباقة الورد النادر، حيث تتميز كل منهن بلون ونوع مختلف عن غيرها، ولا يختلف في جماله عن الأخرى، واسم كل منهن كافي لرفع مكانة بلدهن، إذ أن شيرين عبد الوهاب صوت الشرق، وآمال ماهر خليفة أم كلثوم، أما أنغام فهي قامة فنية كبيرة، بل هن من أهم الأصوات على الساحة العربية، وتُمثل أصواتهن القوى الناعمة لمصر”.

فيما يقول الموسيقار صلاح الشرنوبي : “شيرين وأنغام وآمال ماهر لكل منهن مذاقها الخاص الذي يختلف كُلياً عن الأخرى حتى إن توحدت نوعية الأشكال الموسيقية المُقدمة منهن، لكن يبقى مذاقهن مختلف كـ “طبق الفاكهة” الذي يحتوي على أنواع مختلفة من الفواكه لكن يتميز كل نوع بمذاق خاص وإن كانت أنغام تتفرد عنهن برومانستها وإحساسها العالي”.

“مذاق خاص”

ومن جانبه؛ يقول الملحن أحمد البرازيلي : “كل مطربة منهن لها مذاقها الخاص وشخصيتها الفنية التي تتمتع بها، والأهم بصمة صوتها التي تُميزها عن غيرها والتي تضمن لها التفرد إذا استمعت إلى أغنيتها عن طريق الراديو واستطعت التعرف عليها دون الحاجة لرؤيتها، فمثلاً شيرين عبد الوهاب تتميز بإختياراتها للألحان الشرقية التي تسمح لها باستعراض إمكانيات صوتها، وهى نوعية الألحان التي أميل لصُنعها، لكنها أيضًا لا تغفل عن التجديد والتغيير في الموسيقى التي تقدمها، أما أنغام هي المطربة الوحيدة التي مازالت تُحافظ على شخصيتها الفنية ولم تُجازف يوماً باختيار الكلمة الشاذة والانجراف وراء “الإفيه”، صحيح طرحت موضوعات جديدة لكن احتفظت برونق الكلمة ولم تُغريها المصطلحات الجديدة التي أصبحت عاملاً رئيسياً في نجاح أي عمل غنائي في الوقت الحالي، والأهم من ذلك أنها لازالت تُحقق نجاحاً كبيراً بالشكل الغنائي الذي اختارته لنفسها رغم التغيرات التي تحدث على مستوى الكلمة تحديداً”.

ويُتابع قائلاً : “أما آمال ماهر فهي مطربة قوية، واختياراتها أصبحت صائبة بشكل أكبر، تحديدًا منذ ألبوم “أعرف منين” الذي طرحته عام 2011 لأنها حققت من خلاله المعادلة بين استعراض مساحات صوتها القوي وتقديم موسيقى مُعاصرة، خاصة في أغنيات “رايح بيا فين”، و”سكة السلامة”، حيث كانت في بداياتها تعتمد على صوتها في المقام الأول، وتهمل الجزء الخاص بالموسيقى لذلك لم تكن تُحقق نجاحاً كبيراً لأن الموسيقى لا تقل أهمية عن الصوت الجيد”.

اقرأ أيضا : آمال ماهر تريند رقم واحد على موقع «إكس»

;