كسربٍ من السفنِ المُهاجرةِ بين ضلوع كتفيكِ

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

محمود خيرالله
 

 وعْد

غداً لن أكتبَ قصيدةً عن الشتاء
ويدك تنامُ كاليمامةِ فى يدى،
ولا عن الصقيع
وصدرك يسطعُ فى كل عتمة.

غداً لن أكتبَ قصيدةً 
إلا لو كانت عاصفةً مذهلةً 
مِثل عينيك،
أو حقيقةً مُوجعة كأصابعك،
أو مشغولة بنار الفرن
مِثل حضنك.
غداً لن أكتب قصيدةً جديدةً
إلا لكى أصف ضفيرتَك
وهى تُرفرفُ 
كسربٍ من السفنِ المُهاجرةِ بين ضلوع كتفيكِ.
اعتراف

كنتُ أجرى فى الشوارع
وكلابُ السكك كانت تنبحُ علىََّ
كلما شمَّت رائحتَك فى قلبى.
النسوة كُن يرمين ماء الأحزان فى طريقى
لأسقطَ زاحفاً 
كل مرّة 
فى وحلِ الدموع.
لقد بحثتُ عنكِ 
كثيراً 
يا حبيبتى وأنا صغير،
تأملتُ ملايين الشرفات 
ووقفتُ أمام مدارس البنات
منتظراً أن أراك
وكلما فشلتُ فى العثورِ عليك
كنتُ أجلسُ فى الليلِ وحيداً
أحدِّقُ فى الظلامِ 
وأنحتكِ،
ليس غريباً 
إذن 
أن يستغرقَ الأمرُ منى
كل هذه المدن 
وكل تلك القصائد
لأجدك مصادفة 
فى تلك الحديقة الخلفية لمشْفَى حياتى.
هياج
حبُّك يتضاعف كل يوم فى قلبي
لقد أصبح قادراً على
أن يلمَ سحباً مُبعثرةً فى السماء
ليجعل منها 
آثارَ أقدام كلبٍ 
عالقةً فى الزرقة.
حبك يعيدُ النهرَ من عُطلته
ويعرِّف البنات عناوين العشاق،
حبُّك شرارةٌ تحرق الأسعار
ومن نظرةِ عينيك يُمكن أن تندلعَ الثورات.
حبك أصبح خطراً على الكائنات الحيَّة
يأتى كالسيلِ
يفيضُ ويُغرق الشواطئ 
ـ يا للهول ـ
حبك يبتلعُ المدنَ الذليلةَ 
ويُلقى بها فى البحر.
صبَّارة
حتى لو كانت تزيّن مكتباً
أعلى ناطحة سحاب
وتسقيها الأيدى بكؤوس من ذهب،
سوف تحن صبّارةٌ مهمَلة
ذات يوم 
مثل أيّ امرأةٍ ناضجةٍ
إلى تلك اللحظة التى تنامُ فيها 
عاريةً
على سريرٍ من تراب،
فى انتظار قبلاتٍ لا تنتهى 
من عشيقها المطر.