رحيق السطور | لهذه الأسباب.. مصر أم الدنيا

 لماذا مصر أم الدنيا
لماذا مصر أم الدنيا

فى كتابه المهم « لماذا مصر أم الدنيا», والصادر فى  سلسلة «كتاب اليوم» التى يرأس تحريرها الكاتب الصحفى ياسر عبد الحافظ، يقدم د.مصطفى محمود سليمان، أستاذ «الجيولوجيا» بكلية العلوم جامعة الزقازيق إلى القراء إجابات وافية عن سؤال ربما يتبادر إلى أذهان أؤلئك الذين لم يتسن لهم الإطلاع على تاريخ الحضارة المصرية الطويل: لماذا مصر أم الدنيا؟

فى مقدمته للكتاب يقول عن نشأة هذا الوصف إن الأوروبيين هم من أطلقوه على مصر، وهم أيضا الذين أوجدوا علم المصريات، موضحًا أن مصر هى الدولة الوحيدة فى العالم التى يوجد علم باسمها مؤكدًا أنه «لا غرابة فى ذلك» فالمؤرخ وعالم المصريات الأشهر «جيمس هنرى برستد» يؤكد فى كتابه المشهور «فجر الضمير» أن مصر هى المصدر الأصلى لكل الحضارات، وأنها منبع الأخلاق والقيم الإنسانية التى انتشرت منها إلى مختلف بقاع العالم، ومن ذلك مثلا مكانة المرأة فى الحضارة المصرية القديمة والتى حظيت بمكانة متميزة لم تحظ بها امرأة فى شتى المجتمعات والحضارات الإنسانية.

اقرأ أيضَا| الشيخ «سلطان» يوجه بتخصيص 2.5 مليون لتزويد مكتبات الإمارة بأحدث إصدارات «الشارقة

وينقل د.سليمان عن د. جمال حمدان قوله إن مصر هى نافورة الحضارة القديمة، وإنها ظلت تواصل عملها سبعين قرنا. ولا بد أن قراء الكتاب ستلفت انتباهم هذه الفترة الزمنية الطويلة التى يشير إليها المؤلف نقلًا عن «حمدان»، وهى واحدة من المعلومات التى يصححها الكتاب الذى بين أيدينا، فالحقيقة أن الحضارة المصرية ليست كما ألفنا القول سبعة آلاف عام، بل هى أكثر قدمًا من هذا بكثير، وأنه مع استحالة معرفة اللحظة التى تكونت فيها إلا أن كل الآثار والدلائل تشير إلى أنها كانت موجودة طوال الوقت لكن العلماء والأثريون يتفقون فى المجمل على أربعين ألف سنة ليس عمرًا لها بل كمدى زمنى يستطيعون دراسته.

لكن هل يصلح المدى الزمنى وحده لإطلاق ألقاب أم الدنيا على مصر؟ الواقع أن الإجابة قد تكون صعبة التصديق بالنسبة إلى البعض، لكنها مع ذلك حقيقية تمامًا، فمن خلال قراء الكتاب نعرف أن مصر هى الأصل، والأساس الحضارى للعالم كله.. هل تريد أمثلة ما رأيك على سبيل المثال أن القيم الأخلاقية الأساسية فى الحضارة الغربية مأخوذة بالحرف الواحد من التراث الأخلاقى المصرى القديم المدون فى بردية الحكيم الفرعونى «أنى» لن يبدو هذا غريبًا إذا عرفنا أيضًا أن المصريين هم من وضعوا التوقيت، وهم من قسموا السنة إلى شهور، وجزأوا الشهور إلى أيام، ثم جعلوا الأسبوع سبعة أيام.

ولن يكون ذلك عجيبًا إذا عرفنا أن المصريين هم من وضعوا أسس علم الفلك والرياضيات وأنه ما تزال هناك حتى الآن مسائل رياضية تعود إلى أجدادنا القدماء.. وكثيرة هى عناوين الكتاب والبراهين التى ينقلها المؤلف ليشرح للقارئ سبب تسمية مصر أم الدنيا، وأنه ليس لقبًا مجانيًا، بل إن له أسسه التى لا تزال قائمة إلى اليوم، ومنها مثلًا اختراع الورق، والهندسة، ودورات الزراعة، والطب، والتوحيد، بل وقواعد النظافة الشخصية، فالمصرى القديم هو صاحب اختراع «المرحاض»، وهو من نقل إلى العالم قواعد النظافة، وإلى الآن، وكما يقول المؤلف، تحتفل سويسرا بذكرى القديسة «فيرينا» وهى فتاة مصرية من العصر الرومانى علمت الأوروبيين «مبادئ نظافة الجسد، واستخدام «الفلايات» المزدوجة لتسريح شعر الرأس وتخليصه من القمل».