«حربٌ معلوماتية خفية».. هل تشن روسيا حملة إلكترونية على ألمانيا؟ 

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

تصاعدت الأزمة الدبلوماسية بين ألمانيا وروسيا إلى آفاق جديدة من التوتر والتوترات السياسية، وتتجدد النقاشات حول الأمن السيبراني وسيادة البيانات، مما يلقي بظلال من الشكوك على العلاقات الدولية بين الدولتين.

بموازاة ذلك، يواصل الساسة في برلين وموسكو تبادل الاتهامات والتهديدات، حيث تتصاعد المخاوف بشأن تصعيد الأزمة إلى مرحلة جديدة من التوترات الجيوسياسية في أوروبا. 


التجسس السيبراني بين ألمانيا وروسيا.. «حربٌ خفية»

ويتمثل تحدي تسوية النزاع في تحقيق التوازن بين الردع وضرورة تجنب التصعيد، مما يجعل الأمور أكثر تعقيدًا في العلاقات بين البلدين.

وعلى صعيد المحادثات الدبلوماسية، تستمر الجهود لاحتواء الأزمة وتجنب التداعيات السلبية، ولكن بينما يتزايد التوتر، تبقى المشاحنات السياسية مستمرة، مع تزايد الانتقادات المتبادلة بين الطرفين بشأن الأمان الإلكتروني وحماية البيانات.

وفي هذا السياق، يعكف الخبراء على دراسة تأثيرات الهجمات السيبرانية على الاستقرار الأمني والاقتصادي في المنطقة، وعلى تقييم أبعاد الصراع الرقمي الجديد الذي يطغى على المشهد الدولي، مع تزايد تحديات التعامل مع التهديدات الرقمية في عصر التكنولوجيا المعقدة.

وتعرض البريد الإلكتروني المرتبط بحزب المستشار الألماني، أولاف شولتز لهجوم سيبراني من قِبل موسكو، حيث أدى هذا الهجوم إلى استدعاء وزارة الخارجية الألمانية للقائم بأعمال السفير الروسي في برلين. 


ما هي مجموعة «APT 28» الروسية المتهمة بالتجسس؟

فيما أشارت التحقيقات الألمانية إلى توجيه الاتهامات نحو مجموعة APT 28 التابعة للمخابرات الروسية، مما أثار التساؤلات حول طبيعة هذه المجموعة التي أثارت الجدل.

ويُعرف بأن مجموعة الهاكرز الروسية المسماة "سوفاسي" تعمل تحت أسماء متعددة، وقد بدأت نشاطها منذ عام 2007، حيث يُعتقد أنها مسئولة عن شن هجمات على مواقع تابعة لهيئات حكومية وعسكرية وأمنية دولية، وقد وُصفت بأنها تشكل تهديدًا متقدمًا ومستمرًا، وفقًا لشبكة "العربية" الإخبارية.

وتبنى الجانب الألماني موقفًا حازمًا من الهجوم السيبراني الروسي، حيث أعلنت السلطات الداخلية الألمانية عزم البلاد على الرد بالتنسيق مع الحلفاء على هذا الاعتداء السيبراني الذي لا يُغتفر.


«صدامٌ سيبراني» يُثير التوتر بين برلين وموسكو

وتتهم ألمانيا روسيا بتقويض استقرار برلين وشن حرب معلوماتية نتيجة لجهود روسيا الحديثة لمنع ألمانيا من تزويد أوكرانيا بصواريخ محددة طويلة المدى.

وعلى صعيد متصل، أشارت روسيا إلى مساعي ألمانيا من خلال تسجيل صوتي مسرب لمسئولين عسكريين ألمانيين، إلى جانب قطع الطريق السيبراني على موسكو من خلال إنشاء إدارة إلكترونية لتنسيق الرد على الهجمات الإلكترونية عام 2016.
وقالت وزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فايزر، "إننا لن نسمح بأي ظرف من الظروف بأن يخيفنا النظام الروسي".

كما أعلنت فايزر، عن أن ألمانيا ستتحرك إلى جانب الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" في ردها على الهجمات الإلكترونية الروسية، موضحةً "أن هذه الهجمات تشكل تهديدًا لديمقراطيتهم وسيواجهونها بحزم"، بحسب تعبيرها.