من «كولومبيا إلى السوربون».. جامعات العالم تهتف «فلسطين حرة»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، اشتعلت جامعات العالم بموجة احتجاجات طلابية كبيرة، تنديداً بالعدوان الإسرائيلي الدموي على القطاع وتأييداً للقضية الفلسطينية. 

الحراك الطلابي الواسع امتد من الولايات المتحدة إلى أوروبا وصولاً إلى أستراليا، معبراً عن الغضب الشعبي تجاه العدوان الإسرائيلي المتواصل، وسط هتافات داعمة للقضية الفلسطينية وقطاع غزة.

كولومبيا.. شرارة البداية


انطلقت الشرارة الأولى لموجة الاحتجاجات الطلابية من جامعة كولومبيا الشهيرة في مدينة نيويورك الأمريكية، إذ قرر هناك طلاب الجامعة التعبير عن تضامنهم مع أهالي قطاع غزة المحاصر من خلال نصب مخيم اعتصام في الحديقة الرئيسية للحرم الجامعي. 

كانت خطوتهم هذه بمثابة رسالة احتجاج على استمرار العدوان الإسرائيلي المدمر والدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل.

لم تكن إدارة الجامعة راضية عن هذا التحرك الطلابي، فاستدعت قوات الشرطة لفض المخيم بالقوة، وشهدت أروقة الجامعة العريقة مشاهد مروعة لعناصر الشرطة وهم يعتقلون أكثر من 100 طالب ويقتادونهم إلى الخارج. 

لكن هذا لم يكن كافياً لإخماد نار الاحتجاج، إذ قرر العشرات من الطلاب الباقين تحصين أنفسهم داخل قاعة هاميلتون التي أطلقوا عليها اسم "قاعة هند" تكريماً لطفلة فلسطينية قُتلت برصاص الاحتلال في غزة.

تضمن مطالب الطلبة مطالبهم رفع العقوبات المفروضة على زملائهم الطلاب الذين يواجهون إجراءات تأديبية بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات، فضلاً عن وقف الروابط الأكاديمية والعلمية مع إسرائيل وإنهاء الاستثمارات المشتركة بين الجامعات الأمريكية وإسرائيل بعد كشف أن بعض الجامعات الأمريكية لديها استثمارات إلى جانب إسرائيل في تقنيات يمكن استخدامها لمراقبة واضطهاد الفلسطينيين والعنف ضدهم.

رداً على هذا التصعيد الطلابي، داهمت قوات الشرطة المجهزة بمعدات مكافحة الشغب الحرم الجامعي وأخلت المبنى من المتظاهرين بالقوة، بينما كانت حشود من المتضامنين مع القضية الفلسطينية تهتف خارج الجامعة "فلسطين حرة"، وأكدت رئيسة الجامعة أن هذه المداهمة جاءت بناء على طلبها الشخصي من شرطة المدينة، مشددة على أنها لم تكن لديها أي خيار آخر.


فرنسا تشتعل لأجل فلسطين



لم تقتصر الاحتجاجات الطلابية على الولايات المتحدة فحسب، بل امتدت لتصل إلى جامعات فرنسية عريقة مثل جامعة السوربون في العاصمة باريس، حيث تجمع عشرات الطلاب ملوحين بالعلم الفلسطيني وهاتفين بشعارات مؤيدة للقضية الفلسطينية. 

وتدخلت الشرطة الفرنسية لإخلاء المتظاهرين الذين نصبوا خيامًا داخل الحرم الجامعي، كما فضت اعتصامات طلابية في جامعات أخرى مثل جامعة سانت إتيان وكذلك في مدن بوردو وليون وغيرها.

أستراليا ودعم للقضية الفلسطينية

في أستراليا، خرج مئات الطلاب في جامعة سيدني في احتجاجات منددة بالعدوان الإسرائيلي على غزة، ونصبوا خيامًا بالحرم الجامعي، مطالبين بقطع العلاقات مع الجامعات الإسرائيلية ومصنعي الأسلحة، في تظاهرة شارك فيها السيناتور الأسترالي ديفيد شوبريدج.
كندا
أما في كندا، فقد أقام طلاب في الجامعة الرائدة ماكجيل بمدينة مونتريال مخيمًا للتعبير عن دعمهم لفلسطين، مطالبين جامعتهم بإنهاء استثماراتها المالية في الشركات الداعمة للهجمات الإسرائيلية على غزة، في ظل تعزيزات أمنية كبيرة خارج أسوار الحرم الجامعي.

تهديدات من إدارات الجامعات

لم تكتف إدارات الجامعات بقمع الاحتجاجات الطلابية عبر تدخلات الشرطة، بل هددت باتخاذ إجراءات تأديبية أخرى بحق الطلاب المشاركين فيها.

في جامعة كولومبيا، قررت الإدارة وقف عدد من الطلاب المحتجين عن الدراسة وتعطيل العملية التعليمية كلياً والتحول إلى التعليم عن بعد في محاولة لاحتواء الاحتجاجات المتزايدة.

في المقابل، أكد الطلاب المشاركون في الحراك المناهض للعدوان الإسرائيلي عزمهم مواصلة اعتصاماتهم المفتوحة حتى تحقيق مطالبهم الأساسية بوقف إطلاق النار على غزة ووقف المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل. كما طالبوا بإصدار عفو عن جميع الطلاب والأساتذة الذين تعرضوا للفصل أو العقاب التأديبي جراء مشاركتهم في التظاهرات.