فى الصميم

هذا ما يحدث فى أمريكا!!

جلال عارف
جلال عارف

لن يستطيع أحد أن يمنع التغيير الحتمى داخل الدولة الأقوى فى العالم. انتفاضة الشباب لم تكن مفاجئة، إنما المفاجئ حقا هو العجز عن توقعها، ثم الفشل فى التعامل معها، لينتهى الأمر ـ أو هكذا يتصور البعض ـ مع أرقى جامعات أمريكا والعالم وهى تواجه قنابل الغاز والرصاص المطاطى القادم لقمع الطلاب والأساتذة لأنهم يقولون "لا" لكل دعم لإسرائيل وهى تقوم بالإبادة الجماعية لشعب فلسطين!!

لم يكن سرا أن بشاعة جرائم إسرائيل لم يعد ممكنا إخفاؤها حتى مع سياسات منحازة وإعلام واقع تحت النفوذ الصهيونى ومناخ يجعل من حق الأمريكى أن ينتقد السياسات الأمريكية كما يشاء، لكنه يمنعه من انتقاد إسرائيل حتى وهى تقتل أطفال فلسطين، وتمارس أبشع أنواع الاحتلال الاستيطانى، وتدمر كل شىء بما فيه مصالح أمريكا نفسها"!!"

ولم يكن سرا أن معظم شباب أمريكا يعارضون سياسة حكومتهم فى دعم إسرائيل وهى تخوض حرب إبادة الشعب الفلسطينى، كل استطلاعات الرأى كانت تقول إن شباب أمريكا مع وقف هذه الحرب. وفى الانتخابات التمهيدية داخل الحزب الديمقراطى قال شباب الحزب كلمتهم ورفضوا إعطاء أصواتهم لبايدن، وكان ذلك سببا أساسيا فى تعديل "الخطاب"، الأمريكى حول هذه الحرب.. وإن ظل "الفعل" الأمريكى الرسمى أسيرا فى دائرة الانحياز المطلق لإسرائيل!!

لم يكن سرا كل ذلك.. لكن "النخبة" المسيطرة كانت فى واد آخر، وظلت عاجزة عن استيعاب حقيقة أن جيلا جديدا من حقه أن يبحث عن الحقيقى وأن يجد طريقه بعيدا عن سطوة "اللوبى الصهيونى"، عن مصالح سياسيين يبحثون عن تمويل لحملاتهم الانتخابية، وعن مؤسسات تترك مهمتها فى تحقيق مصالح أمريكا وتأكيد أهليتها لقيادة العالم لكى تتفرغ لتبرير جرائم إسرائيل، ودعم حكومة نتنياهو وبن غفير وهى ترتكب أبشع جرائم الحرب!

"النخبة" فى واد، والشباب فى واد آخر، الهستيريا الصهيونية تحاول إبقاء سيطرتها وإحياء أكاذيبها. قنابل الغاز والرصاص المطاطى فى أرقى جامعات أمريكا هى اعتراف بالفشل. كان الشباب من اليهود فى مقدمة حركات الاحتجاج وقبضوا عليهم بتهمة "العداء للسامية"!! هذه الهستيريا الصهيونية تقول شيئا واحدا: انتفاضة شباب أمريكا إعلان بإفلاس الصهيونية، وتأكيد على أن جرائمها لن تمر بدون حساب!!