عاجل

«القبول المجتمعي للألفاظ» في مؤتمر بمجمع اللغة العربية

أستاذ دكتور قاسم طه السارة ءالخبير بمجمع اللغة العربية)
أستاذ دكتور قاسم طه السارة ءالخبير بمجمع اللغة العربية)

واصل مؤتمر مجمع اللغة العربية بالقاهرة برئاسة أستاذ دكتور عبد الوهاب عبدالحافظ "رئيس المجمع"، انعقاد جلساته الإثنين تحت عنوان "اللغة العربية وتحديات العصر: تصورات، واقتراحات، وحلول"؛ حيث ناقش أعضاء المؤتمر فـي جلسته المغلقة المواد المقدمة من معجم لغة الشعر العربي، والمصطلحات المقدمة من لجنة الرياضيات.

وفي جلسته التي رأسها وأدارها أستاذ دكتور محمد حسن المرسي "عضو المجمع"، ألقى أستاذ دكتور قاسم طه السارة "الخبير بالمجمع" بحثًا بعنوان "القبول المجتمعي للألفاظ"؛ حيث قدَّم البحث اقتراحًا لمقياس يتوقَّع القبول المجتمعي للألفاظ التي يُراد لها أن تعبِّر عن المعاني والمفاهيم الوافدة.

وتابع: "القبول المجتمعي للفظ هو تفاعل الناس تفاعلًا إيجابيًا معه، بوضعه فور وصوله إليهم موضع الاستعمال، وتعميمه، أما عدم قبول اللفظ فيؤدي إلى غيابه عن الحياة اليومية المهنية والعامة".

وأضاف: "يتضمن هذا المقياس بنودًا رئيسية، وأخرى ثانوية، ولكلٍّ أهميته ووزنه، في رسم معالم الجودة التي تجعله معادلًا لفظيًّا فريدًا وسليمًا ودقيقًا ومتوافقًا ومُنَزَّهًا عن اللَّبْس للمفهوم المراد التعبير عنه، ولعل اقتراح هذا المقياس لم يكن ممكنًا لولا ظهور المُدَوَّنات (corpora) الضخمة، مثل مدونة المعجم التاريخي للدوحة، وللشارقة، ومدونة الرياض، والبوابات الإلكترونية لمجمع اللغة العربية في دمشق والقاهرة وعمَّان، وأرشيف المرحوم محمد الشارخ، ومواقع علوم القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، وعلوم اللغة العربية، وتقنيات المعالَجَة الآلِيَّة للُّغات، والبناء الآلي للألفاظ بكل الصيغ المحتملة، والذكاء الاصطناعي". 

وأكمل: "المقياس المقترح مقياس كَمِّيّ (يمكن التعبير عنه بوحدات عَدَدِيّة)، والأساس المنطقي لمقياس القبول المجتمعي للألفاظ هو النظر إلى اللفظ باعتباره كائنًا حَيًّا، وأن مقياس قبول اللفظ يشبه السيرة الذاتية لمن يتقدم لشغل وظيفة في المجتمع، فيوجز مراحل حياته، ويوضح سماته الرئيسية، التي تؤهله للقبول في المجتمع، فيعطي أفضل التقديرات للفظ التراثي العربي القديم إذا شاع، فهو أفضل من المعرَّب، ويُفَضِّل اللفظ الواحد على العبارات المركبة، ويُفَضِّل الترجمة باعتبار الحقيقة على الترجمة بالتصرف أو بالمجاز".

وتابع: "من أهم بنوده: ومَوَاطِنُ القُوَّةِ في اللفظ الجديد (الوضوح والدقة والأحادية والملاءمة)، ومَكَامِنُ الضَّعْف فيه (الإبهام واللَّبْس والتَّعَدُّدِيَّة والعمومية)، والجهة التي تُصْدِرُ اللفظ الجديد (المجامع والمؤسسات المتخصصة، والمعاجم والإعلام)، وطريقة صوغ اللفظ الجديد وبنيته الصرفية وسهولة التلفظ به (فالثلاثي أكثر قبولًا، والسالم الصحيح هو الأسهل تصريفًا ونطقًا من الفعل المعتل ومن الفعل المهموز والمضعَّف)، وتناسب الحروف رقةً وشدَّةً، وقدرة جذر اللفظ الجديد على إنتاج عدد كبير من المشتقات من الأسماء والأفعال، وتوافق اللفظ الجديد مع المقاييس العالمية لصياغة الألفاظ وتبادلها عبر الحواسيب والشبكات، ودوران جذر اللفظ على ألسنة الناس وفي كتاباتهم".    

وأضاف: "الفوائد المرجوَّة من مقياس القبول للألفاظ هي استرشاد الخبراء في اللجان التي تضع المقابلات العربية للمفاهيم الوافدة به لترجيح المقابل الأرجى من المقابلات ولاسيما إذا تنوعت المترادفات، وتقييم نتائج الجهود السابقة في هذا المجال وتقويمها".

وأشار إلى أن العلماء الذين استعرضوا المقياس المقترح أوصوا بالنظر فيه لوضع الصيغة النهائية له ووضعه موضع التنفيذ، كما أوصوا بنشر البحوث باللغة العربية لزيادة المحتوى العربي في الشابكة وتحسين نتائج البحث في المدونات المنثورة فيها.