بدأت بـ «خليها تعفن» وانتهت بـ «بلاها لحمة وفراخ»

حملات المقاطعة مستمرة على السوشيال ميديا

تافعل المواطنين مع حملات المقاطعة للتصدي لجشع التجار
تافعل المواطنين مع حملات المقاطعة للتصدي لجشع التجار

«قاطع وخليك إيجابي».. تبدأ حملات المقاطعة على السوشيال ميديا بهذه الجملة دائما لحث رواد ومستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى على المشاركة بها بكل قوة، فهى بمثابة انتفاضة شعبية إلكترونية ضد جشع التجار، وبالفعل تثبت نجاحها فى كل مرة.

آخرها حملة مقاطعة الأسماك فى بورسعيد «خليها تعفن»، والتى أشعلت السوشيال ميديا وبالفعل تسببت تلك الحملات فى رد فعل إيجابى فى خفض الأسعار، بل وصل الأمر إلى ظهور حملات أخرى  فى مقاطعة الدواجن واللحوم والمنتجات المستوردة والتوجه إلى المنتجات المحلية لرفع شعار شجع بلدك، كل هذا يدل على قوة السوشيال ميديا لبدايتها من المتضرر وتنتهى بقرار المسئولين ،فقد دشن رواد مواقع التواصل الاجتماعى حملات جديدة تحت عنوان «بلاها فراخ وبلاها لحمة وبلاها بيض»وذلك لمقاطعة شراء الدواجن والبيض واللحوم، وذلك احتجاجا على ارتفاع أسعارها بشكل كبير.

وسيلة رقابية
وفى هذا الصدد أوضح الدكتور سامى عبد العزيز عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة الأسبق، أن الأثار التى حققتها هذه الحملات وخاصة حملة مقاطعة الأسماك الأخيرة تؤكد أهمية وخطورة السوشيال ميديا خاصة عندما تكون القضية مرتبطة بقوت الشعوب وحياة المواطن، وهى صدى لشكوى المواطن وهذا يساعد على نجاحها لأنها تنقل الواقع ومايريده الغالبية العظمى من الأشخاص، وبالتالى هذه الوسائل أصبحت وسيلة رقابة على مثل هذه المجالات لأنها بالفعل أثرت على الأسعار وانخفضت بعدها، لهذا فالسوشيال ميديا هى أحد الأجنحة الرقابية على مثل هذه المنتجات وتوجيهات التجار، ويرجع السبب فى ذلك أن هذه الحملات كتبت بلغة بسيطة وعكست مشكلة حقيقية فكانت استجابة الناس لها عالية وهذا يعنى أن الإعلام عندما يكون المرآة الحقيقية لشكوى الناس فيصدقه الناس ويتفاعل معه لأن ستظل المصداقية الإعلامية هى أسرع وسيلة لتحريك الناس.

أسلوب ناجح
ومن جانبه قال الدكتور أحمد بسيونى خبير السوشيال ميديا التقنية أن حملات المقاطعة على السوشيال ميديا هى أسلوب ناجح جدا للتغيير ولابد من تواجده فى ظل التضخم الاقتصادى الموجَود الآن وارتفاع أسعار السلع، ، ولكن لابد من تواجد، مثل هذه الحملات لأنها ببساطة تنقل رأى الشارع والناس إلى المسئولين الذين يمكن أن يتدخلوا فى ضبط الهيئات الرقابية على التجار ووضع التسعيرة على المنتجات والدعم لمثل هذه الحملات لكى تعمل على خفض الأسعار المبالغ فيها فى السلع.

سلاح ذو حدين
أما عن الرأى الاقتصادى لحملات المقاطعة فقال أحمد معطى الخبير الاقتصادي: حملات المقاطعة على السوشيال ميديا هى سلاح ذو حدين بمعنى أنه ايجابى لتأثيره على أسعار المنتجات التى تستهدفها الحملة ولكن فى نفس الوقت هى سلبية لتأثيرها على الاقتصاد  لأن أغلب من ينادون بها ليس لديهم الخبرة الاقتصادية الكافية لكيفية إطلاق حملة مقاطعة ولم يكن لديهم دراسة اقتصادية لمثل هذه الحملات، لأنها تتم بعشوائية وبدون دراسة كافية لها مما يؤثر على موارد أخري، والطبيعى فى مثل هذه الحملات وما يحدث فى الدول الأوروبية هى المقاطعة لمدة يوم  واحد   وإن لم يتم التجاوب معه يصبح يومين فى الأسبوع إلى أن تصل للمقاطعة التامة وهذه هى آخر مرحلة لعدم الاستجابة فى تخفيض الأسعار، إذا فهذه الحملات مهمة جدا للضغط على التجار وخفض الأسعار المبالغ فيها وتعتبر رسالة للتجار بعدم قبول هذا الارتفاع، ولكن تأثيرها السلبى يعود على الموارد اليومية، لهذا نطلب فقط دراسة الحملات قبل طرحها على السوشيال ميديا حتى لا تصبح حملات المقاطعة «تريند» يسعى إليه مجانين الشهرة .