أسوشيتيد برس: احتجاجات الجامعات الأمريكية بشأن فلسطين تعصف بالسياسة الخارجية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

سلطت وكالة أنباء "أسوشيتيد برس" الأمريكية اليوم الإثنين الضوء على استمرار الاحتجاجات بالحرم الجامعي في جميع أنحاء الولايات المتحدة بنحو بات يعصف بملف السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إسرائيل ، خاصة مع تزايد المطالب بقطع العلاقات المالية والدعم عن إسرائيل.

وذكرت الوكالة في سياق تقرير نشرته حول هذا الشأن أن احتفالات التخرج القادمة في معظم الجامعات الأمريكية تتعرض لتهديد من قبل الطلاب المتظاهرين ، حيث يتقاتل الطلاب وغيرهم بشأن تداعيات العدوان العسكري الإسرائيلي على غزة وعدد القتلى المتزايد.

وكانت العديد من الجامعات هادئة إلى حد كبير خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث ظل المتظاهرون بالقرب من الخيام التي نُصبت كمقر للاحتجاج، على الرغم من أن بعض الكليات شهدت عمليات إزالة قسرية واعتقالات .. ويطالب العديد من الطلاب جامعاتهم بقطع العلاقات المالية مع إسرائيل بسبب العملية واسعة النطاق في غزة التي تقول إنها شُنت للقضاء على حركة حماس الفلسطينية.

وصرخ المتظاهرون على جانبي النقاش الحاد ودفعوا بعضهم البعض خلال المظاهرات التي خرجت على مدار يوم أمس الأحد في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس .

وقالت ماري أوساكو، نائبة رئيس الاتصالات الاستراتيجية بجامعة كاليفورنيا في بيان نقلته "أسوشيتيد برس" - إن الجامعة عززت الإجراءات الأمنية بعد اندلاع بعض المشاجرات البدنية بين المتظاهرين، فيما لم ترد أنباء عن اعتقالات أو إصابات.

وتم القبض على حوالي 275 شخصًا أمس الأول في جامعات مختلفة بما في ذلك جامعة إنديانا في بلومنجتون وجامعة ولاية أريزونا وجامعة واشنطن في سانت لويس .. واقترب عدد الاعتقالات في أنحاء البلاد من 900 شخص منذ أزالت شرطة نيويورك مخيم احتجاج مؤيد للفلسطينيين في جامعة كولومبيا واعتقلت أكثر من 100 متظاهر في 18 أبريل الجاري.

وبحسب الوكالة، أصبحت محنة الطلاب الذين تم اعتقالهم جزءًا أساسيًا من الاحتجاجات، حيث يطالب الطلاب وعدد متزايد من أعضاء هيئة التدريس بالافراج عن المتظاهرين ، فيما قام أعضاء هيئة التدريس في جامعات كاليفورنيا وجورجيا وتكساس ببدء أو تمرير تصويتات رمزية إلى حد كبير لحجب الثقة عن قياداتهم.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي إن الرئيس جو بايدن "يعلم أن هناك مشاعر قوية للغاية"، لكنه سيترك إدارة الاحتجاجات للسلطات المحلية.

وأضاف كيربي - في برنامج "هذا الأسبوع" على شبكة "إيه بي سي" الأمريكية - "يجب أن يكون لدى الناس القدرة على التعبير عن آرائهم ومشاركة وجهات نظرهم علنًا ولكن يجب أن يكون ذلك عبر طرق سلمية".

ووصف زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل في مقابلة بُثت أمس الأحد الأمر بأنه "وضع خطير" وألقى المسئولية على عاتق مديري الكليات، وقال: "هناك أيضًا معاداة السامية، وهو أمر غير مقبول على الإطلاق .. لقد صدمت عندما رأيت ذلك في هذا البلد".

وبدأت الاحتجاجات في الحرم الجامعي على مستوى البلاد كرد فعل من قبل بعض الطلاب على الهجوم الإسرائيلي واسع النطاق على غزة، مما أدى إلى مقتل أكثر من 34 ألف فلسطيني في قطاع غزة، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.

◄ اقرأ أيضًا | الصحة الفلسطينية: ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة لـ34488 شهيدا

ووصفت إسرائيل وأنصارها الاحتجاجات الجامعية بأنها معادية للسامية، بينما يقول منتقدو إسرائيل إنها تستخدم مثل هذه الادعاءات لإسكات المعارضين .. وعلى الرغم من أن بعض المتظاهرين تم تصويرهم وهم يدلون بتصريحات معادية للسامية أو تهديدات عنيفة، إلا أن منظمي الاحتجاجات، وبعضهم يهود، يقولون إنها حركة سلمية تهدف إلى الدفاع عن حقوق الفلسطينيين والاحتجاج على الحرب.

وأثارت الاحتجاجات المبكرة في جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك - حيث نصب المتظاهرون الخيام في وسط الحرم الجامعي - مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في جميع أنحاء الولايات المتحدة بنحو تسبب في قيام الجامعة بإقامة فصول دراسية عن بعد.. وحددت جامعة كولومبيا سلسلة من المواعيد النهائية للمتظاهرين لمغادرة المعسكر، وهو ما فاتتهم، لكن الجامعة قالت في رسالة بالبريد الإلكتروني للطلاب إن إعادة الشرطة "في هذا الوقت" ستكون لها نتائج عكسية. وقالت الجامعة في بيان نشرته مساء أمس الأول إن الطلاب والإداريين انخرطوا في مفاوضات لإنهاء الاضطرابات.

أما في جامعة كاليفورنيا، أقامت الشرطة حواجز قبل أن ينضم مئات المتظاهرين من الجانبين إلى حشد متزايد أمس الأحد بالقرب من الخيام التي يقيم فيها الطلاب المؤيدون للفلسطينيين على مدار الساعة.

وقال المتظاهرون المؤيدون لإسرائيل الذين وصلوا للمشاركة في مسيرة "الوقوف لدعم الطلاب اليهود" إن هدفهم هو "الوقوف ضد الكراهية ومعاداة السامية"، فيما ذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" أن الاحتجاج المضاد نظمه المجلس الإسرائيلي الأمريكي، الذي حث زعيمه إيلان كار المتظاهرين على البقاء سلميين.