يحدث فى مصر الآن

مصر تحتفل بالعيد 42 لتحرير سيناء

يوسف القعيد
يوسف القعيد

الرئيس عبد الفتاح السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة احتفل مع قادة قواتنا البطلة بعيد تحرير سيناء رقم 42، عندما توجه الرئيس إلى النصب التذكارى للجندى المجهول ووضع إكليلاً من الزهور على ضريح الرئيس أنور السادات رئيس مصر عندما عادت لنا سيناء، وإكليلًا آخر على النصب التذكارى لشهداء القوات المسلحة.

الموسيقات العسكرية عزفت سلام الشهيد تقديرًا لشهداء مصر الأبرار وبطولاتهم التى ستبقى خالدة على مر الزمان. فسيناء أرض الفيروز هى فى حد ذاتها ملحمة فى حب البلاد وذكرى خالدة تؤكد عظمة وعراقة الشعب المصرى فى الكفاح المسلح والنضال السياسى.

ومن المؤكد أن هذه الحرب العظيمة عكست إرادة الشعب وتلاحمه مع جيشه. وأكدت للدنيا كلها أن بلادنا قوة عظيمة لا يمكن كسرها أبداً. بل إنها هى التى كسرت نظرية الأمن الإسرائيلى وتمكّن جيش مصر من إعطاء العالم كله درسًا فى العسكرية المصرية. فعبقرية التخطيط وعقيدة النصر أو الشهادة كانت كلمة السر فى هذه الحرب العظيمة وقُدرة جيش مصر على أن يعبُر خط المستحيل وأن يضع نهاية حقيقية لاحتلال أرض الأبطال سيناء العظيمة.

ومصر وهى تحتفل بهذه الذكرى العطرة كانت تدافع أيضًا عن فلسطين ضد العدو الإسرائيلى. واستمر هذا الدفاع البطولى 200 يوم وجيشنا يعتبر أن فلسطين قضية مصرية. وهذا ليس تعبيرًا أدبيًا بقدر ما هو سلوك يقوم به كل المصريين وفى مقدمتهم قواتنا المسلحة البطلة.

الأمر لم يتوقف عند تحرير سيناء، ولكنها تحوَّلت إلى إعداد هذه المساحة من بلادنا لتكون نموذجاً للتنمية الحقيقية وزراعة الأمل هناك. فقد كانت عودتها لمصر درسًا فى الوطنية. وأكد كل الخُبراء أن الأمر لم يتوقف عند حدود تحرير سيناء، ولكنها أصبحت قلعة من قلاع السياحة والزراعة والصناعة وتنمية الوطن كله.

ومن يذهب إلى سيناء الآن سيكتشف أن عودتها لنا كانت كلمة السر الأولى فى تنميتها وجعلها مصدراً للخير لكل المصريين. وهذا ما جرى منذُ 2014 وحتى الآن، أى على مدى عشر سنواتٍ كاملة، وهناك مشروعات زراعية وصناعية وأيضًا تشجيع حقيقى للسياحة لهذه الأرض التى أُهْمِلت طوال سنوات احتلالها. وكان لا بد أن تعود لنا حتى الشبر الأخير منها. وقد فعلنا ذلك بالقتال ثم المفاوضات إلى أن أصبحت سيناء تعيش عيداً يتكرر كل عام..

ومن يقم بزيارة سيناء على الطبيعة سيكتشف أن الواقع تفوَّق على حتى الخيال الإنسانى. لقد انطلقت المسألة بكفاحٍ عسكرى، مفروض أن نترك له أنصع الصفحات فى تاريخنا. ثم وصلنا إلى نضالٍ سياسى. وعندما تطلَّب الأمر تحكيمًا دوليًا لجأنا إليه لأننا كُنَّا أصحاب حق تعرفه الدنيا كلها ما عدا العدو الذى تصور فى فترة من الزمن أنه يُمكن أن يُغيِّر ثوابت التاريخ وتأكيدات الحاضر المصرى.

فمن المؤكد أن ما فعله المصريون فى أرض الفيروز سبق كثيرًا من دول العالم حتى المتقدمة منها. إنها قصة الأمس القريب والحاضر الجميل والمستقبل الملىء بكل احتمالات النمو والتقدم والازدهار. ليس لسيناء وحدها، ولكن لكل شبر فى بر مصر من شمالها لجنوبها، ومن شرقها لغربها.