مؤتمر مجمع الخالدين يواصل انعقاد جلساته لليوم الثالث على التوالي

حسن بشير الرئيس السابق لمجمع اللغة العربية بالخرطوم، وعضو مجمعي القاهرة ودمشق
حسن بشير الرئيس السابق لمجمع اللغة العربية بالخرطوم، وعضو مجمعي القاهرة ودمشق

واصل مؤتمر مجمع اللغة العربية بالقاهرة برئاسة أ.د.عبدالوهاب عبدالحافظ (رئيس المجمع) انعقاد جلساته اليوم الأربعاء 24 من أبريل 2024م تحت عنوان "اللغة العربية وتحديات العصر: تصورات، واقتراحات، وحلول"؛ حيث ناقش السادة أعضاء المؤتمر في جلسته المغلقة الأبحاث المقدمة من لجنة اللهجات والبحوث اللغوية، والمصطلحات المقدمة من لجنة الفيزياء. وفي جلسته العلنية ألقى أ.د.حسن بشير (الرّئيس السّابق لمجمع اللّغة العربيّة بالخرطوم، وعضو مجمعَي القاهرة ودمشق.) بحثًا بعنوان "في مطلوبات العولمة صناعة شهادةٍ دَوْليّةٍ للّغة العربيّة" جاء فيه ما نصه:

اقرأ أيضا| مجمع اللغة العربية يواصل انعقاد جلساته بمؤتمره التسعين

 "العولمة" تفرض نفسها على زمننا المعاصر المستوعَب بثورة المعلومات وفق توجّهاتٍ مختلفة الآفاق، منها الأفق اللّغويّ. فهو أفقٌ له أثره على جميع أوجه النّشاط الإنسانيّ؛ قطريًّا وإقليميًّا ودَوْليًّا. ومعلومٌ أنّ ثورة المعلومات أساسها هندسة الاتّصالات الّتي جعلت الكون قريةً واحدةً، وأقرّت بدهيّةً مفادها أنّ الّذي لا يسطيع تحقيق وجود لغته بالقرية الدَّوْليّة لا يستطيع تحقيق وجود ذاته، ومن يقبل إبعاد لغته وإخراجها من المنحنى المغلق المحيط بالقرية الدَّوْليّة يقبل ذلك – ضربة لازبٍ – لأمّته النّاطقة بتلك اللّغة.

إنّ أمثلة تسابق الأمم في مضمار سباق اللّغات الكونيّ يرتبط وشيجًا بصناعةٍ دَوْليّةٍ تدخل بمقتضاها اللّغة المعنيّة إلى القرية الدّوْليّة الّتي فرضتها العولمة. وفي قِنّة هذه الصِّناعة الخاصّة بالميدان اللّغويّ أنْ تكون للّغة شهادةٌ دَوْليّةٌ. والأمثلة غير الحصريّة حاضرةٌ. منها:
(TOEFL) عند الأمريكان، و(TOMER) عند الأتراك، و(IELTS) و(C.L.C) عند الإنجليز، و(DELF) و(DALF) عند الفرنسييّن.
 في هذا الجوّ العولميّ لابدّ للّغة العربيّة أن تحقّق وجودها في القرية الدَّوْليّة، ولابدّ للأمّة العربيّة أنْ تتصدّى لهذا السّباق الكونيّ. وأوّل الخطوات أنْ تتعرّف على المشكلات الّتي تحيط بلغتها؛ من أجل صناعة الحلول لها.
فإنّه من مشكلات اللّغة العربيّة عدم شهادةٍ دَوْليّةٍ لها؛ شهادةٍ مصمّمةٍ ومنفّذةٍ على الأساس القوميّ للأمّة العربيّة أبتعها؛ بحيث يلتزم العرب جميعًا بإنفاذ هذه الشّهادة، ويطلبونها من النّاطقين بغير العربيّة، ويعتمدون ذلك شرطًا أساسًا لتأسيس العلاقات وعقد المصالح المشتركة. 

إذن لابدّ للّغة العربيّة من خططٍ دائمةٍ، وخططٍ مرحليّةٍ تجعل منها لغةً دَوْليّةً معتبرةً ومشاركةً في النّشاط الكونيّ؛ لتفيَ بمطلوبات العولمة الخاصّة بصناعة شهادةٍ دَوْليّةٍ تبرّر دخول اللّغة العربيّة للقرية الدَّوْليّة.
ولغتنا العربيّة حاملة نصّ القرءان الكريم، كتاب الله الخاتم للعالمين، وكتاب الرّسالة العالميّة؛ قمينةٌ بأنْ تكون لها شهادةٌ دَوْليّةٌ، فهي مؤهّلةٌ لذلك المستهدَف؛ مؤهّلةٌ بتأثيلها التّاريخيّ، وبإمكانات علومها الصّوتيّة والصّرفيّة والنّحويّة والبلاغيّة والأسلوبيّة. ومؤهّلةٌ لذلك بثروتها المعجميّة، وبعدد النّاطقين بها، وبدعمها الكبير بالأمّتَيْن العربيّة والإسلاميّة.
ثانيًا - المرجعيّة التّاريخيّة وآفاق المستقبل:
في أكتوبر سنة اثنتَيْ عشْرَة وألفين (2012م) صمّمتُ مشروعًا ابتداريًّا لشهادة اللّغة العربيّة الدَّوْليّة، وأسميته "المشروع القوميّ لإنشاء شهادة اللّغة العربيّة الدَّوْليّة؛ (ض1) و (ض2)"، على أنْ يَطلب العرب أبتعهم المستهدَف من السّاعين للعلاقات العربيّة، من النّاطقين بلغاتٍ أُخَر. يطلبون (ض1) من السّاعين للعلاقات غير العلميّة، ويطلبون (ض2) من مستهدِفي العلاقات العلميّة، ويجعلون الأمر شرطًا لربط العلاقات، والاشتراك في المصالح.

وقد قدّمتُ هذا المشروع لمجمعَيْ الخرطوم والقاهرة، من منطلق عضويّتي بالمجمعَيْن. وقد رجوتُ منهما دراسة الموضوع دراسةً نقديّةً؛ تكمّل نقصه، وتجوّد حبكه. ثمّ يقدِّم كلٌّ منهما المشروعَ باسمه لاتّحاد المجامع اللّغويّة؛ لصناعة خطّةٍ قوميّةٍ شاملةٍ تجعل من المشروع عربيًّا جامعًا. وقد استهدفتُ أنْ تكون خطّة اتّحاد المجامع العربيّة مرشدًا يتأتّى على أساسه التّصميم والتّنفيذ للمشروع. 

ومن موقع رئاستي آنذاك لمجمع الخرطوم قدّمتُ المشروع لاتّحاد المجامع اللّغوية العربيّة، وللمنظّمة العربيّة للتّربية والثّقافة والعلوم. 
بعد تصميم هذا المشروع ظهرتْ مبادراتٌ بعددٍ من أقطار الوطن العربيّ باسم شهادة الكفاءة أو باسم شهادة الكفاية، والتّسمية الأخيرة أكثر توفيقًا؛ لارتباطها وشيجًا بالتّأثيل للغتنا الفصيحة. وقد بات الأمر منوطًا باتّحاد المجامع أنْ ينظّم منهجًا يَجمع مختَلف التّجارب؛ لصناعة المشروع القوميّ اللّائق باللّغة الواحدة والأمّة الواحدة.

وفي هذا العام حرّرتُ قراءةً ثانيةً للمشروع؛ رغبةً منّي في إثرائه بالمناقشات النّقديّة الموضوعيّة؛ الّتي تكمّل نقصه، وتجوّد حبكه، وتعدّه للتّنفيذ، ودعوتُ المؤسّسات المختصّة، والعلماء الأكفياء القِننَ لتحقيق المستهدَف.
وهي سانحةٌ مع ذكر التّجارب المتعدّدة؛ أن أدعوَ مظلّتنا القوميّة؛ جامعة الدّول العربيّة أن تُعنى بالأمر، من خلال لجانٍ رئاسيّةٍ متخصّصةٍ أو من خلال مؤسّساتها المعنيّة بالشّأن اللّغويّ والحضاريّ، مثل المنظّمة العربيّة للتّربية والثّقافة والعلوم، واتحاد المجامع اللّغويّة العربيّة. فإنّ آفاق المستقبل للمشروع تتأتّى من خلال ذلك؛ حتّى يكون المشروع عربيًّا جامعًا، وتظلّ التّجارب القطريّة داعمةً للمشروع القوميّ، المرعيّ بالمظلّة القوميّة، المعبّرة عن اللّغة الواحدة، والأمّة الواحدة.


 وهذا هو الطّريق الّذي يوصلنا إلى التّخطيط المحكم، والتّنفيذ المحكم لشهادة اللّغة العربيّة الدَّوْليّة الرّامزة لحياة أمّتنا العربيّة، والموفية بمطلوبات العولمة اللّغويّة، المقتضية وشيج الارتباط باللّغة والأمّة النّاطقة بها؛ فإنّه لا توجد لغةٌ ذليلةٌ لأمّةٍ عزيزةٍ:
ويا صانعي التّاريخ عزّي بعزّكم وكم عزّ أقوامٌ بعزّ لغاتِ

إنّ آفاق المستقبل ترنو إلى تحقيقنا للضّرورات العصريّة الخاصّة بدفع لغتنا إلى ميدان سباق اللّغات الكونيّ، وإلى داخل القرية الدَّوْليّة الّتي صنعتها العولمة. وإنّ إنشاء شهادةٍ دَوْليّةٍ للّغة العربيّة يتأتّى سابقًا صنوًا لتوطينها في النّظم الحاسوبيّة، وصنوًا لتوطينها في الشّابكة. وذلك ما نَشيمه في أفق مستقبلنا القريب؛ بعون الله ومشيئته.

ثالثًا - تصميم المنهج وتأليف الكتب:
أ‌- تصميم المنهج:
       يستهدف تصميم المنهج ستّ دوراتٍ:
1. الدّورة الابتدائيّة الأولى.
2. الدّورة الابتدائيّة الثّانية.
3. الدّورة المتوسّطة الأولى.
4. الدّورة المتوسّطة الثّانية.
5. الدّورة المتقدّمة الأولى.
6. الدّورة المتقدّمة الثّانية.
       كما يستهدِف مستوَيَيْ الشّهادة:
المستوى الأوّل- شهادة اللّغة العربيّة الدَّوْليّة العامّة؛ (ض1)؛ والّتي تُمنح لمن
                اجتاز بنجاحٍ امتحان الدّورتيْن الابتدائيّة والمتوسّطة.
المستوى الثّاني- شهادة اللّغة العربيّة الدَّوْليّة المتقدّمة؛ (ض2)؛ والّتي تمنح
                لمن اجتاز بنجاحٍ امتحان الدّورة المتقدّمة.
       ذن يتأتّى تصميم المنهج وفق ستّ دوراتٍ دراسيّةٍ، مدّتها اثنان وعشرون شهرًا. وهي دوراتٌ مسلسلةٌ وفق النّظام المنهجيّ المتتابع المتصاعد الّذي ينقل الدّارس وفقه من الصّوت العربيّ مخرجًا وصفةً، إلى المعجم العربيّ ثروةً وذخيرةً، إلى النّصّ العربيّ حفظًا وفهمًا وتذوّقًا ومزاجًا، إلى البحث العلميّ الأوّليّ والمتوسّط والمتقدّم. وأمر تسمية المقرّرات لكلّ دورةٍ وتوصيفها مبسوطٌ بالمشروع؛ "المشروع القوميّ لإنشاء شهادة اللّغة العربيّة الدَّوْليّة: (ض1) و(ض2)" 

ب‌- تأليف الكتب:
       المستهدَف تأليف ستّة كتبٍ دراسيّةٍ، تشتمل على المّادة المطلوبة لامتحان شهادة اللّغة العربيّة الدَّوْليّة، وذلك وفق المنهج المقرّر لكلّ دورةٍ من ستّ الدّورات.
       ومن المعروف عند أهل التخصّص أنّ تأليف الكتب الدّراسيّة يؤسّس على التّوصيف المنهجيّ للمقرّر المستهدَف به الكتاب. والمقترح أنْ ينفّذ كلّ كتابٍ من ستّة الكتب في نحو ستّمئة صفحةٍ من القطع المتوسّط، وأنْ تكثّف بكلٍّ التّمارين المحلولة، والتّدريبات والتّطبيقات، ونماذج الامتحانات.
       وأمر توصيف المقرّرات لستّ الدّورات الّذي يؤسّس عليه تأليف الكتب؛ مبسوطٌ بالمشروع؛ "المشروع القوميّ لإنشاء شهادة اللّغة العربيّة الدَّوْليّة"، وفق قراءته الثّانية، المحرّرة في هذا العام 2024م.
       والاستخدام اللّغويّ الّذي نقترحه في ستّة الكتب أنْ يكون متدرّجًا وفق التّوصيف المقترح لكلّ دورةٍ؛ وهذا التّوصيف قد بدأ من الصّفر وتدرّج إلى رصيدٍ لغويٍّ قدره خمسة آلاف كلمةٍ، وهو رصيدٌ كافٍ لتأسيس التّطوّر اللّغويّ الشّامل. وبه ينتقل الدّارس من الصّوت العربيّ إلى البحث العلميّ الابتدائيّ والمتوسّط والمتقدّم.

رابعًا - الامتحانات والاعتماد والتّوثيق:
       قد اقترح المشروع أنْ تنظّم امتحانات شهادة اللّغة العربيّة الدَّوْليّة بكبرى الجامعات بالعواصم العربيّة، وبالسّفارات العربيّة بخارج الوطن العربيّ. 
       كما اقترح أنْ تُعتمد الشّهادة وتُوثّق من مظلّتنا القوميّة؛ جامعة الدّول العربيّة، من خلال لجنةٍ رئاسيّةٍ يُسند لها الشّأن، أو من خلال المؤسّسات التّابعة للجامعة، مثل اتّحاد المجامع اللّغوية العربيّة، والمنظّمة العربيّة للتّربية والثّقافة والعلوم.
       وفي المقترح دعوةٌ للجامعة العربيّة أنْ تفتح نافذةً في مقرّها الرّئيس بالقاهرة؛ لتوثيق الشّهادة، ودعوةٌ لها أنْ ترتّب الأمر الخاصّ بالتّوثيق مع وزراء الخارجيّة بالوطن العربيّ؛ لفتح نوافذ في وزاراتهم للتّوثيق.

خامسًا – كلمة الختام:
       في هذه الكلمة عرضٌ لجوهرالمشروع، ولنماذج النّتائج، ونماذج التّوصيات، ونماذج النّصوص المحفّزة:
أ‌- جوهر المشروع:
المشروع القوميّ لإنشاء شهادة اللّغة العربيّة الدَّوْليّة؛ (ض1) و(ض2)؛ قد ابتدرتُ تصميمه في 2010م، وجدّدته في هذا العام 2024م بقراءةٍ ثانيةٍ تهدف إلى إثرائه بالنّقد الموضوعيّ، من قنن العلماء الأكفياء؛ النّقد الّذي يكمّل النّقص بالعقل الجماعيّ، ويجوّد الحَبْك، ويمهّد للتّخطيط النّهائيّ والتّنفيذ.
ب‌- في النّتائج:
       ثَبَتُ النّتائج معروضٌ بالمشروع، وفيه:
1- شهادة اللّغة العربيّة الدَّوْليّة ضرورةٌ لتأكيد الثّقة بلغتنا وأمّتنا، ولتحقيق مطلوبات العولمة.
2- تطوير اللّغة العربيّة يتأتّى بإنشاء شهادة اللّغة العربيّة الدَّوْليّة لها، وبتوطينها في نظم الحاسوب، ونظم الشّابكة.
3- اللّغة العربيّة مؤهّلةٌ لإنشاء شهادةٍ دَوليّةٍ لها، بتأصيلها التّاريخيّ، وثروتها المعجميّة، وبإمكانات علومها الصّوتيّة، والصّرفيّة، والنّحويّة، والأسلوبيّة. وبعدد النّاطقين بها، وبدعمها المعنويّ الكبير بالأمّتَيْن العربيّة والإسلاميّة.
4- شهادة اللّغة العربيّة الدَّوْليّة تمكّن النّاطقين بلغاتٍ أُخَر من التّواصل مع آفاق الوطن العربيّ، للتّعارف والتّعاون وبناء المصالح المشتركة.

جـ- في التّوصيات:
  مسرد التّوصيات معروضٌ بالمشروع، وفيه:
1- توصية جامعة الدُّول العربيّة أنْ تُعنى بإنجاز المشروع من خلال لجنةٍ رئاسيّةٍ خاصّةٍ، أو من خلال المؤسّسات التّابعة لها، مثل: المنظّمة العربيّة للتّربية والثّقافة والعلوم، واتّحاد المجامع اللّغويّة العربيّة.
2- توصية جامعة الدّول العربيّة أنْ تفتح نافذةً بمقرّها الرّئيس بالقاهرة، لاعتماد الشّهادة وتوثيقها.
3- توصية وزراء الخارجيّة العرب أنْ يفتحوا نوافذ بوزاراتهم لاعتماد الشّهادة وتوثيقها.
4- توصية الدّول العربيّة أنْ تنظّم دورًا رساليًّا للسّفارات العربيّة بالخارج، بحيث يكون بكلّ سفارةٍ:
مركزٌ لامتحان شهادة اللّغة العربيّة الدَّوْليّة، ومعهدٌ لتعليم العربيّة للنّاطقين بغيرها، ومكتبةٌ عربيّةٌ ورقيّةٌ وإلكترونيّةٌ.
5- توصية الدُّول العربيّة أنْ تُلزم السّاعين للعلاقات معها بالحصول على (ض1) أو(ض2) وفق حالة التّعاون السّاعين إليها، وأنْ تجعل ذلك شرطًا لإنشاء العلاقات والاشتراك في المصالح.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
د- في النّصوص المحفّزة:
       قائمة النّصوص المحفّزة على الرّباط الوشيج بين الأمّة العربيّة ولغتها؛ معروضةٌ بالمشروع، وفيها:
 "وهذا لسانٌ عربيٌّ مبينٌ".
 "وإنّه لتنزيل ربّ العالمين* نزل به الرّوح الأمين* على قلبك لتكون من المنذرين* بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ".
 "خيركم من تعلّم القرءان وعلّمه".
 لو لم تكنْ أمّ اللّغات هي المُنى 
                               لكسرتُ أقلامي وعفتُ مدادي
 لغةٌ متى وقعت على أسماعنـــــــا 
                              كانت لــــــــــــــنا بردًا على الأكباد
 ستظـــلّ رابـــــــطةً توحّــــــــــــد بيننــــــــــا 
                              فهي الــــــرّجاء لأمّة الأمجــــــاد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 لغة الــــــــــــذّكر لســــــــــــانٌ مجتبــــــى
                               كيف تعيى بالمنـــــــادين جوابــــــا
 كلّ عصرٍ دارها إنْ صـــــــــادفت 
                              منزلًا رحـــــــبًا وأهــــــلًا وجَنابــــــــــــــا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 وسعتُ كتاب الله حفظًــــــا وغــــــــــــايةً 
                               وما ضقتُ عن آيٍ به وعظات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلةٍ 
                              وتنســــــــيق أسمــــــــــاءٍ لمـــــخترعــــــــات
أنا البحر في أحشائه الدُّرُّ كــــــــامنٌ 
                              فهل سألوا الغوّاص عن صدفاتي 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 فيا حاملي الأقلام نصري عليكُمُ 
                               خذوا بيدي من تلكُمُ العَثَرات
ويا صانعي التّاريخ عزّي بعزّكــــم 
                              وكم عزّ أقــــــــوامٌ بعزّ لغـــــــــات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 بني النّهضة الكبرى أعيدوا نشيدها 
                               على عاشقيها مقطعًا بعد مقطع
وردّوا على الفصحى أغانيَ مجدها
                              فنحن سكارى من صداها المرجّع