بدون تردد

«الانحياز الأمريكى»

محمد بركات
محمد بركات

فى الوقت الذى لا تتوقف فيه الولايات المتحدة الأمريكية عن الإعلان مرارا وتكرارا، عن تأييدها الكامل والتام لحل الدولتين، كوسيلة ناجعة وضرورية بل ولازمة لحل الصراع العربى الإسرائيلى، ووضع نهاية عادلة للقضية الفلسطينية تحقق السلام والاستقرار فى المنطقة العربية والشرق أوسطية.


وفى الوقت الذى تكرر فيه الولايات المتحدة وكل المسئولين بها ابتداء من الرئيس «بايدن» وانتهاء بكل المسئولين فى وزارة الخارجية وبقية الإدارات تأييدها للرؤية القائلة، بأن السلام والاستقرار يقومان فى المنطقة العربية، على أساس قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧ فى الضفة الغربية وقطاع غزة، تعيش فى أمن وسلام مع دولة إسرائيل.


فى ذات هذا الوقت، وعلى الرغم مما تعلنه وتكرره دائما عن تأييدها لحل الدولتين، إلا أنها تقوم برفض الموافقة على اصدار قرار من مجلس الأمن لاعطاء الدولة الفلسطينية صفة الدولة كاملة العضوية بالأمم المتحدة، وذلك باستخدامها حق الرفض «الفيتو»، رغم موافقة كل الدول الأعضاء بالمجلس، وهو ما تسبب فى إعاقة حصول الدولة الفلسطينية على حقها المشروع فى العضوية الكاملة بالمنظمة الدولية.
وفى ظل ما حدث يصبح مؤكدا دون أدنى مجال للشك، صعوبة الوثوق فى الولايات المتحدة كوسيط فى عملية السلام، حيث إنها لا تتمتع ولا تملك الصفة الأساسية اللازمة للوساطة، وهى النزاهة والحيدة وعدم الانحياز فى القصد والتوجه بين الطرفين الفلسطينى والإسرائيلي،...، بل على عكس ذلك تماما هى طرف منحاز بالكامل للطرف الإسرائيلى بصورة فجة بل ووقحة أيضا، حيث إنها لا تخفى هذا الانحياز، بل وتعلنه على الملأ وتتفاخر به أيضا.
وفى ذلك لعلنا لم ننس بعد،...، ويجب ألا ننسى على الاطلاق ما حدث من الولايات المتحدة فى أعقاب «طوفان الأقصي»، حيث رأينا هرولة متسارعة من الرئيس الأمريكى «بايدن»، وكل المساعدين له ابتداء من وزير الخارجية «بلينكن» ووزير الدفاع وكبار مساعديهما إلى إسرائيل، لاعلان تعاطفهم ودعمهم لها، فى مواجهة هجمة المقاومة الفلسطينية على قوات الاحتلال.


وكان لافتا لنا ولكل العالم بالتأكيد ما ذكره «بايدن»، من دعم كامل وغير مشروط لإسرائيل، بل وما أكد عليه «من ان إسرائيل لو لم تكن موجودة لعملنا على وجودها»،...، والسؤال الآن.. هل هناك انحياز أكثر من ذلك؟! الاجابة.. لا اعتقد.
«وللحديث بقية»