فى الصميم

هدايا أمريكا القاتلة!!

جلال عارف
جلال عارف

نحن - كما يبدو - فى موسم الهدايا المجانية (والقاتلة) من أمريكا لإسرائيل. بعد "الڤيتو" الذى وقفت فيه واشنطن ضد إرادة العالم كله لتمنع حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة فى الأمم المتحدة توالت الهدايا.. من صفقة سلاح جديدة تتعدى المليار دولار لتدعيم آلة القتل الإسرائيلية، إلى تمرير الكونجرس لمساعدات جديدة تتعدى قيمتها ١٧ مليار دولار لتغطية نفقات الحرب التى أصبحت أمريكا شريكة فعلية فيها.
احتفلت إسرائيل بالهدايا الأمريكية كما يجب.. فى نفس الوقت كانت آلة القتل الإسرائيلية تنشط فى غزة وتركز على "رفح"، وتضاعف أيضاً هجماتها فى الضفة الغربية وكأنها تستعجل الانفجار الكامل للأوضاع هناك. وبينما كانت آلة القتل الصهيونية تحصد أرواح المزيد من الشهداء أغلبهم -كالعادة- من الأطفال والنساء الفلسطينيين، كان نتنياهو يتباهى بأن الدعم الأمريكى المتزايد هو من أجل "الحضارة الغربية!!" التى لم تكتف بقتل أكثر من ٣٤ ألف مدنى فى ٢٠٠ يوم من حرب الإبادة التى تصر الولايات المتحدة على منع العالم من إيقافها!!
لا تخالف أمريكا فقط القوانين الدولية، وإنما تخالف القوانين الأمريكية نفسها التى تمنع استخدام السلاح الأمريكى فى جرائم الحرب التى ترتكبها إسرائيل، وتخالف الشروط التى تحكم صفقات السلاح الأمريكى لكل دول العالم لكنها توضع فى الأدراج حين يتعلق الأمر بإسرائيل(!!) لم يعد ممكناً أن يستمر رهان السلطة الفلسطينية الذى طال على أى دور أمريكى متوازن من أجل السلام وهى تشارك - بالسلاح والمال والڤيتو - فى قتل المزيد من أطفال فلسطين!!
أعلن "أبومازن" أن السلطة ستراجع علاقتها مع واشنطن، وأعلنت "فتح" الإضراب العام فى الضفة الغربية ودعت للتصدى للاعتداءات الإجرامية من جيش الاحتلال وعصابات المستوطنين. التصعيد حتمى مادامت إسرائيل تجد مثل هذا الدعم الكامل من الولايات المتحدة التى لا تدرك أنها الخاسر الأكبر فيما يجرى، وأن سياستها فى المنطقة تفقد كل مصداقية، ومصالحها لن يضمنها الانحياز الأعمى والأصم لإسرائيل، وتحالفاتها ستواجه غضبا عربيا لن يقبل باستمرار الإبادة الجماعية لشعب فلسطين فى ظل حماية أمريكية، ولن يتسامح مع إصرار أمريكا على عدم وقف المذبحة وإنهاء الاحتلال والاعتراف بفلسطين!