حوار| فرص تعاون واعدة.. سفيرة كولومبيا: نقدر دور مصر في دعم القضية الفلسطينية

  محررة أخبار اليوم مع سفيرة كولومبيا
محررة أخبار اليوم مع سفيرة كولومبيا

فرص التعاون مع مصر واعدة رغم بعد المسافة وتفضيل الأسواق التقليدية

رغم بعد المسافة بين بلادها ومصر إلا أن سفيرة كولومبيا "انا ميلينا مونيوس دي جافيريا"، تؤمن بأن هناك فرص للتعاون بين  مصر وكولومبيا، لو أحسن استغلالها سيتم التغلب علي المعوقات المرتبطة ببعد المسافة بين البلدين.

وقالت إنه يجب تحقيق التقارب بين رجال الأعمال في البلدين، موضحة أن كلاهما ما زالا يعطيان الأولوية للأسواق التقليدية خاصة في أوروبا، وأكدت أنها لن تيأس من العمل على إيجاد الطرق والوسائل لدعم التعاون بين القطاع الخاص في مصر وكولومبيا.

اقرأ أيضا | وزير التعليم العالي يبحث آليات التعاون العلمي والتكنولوجي مع سفيرة كولومبيا

وأضافت في حوارها مع بوابة أخبار اليوم أن بلادها أكبر مصدر للزهور في العالم، وغنية بالثروة الداجنة وزيت النخيل والمواد الخام وترتبط باتفاق مهم مع أوربا في المجال التجاري، حيث يتم التصدير إلى أوروبا بدون رسوم جمركية.

أما على المستوي السياسي، أكدت سفيرة كولومبيا علي وجود تقارب كبير في المواقف السياسية للبلدين بجانب التنسيق المشترك في المحافل الدولية والإقليمية.

 

وإلى نص الحوار:

في البداية ما هو حجم التبادل التجاري بين مصر وكولومبيا؟ وهل حقق نموًا في السنوات الأخيرة؟

قالت سفيرة كولومبيا "انا ميلينا مونيوس دي جافيريا" إن البلدين قد وقعا العديد من مذكرات التفاهم لدعم التعاون الثنائي رغم بعد المسافة بينهما، واعترف أن حجم التبادل التجاري مازال غير كاف، بالرغم من تحقيقه نموا في السنوات الأخيرة، فقد كان عام ٢٠١٩حوالي ٧ ملايين دولار، وارتفع إلى ٣٠٠ مليون دولار في العام الماضي.

وأضافت أن الصادرات المصرية إلى كولومبيا تبلغ ١٢ مليون دولار، ونصدر لمصر منتجات اللحوم وبعض البتروكيماويات والقهوة وهناك شركة كولومبية في مجال القهوة بدأت العمل بمصر منذ ستة أشهر، ولها حاليا حوالي ٦ أفرع، ونستورد من مصر الأسمدة والرخام.

 

-هل هناك لقاءات قادمة بين مسئولي البلدين ؟

أوضحت أن من أهم اللقاءات التي نعمل ونتطلع إلى إتمامها زيارة جوستافو بيترو رئيس كولومبيا للقاهرة، ونأمل أن تتم هذا العام ونولي أهمية كبيرة لها ولما سوف تسفر عنه من نتائج، كما أن الفترة الماضية شهدت أيضا لقاءات مهمة أبرزها انعقاد جولة المشاورات السياسية بين مصر وكولومبيا والتي تناولت تبادل وجهات النظر حول كافة القضايا ذات الاهتمام كما نسعي لتأسيس مجلس مشترك لرجال الأعمال، ومن القطاعات التي سيتم البدء بها "البنوك" لتوفير خطوط التمويل وتسهيل انتقال الأموال.

 

- نظرا لما أشرت إليه من التطلع  لزيارة الرئيس الكولومبي إلى مصر، ما هي الموضوعات التي من المنتظر أن تتناولها؟

أوضحت أن من أهم الموضوعات سبل دفع وتنمية التعاون الثنائي في مختلف المجالات وبحث كافة جوانب العلاقات الثنائية وسبل تذليل ما يعترض التعاون المشترك من معوقات، وأيضا القضية الفلسطينية في ضوء الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني نظرًا لما يتعرض له من عدوان إسرائيلي متواصل يتنافي مع كافة المواثيق والأعراف الدولية.
 

-كيف تتعامل كولومبيا مع الأوضاع الصعبة في الأرضي الفلسطينية؟

أكدت أن كولومبيا تهتم جدا بالقضية الفلسطينية، فقد سبق وأن اعترفت كولومبيا بالدولة الفلسطينية، كما تم سحب سفيرنا في تل أبيب احتجاجا علي الممارسات الإسرائيلية في غزة والأراضي المحتلة، وقد أدنا ورفضنا بشدة  العدوان الإسرائيلي المتواصل علي غزة.

وأود الإشارة إلى طلب كولومبيا من محكمة العدل الدولية السماح لها بالتدخل في القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي، بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، في إطار عدوانها المتواصل منذ السابع من أكتوبر الماضي، حيث دعت كولومبيا في طلبها الموجه للمحكمة إلى ضمان "سلامة الشعب الفلسطيني ووجوده"، كما استضافت كولومبيا اجتماع لسفراء فلسطين في دول أمريكا اللاتينية.

 

 

-كيف ترى كولومبيا الدور المصري في دعم القضية الفلسطينية؟

مصر تقوم بدور مهم منذ بداية تلك القضية إلى الآن، ولم يقتصر دورها العمل على تحقيق السلام بالمنطقة، وإنما تحقيق التقارب والمصالحة الفلسطينية، وحاليا تبذل مصر قصاري جهدها لوقف إطلاق النار في غزة وتتعاون مع الأمم المتحدة والأطراف الإقليمية والدولية للوصول إلى هذا الهدف، ونقدر جدا ما يقوم به وزير الخارجية سامح شكري من زيارات مهمة في هذا الصدد، واستقباله العديد من نظرائه في القاهرة، فمصر هي الطريق الوحيد لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر معبر رفح.

 

- موقف كولومبيا في محاولات التهجير القسري للفلسطينيين؟

محاولات التهجير القسري للفلسطينيين ماهو إلا تصدير للمشكلة، والطريق الصحيح هو بقاء الفلسطينيين في أرضهم، وحل القضية الفلسطينية مهم لاستقرار المنطقة ككل.

 

-هل دور المجتمع الدولي في هذا الشأن مقبول؟
 

في البداية "أكتوبر الماضي" أدانت بعض الأطراف حماس، ولكن مع الفظائع الإسرائيلية وعمليات القتل والتدمير، وحدث تغير في موقف الكثير من الأطراف، وهذا نراه في جزء من الاتحاد الأوربي ومنها "إسبانيا والنرويج وإيرلندا وبلجيكا"، كما تطورت المواقف مع الوصول إلى محكمة العدل الدولية، وظهر بجلاء التعامل وفق معايير مزدوجة، فهم يساعدون أوكرانيا ولا أحد يساعد الفلسطينيين، وأشارت إلى أن الأحداث الأخيرة وضعت القضية الفلسطينية في دائرة الاهتمام بعد أن كادت تنسي.

 

-ماذا عن التعاون في المجال السياحي بين مصر وكولومبيا؟

 

أوضحت أن السائحين الكولومبيين يفضلون زيارة المواقع الأثرية الفرعونية والإسلامية والمسيحية وسيوة والأقصر وأسوان للاستمتاع بالرحلات النيلية.

 

- ماذا عن التبادل الثقافي المصري الكولومبي؟ وما أبرز الأنشطة الثقافية؟

قالت إن الثقافة لها دور مهم في تحقيق التقارب بين الشعوب، وقد زرنا من خلال وفد من سفارتنا بمصر جميع الجامعات في القاهرة، وننظم أياما ثقافية كولومبية في جميع الجامعات في مصر، كما قمنا بتوزيع  ٣٠٠٠ كتاب عن الأدب والثقافة في كولومبيا، باللغة العربية والإسبانية، بجانب تنظيم الحفلات الموسيقية ورقص "السالسا" الذي تشتهر به كولومبيا.

وهذا العام سوف نقيم معرض للصور وحفلات في الأوبرا خلال سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر، بجانب عروض الأفلام، خاصة من خلال التعاون مع معهد ثيربانتس الثقافي.