نهار

صلاح السعدنى...

عبلة الروينى
عبلة الروينى

ليس مجرد فنان موهوب ومهم، قدم الكثير من الأدوار الفنية...علامات فى تاريخ المسرح والسينما والتليفزيون..صلاح السعدنى جزء من تاريخنا الشخصى وذاكرتنا وأيامنا...
  ملامحه تشبهنا تماما.. خفة ظل وبساطة.. جسارة وجدعنة.. وعى وثقافة.. مسئولية والتزام.. صاحب رأى ومواقف مستعد للدفاع عنها دائما... ملامح ذهبت معه دائما فى كل الأدوار التى قام بتقديمها..لا ندرى هل كان  يشبه أدواره الفنية، أم أن الأدوار التى قدمها، هى ما كانت تشبهه!!.. «حسن النعماني» فنان الفطرة، أسطى الأرابيسك الصنايعي، ابن البلد الشهم المحب للناس، فى مسلسل(أرابيسك)... «نصر وهدان القط» أستاذ التاريخ الذى استقال من الجامعة، لأنه يرفض تزوير التاريخ فى المناهج الدراسية، فى مسلسل(حلم الجنوبي).. الأستاذ «جوهر» أستاذ تاريخ آخر.. يرى التاريخ سجلًا لأشواق الناس إلى العدالة، فى فيلم (شحاذون ونبلاء)...الجندى مسعد فى فيلم (أغنية على الممر).. علوانى فى فيلم (الأرض).. «سليمان غانم» العمدة الفلاح الأصيل فى مسلسل(ليالى الحلمية)...«عبد القادر» فى مسلسل(الناس فى كفر عسكر)...«أبو عزة المغفل» المواطن البسيط الفطن فى مسرحية (الملك هو الملك)... وكثير من الأعمال الفنية
(٣٥ مسرحية، ٤٥ مسلسلا، ٧٠ فيلما) تدور فى الأغلب حول صراع المبادئ والقيم وسؤال الهوية والشخصية المصرية.....وكأن صلاح السعدنى فى كل هذه الأدوار، هو لسان حال أسامة أنور عكاشة أو محمد صفاء عامر أو بشير الديك وغيرهم من الكتاب... يجسد بعمق شخصياتهم، أو يجسد شخصيته ومواقفه الحقيقية ورؤاه.. حرص طوال مشواره الفنى على المحافظة على القيم والمبادئ والهوية.. حرص على صيانة موهبته وصيانة إنسانيته، ليرحل بكامل حضوره واستقامته...(وإن عشناها بقيامه،راح نفضل قايمين).