سفير البرازيل بالقاهرة: فتحنا الأسواق لاستيراد العديد من المنتجات المصرية| حوار

سفير البرازيل مع محررة بوابة أخبار اليوم
سفير البرازيل مع محررة بوابة أخبار اليوم

- السفير دي كارفاليو: نحتفل هذا العام بمرور 100 عام على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين

- اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي على النقل الجوي  دخلت حيز التنفيذ

- نأمل في حل أزمة سد النهضة بالطرق الدبلوماسية

- في عام 2023 بلغ التبادل التجاري بين البلدين 2.325 مليار دولار

- المفاوضات هي الحل الأمثل لحل الصراع فى غزة.. وندعو لوقف العنف ضد المدنيين 


تتسم العلاقات المصرية والبرازيلية بالتميز والايجابية والتعاون فى ضوء التنسيق المتواصل على المستوى الثنائى خاصة فيما يرتبط بالقضايا الهامة على المستوى الدولى  والاقليمى فيما يتعلق بحقوق الانسان فى التعليم والغذاء والتنمية، وتأييد حقوق الشعب الفلسطينى فى تحقيق دولة مستقلة.

ولمزيد من التفاصيل حول هذة العلاقة أجرت بوابة أخبار اليوم حوارًا مع باولينو فرانكو دي كارفاليو سفير البرازيل الجديد في القاهرة

وإلى نص الحوار: 

في البداية.. نريد أن نعرف تقييمك للعلاقات بين مصر والبرازيل الآن؟

تمر العلاقات الثنائية بمرحلة جيدة جداً، نحتفل هذا العام بمرور 100 عام على العلاقات الدبلوماسية بين البرازيل ومصر، منذ إنشاء أول بعثة دبلوماسية برازيلية في القاهرة عام 1924. وقد احتفلنا بالعديد من الاتفاقيات في السنوات القليلة الماضية، وكان هناك افتتاح أسواق للعديد من المنتجات من جانب إلى آخر. كما كانت هناك العديد من الزيارات رفيعة المستوى في الآونة الأخيرة.


- ما آخر تطورات العلاقات بين مصر والبرازيل على المستوى السياسي؟


لم تكن زيارة رئيس البرازيل ، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، إلى مصر إلا الأحدث في سلسلة من الزيارات رفيعة المستوى والتي تضمنت مشاركة وزير خارجية البرازيل في قمة القاهرة للسلام في العاصمة الإدارية الجديدة الماضي.  وفي فبراير، التقى الرئيس لولا،  بالرئيس السيسي. وخلال هذه الزيارة، وقعنا اتفاقيتين جديدتين، إحداهما بشأن الصادرات الغذائية، والأخرى بشأن التعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار. وقبل فترة وجيزة، دخلت اتفاقيتنا لتجنب الازدواج الضريبي على النقل الجوي حيز التنفيذ أخيرًا، مما سمح بإنشاء رحلات جوية مباشرة بين البرازيل ومصر.


- ما حجم التبادل الاقتصادي والاستثماري بين مصر والبرازيل؟

في عام 2023 بلغ التبادل التجاري 2.325 مليار دولار، وفي عام 2022 وصل إلى 2.843 مليار. وهذا يجعل مصر واحدة من أهم الشركاء التجاريين للبرازيل في الشرق الأوسط وأفريقيا. ونتوقع تنويع تجارتنا الثنائية تحت مظلة اتفاقية التجارة الحرة بين مصر والميركوسول والتي دخلت حيز التنفيذ منذ عام 2017.


- ما أهم مجالات التعاون الاقتصادي بين مصر و البرازيل؟

نود أن نقول إن تجارتنا "مكملة" لأن المنتج الرئيسي الذي تصدره مصر إلى البرازيل هو الأسمدة، التي نستخدمها لإنتاج الغذاء، وتعتبر المواد الغذائية مثل السكر والذرة ولحم البقر والدجاج هي منتجات التصدير الرئيسية من البرازيل إلى مصر. وفي السنوات القليلة الماضية، قمنا بفتح السوق البرازيلي لاستيراد العديد من المنتجات المصرية، مثل الثوم والعنب والفواكه الحمضية، ومؤخرًا البطاطس. وفي الوقت نفسه، تم مؤخراً فتح السوق المصري أمام المنتجات البرازيلية مثل الأسماك ولحوم الماعز.


- ما آخر تطورات العلاقات الثقافية والتعاون الثقافي بين مصر والبرازيل ؟

زار مدير متحف ريو دي جانيرو الوطني مصر مؤخرًا للتفاوض بشأن إستعارة بعض القطع الأثرية المصرية القديمة من أجل عرضها عند إعادة افتتاح المتحف عام 2026، بعد الحريق المأساوي الذي تعرض له عام 2018. وقد تم مناقشة هذا الموضوع خلال لقاء الرئيس لولا مع الرئيس السيسي في شهر فبراير الماضي. نحن نتفاوض حول اتفاقيات ثنائية في مجال التعاون الثقافي، ويقوم البرنامج الأثري البرازيلي في مصر (BAPE) بالتنقيب في الضفة الغربية لمدينة الأقصر منذ ثماني سنوات. وكان رئيس المكتبة الوطنية البرازيلية قد زار مصر في يناير الماضي وعقد اجتماعات بمكتبة الإسكندرية حول اتفاقية التعاون القائمة بين هاتين المكتبتين.

- نريد أن نعرف هل هناك تعاون بين البلدين في مجال التعليم؟

يوجد برنامج للمنح الدراسية تقدمه المؤسسات التعليمية البرازيلية عبر الحكومة البرازيلية، وتعد مصر جزء من هذا البرنامج، وقد ذهب المواطنون المصريون بالفعل إلى البرازيل للدراسة. نحاول تنفيذ تطبيق اختبار Celpebras في مصر، وهو اختبار كفاءة في اللغة البرتغالية البرازيلية، مما قد يزيد من عدد الطلاب المصريين الذاهبين إلى البرازيل. كما أن اتفاقيات التعاون الثقافي المذكورة سابقاً تتعلق بالجوانب التعليمية، بما في ذلك تبادل الطلاب والمتدربين من دولة إلى أخرى

- هل من المتوقع أن تكون هناك زيارات رسمية قريبا بين الجانبين؟

تمت عدة زيارات في الآونة الأخيرة، وبلغت ذروتها في زيارتنا الرئاسية في فبراير الماضي. وهذا العام، زار وزير الخارجية المصري، سامح شكري، البرازيل لحضور الاجتماع الوزاري لمجموعة العشرين، في فبراير أيضًا. وفي وقت لاحق من هذا العام، في نوفمبر، من المتوقع أن يحضر الرئيس السيسي قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو.


- ما موقف البرازيل من أزمة سد النهضة؟

نحن ندرك مدى أهمية نهر النيل بالنسبة لمصر، باعتباره مصدرًا لأكثر من 97% من المياه التي يستهلكها عدد كبير من سكان هذا البلد. ونأمل أن يتم تسوية قضية سد النهضة الإثيوبي الكبير عن طريق المفاوضات الدبلوماسية بطريقة تعود بالنفع على كل من مصر وإثيوبيا، وكذلك السودان.

- وهل هناك تعاون في مجال الطاقة بين البلدين؟

تتفاوض بلداننا حاليا بشأن اتفاقية ثنائية تتعلق بالطاقة الحيوية، بما في ذلك الوقود الحيوي. وكانت البرازيل رائدة في هذا المجال في الثمانينيات، عندما بدأت ملايين السيارات في بلادنا تعمل بكحول قصب السكر بدلاً من البنزين. ونحن نعلم أن الحكومة المصرية، بصفتها الدولة المضيفة لمؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي، النسخة السابعة والعشرين (COP 27)، عام 2022، معتبرة الطاقة الحيوية إحدى أولوياتها، وهي تعد أولوية بالنسبة للبرازيل أيضًا، كما ينبغي علي كل دول في العالم  أن تكون، نظرا إلي أن التلوث وتغير المناخ هم قضايا عالمية، ولا يقتصرون على دولة أو أخرى.


- ما هو موقف البرازيل بالأحداث الأخيرة فى غزة؟

بذلت حكومتنا جهودًا كبيرة، ولعبت سفارتنا هنا في القاهرة دورًا مهمًا للغاية في هذا الصدد، ليس لإجلاء المواطنين البرازيليين من غزة فحسب، بل أيضًا لإجلاء أقاربهم الفلسطينيين الذين تعرضت حياتهم للتهديد بسبب الهجمات المتكررة. كما قمنا بالتبرع بكميات كبيرة من المواد الغذائية وغيرها من المنتجات لمحاولة التخفيف من معاناة سكان غزة، ونأمل أن يتمكن طرفا هذا الصراع من الجلوس لمحاولة التوصل إلى تسوية لتجنب المزيد من أعمال العنف ضد المدنيين.