ترحيب وإشادة باستثمارات تطوير رأس الحكمة وتحرير سعر الصرف البشري

توقعات بتراجع أكبر لأسعار السيارات وانتهاء الأوفربرايس وانتعاش حركة البيع والشراء

صورة موضوعية
صورة موضوعية

■ كتبت: رانيا غنيم

تراجع الدولار في السوق الموازي، إنخفاض نسبي في أسعار السيارات المستعملة والزيرو، "الأوفربرايس" تنكمش بقوة.. أمل وتفاؤل في سوق السيارات بعد الإعلان عن صفقة مشروع تطوير رأس الحكمة بالتعاون مع دولة الإمارات الشقيقة، فضلا عن قرار البنك المركزي الأخير بتحرير سعر الصرف.

ترحيب وإشادة كبيرة من خبراء السيارات عقب الإعلان عن صفقة رأس الحكمة والاستثمارت المباشرة التي سيتم ضخها بشكل مباشر – 35 مليار دولار، إضافة إلى قرار تحرير سعر الصرف، الخبراء توقعوا انتعاشة بسوق السيارات خلال الفترة المقبلة وخاصة مع ثبات واستقرار سعر الدولار مقابل الجنيه المصري وبدء فتح الاعتمادات المستندية لاستيراد السيارات الكاملة ومكونات الانتاج اللازمة لمصانع الانتاج المحلي، إضافة إلى تراجع أكبر في أسعار المستعمل والزيرو وانتهاء الأوفربرايس.. "أخبار السيارات" رصدت آراء الخبراء والمتخصصين فى هذا التحقيق.

◄ الخبراء: السوق يسترد عافيته تدريجيا بالتسعير العادل والعودة القوية للتصنيع

◄ شادي الصفتي: سيولة دولارية وانتهاء «الأوفر برايس» تدريجيا

في البداية، يقول المهندس شادي الصفتي، خبير استراتيجيات صناعة السيارات، إن هناك حالة ترقب في سوق السيارات وارتباك فى الأسعار في الفترة الحالية، ولكن ضخ الـ 35 مليار دولار من خلال مشروع تطوير رأس الحكمة سيؤدى إلى سيولة دولارية وتوافر للعملة الصعبة، وسيؤدى بالطبع لفتح الاعتمادات المستندية للسيارات ومكوناتها وتحويل المبالغ المطلوبة لاستيرادها بصورة سهلة، وبالتالى سيزيد المعروض وتنخفض أسعار السيارات إلى مستواها الطبيعى وسوف تنتهي ظاهرة الأوفربرايس تدريجيا.

ويضيف: أعتقد أن الاستثمارات الضخمة التى تشهدها مصر فى القطاع السياحى والعقارى، ستؤدى إلى زيادة الثقة فى الاقتصاد وجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية فى قطاعات مختلفة، وبالتأكيد سوف تنعكس إيجابيا على سوق السيارات باستقرار الأسعار وزيادة الطلب على السيارات وخاصة التجارية لدعم هذه المشروعات العملاقة.

ويرى الصفتى أنه بمجرد إعلان مجلس الوزراء عن صفقة رأس الحكمة هبط سعر الدولار في السوق الموازية، وكذلك سعر الذهب والعديد من السلع الأخرى داخل السوق بخلاف السيارات، بالتالى اقتراب سعر الدولار بالسوق الموازى من السعر الرسمي سيؤدي لانخفاض أسعار السيارات والتقليل من قيمة الأوفر برايس واختفائها تدريجيا.

ويشير شادي الصفتي إلى أنه حاليا هناك حالة ترقب فى الأسواق وارتباك فى التسعير، وبعد تحرير سعر الصرف انخفض سعر الدولار حوالى 30 % فى السوق الموازى ليقترب من السعر الرسمي المعلن في البنوك، وذلك سيؤدي إلى استقرار سعر الصرف وتوفير سيولة دولارية وانخفاض أسعار السيارات تدريجيا واستقرار السوق، وبالفعل بدأت بعض الشركات فى تخفيض أسعار سياراتها.

◄ اقرأ أيضًا | «إحنا اللى كسرنا الزيرو»| تراجع تجارة السيارات المستعملة انتظارا لانخفاضات أكبر فى الأسعار

◄ أحمد زين: تأثير فوري.. وإعادة إحياء تصنيع السيارات الكهربائية

ويوضح أحمد زين، رئيس لجنة الطاقة النظيفة بشعبة السيارات باتحاد الغرف التجارية المصرية، أن بمجرد الإعلان عن ضخ الاستثمارات بمشروع رأس الحكمة أدى ذلك إلى انتعاشة فى سوق السيارات فالتأثير كان فوريا، وأدى إلى انخفاض أسعار السيارات الزيرو، وخاصة السيارات الكهربائية التى أنخفض سعرها بنسبة 15%، وبالطبع أدى ذلك أيضا إلى انخفاض أسعار المستعمل، ومع ثبات العملة فى الفترات القادمة سيعطى مؤشرا إيجابيا لقطاع السيارات.

ويضيف زين أن ثبات سعر الصرف سيؤدى إلى احياء تصنيع السيارات الكهربائية المصرية، لأن عدم ثبات سعر الصرف خلال الفترات الماضية كان يؤدى إلى مخاطر فى الدخول فى هذا المجال،ومع دخول الاستثمارات الجديدة سوف يشجع مستثمرين جدد للدخول فى استثمارات جديدة ومتنوعة لانتعاش الصناعات بأكملها وبالأخص قطاع السيارات.

◄ منتصر زيتون: صفقة ناجحة وإعادة الحياة لخطوط الانتاج

يقول منتصر زيتون خبير السيارات إن ضخ استثمارات بقيمة 35 مليار دولار يعد صفقة ناجحة وممتازة وحل ولو مؤقت لتوفير العملة، ولكن تأثيرها بقطاع السيارات مرتبط بفتح الاعتمادات المستندية للوكلاء لاستيراد السيارات لسد عجز السوق، والرجوع للتكلفة الحقيقية بسعر الصرف الرسمى، وما سيفيد قطاع السيارات من هذه الصفقة هو اعادة الحياة لخطوط الانتاج التى توقفت اعتماداتها من شهر يونيو الماضى، وكان يتم فتح اعتمادات لها بنسب ضعيفة منذ بداية الأزمة ولكنها توقفت وهذه بداية طيبة للحل.

وفيما يتعلق بتراجع أسعار الصرف فى السوق الموازى بعد الاعلان عن مشروع رأس الحكمة وتحرير سعر الصرف، يقول: كان لذلك أثرا كبيرا فى تراجع نسبة كبيرة من الأوفر برايس، خاصة بعد أن واجه التجار توقف عمليات البيع الناتجة عن حالة الركود التضخمى الكبيرة نتيجة ارتفاع الأسعار وتجاوزها حدود دخل المستهلك العادي،الأمر الذى أدى إلى تحرك السوق مرةأخرى وأصبحت فرصة للإقبال على الشراء ولو بنسب صغيرة.
 

◄ نور الدين محمد: توافر الدولار يزيد من المنافسة والعروض

يشير نور الدين محمد، المدير التنفيذى لشركة الصفا للاستيراد والتصدير وتجارة السيارات، أن ثبات سعر الدولار سوف يشكل فارقا كبيرا فى سوق السيارات وسيؤثر بالإيجاب على حركة التسعير وثبات سعر السيارات لفترات طويلة على عكس الفترات السابقة، كما سيؤدى تدريجيا إلى انتظام حركة البيع والشراء وتسهيل عملية اتخاذ القرار لدى العميل وذلك يرجع إلى ثبات الأسعار وبالتالى موازنة عمليات الطلب والعرض.

ويضيف: سيؤدى توافر العملة بالبنوك إلى إتاحة الكثير من الموديلات التى كانت قد اختفت الفترة السابقة، والتى ستزيد من مساحة المنافسة واتاحة المزيد من العروض والخصومات لجذب العملاء مما سيساعد على زيادة حركة السوق. ويشير الى أن تحرير سعر الصرف سيضع الوكلاء فى مواجهة قرارا صعبا وهو الاضطرار إلى زيادة الأسعار نسبيا، 

◄ سيف المطراوي: تطور منظومة انتاج وصناعة السيارات المحلية

يؤكد سيف المطراوى، خبير السيارات، أن استثمارات رأس الحكمة سوف تساعد فى تطور الاقتصاد المصرى بشكل عام، فهناك كثير من الأولويات التى تعمل الدولة على توفيرها مثل مستلزمات الانتاج المخصص للتصدير والدواء والغذاء، وبالتأكيد سوف يتأثر قطاع السيارات ولكن لا تراجع لأسعار السيارات والذى سيحدث هو انخفاض فى الأوفربرايس بسبب ارتفاع سعر الدولار الجمركى، وبالفعل ظهرواضحا خلال الفترة الماضية هبوط فى أسعار الأوفربرايس لدى العديد من التجار،وبالطبع انخفاض سعر السيارات المستعملة. 

وأيضا أتوقع حدوث تطور طفيف فى منظومة الانتاج وصناعة السيارات المحلية وخاصة السيارات الكهربائية خلال الخمس سنوات المقبلة مع انخفاض بسيط فى أسعار قطع الغيار .

◄ جمال طنة: الاستثمارات أثرت على سوق السيارات بشكل مباشر

ويرى جمال طنة، مدير تسويق شركة سوق السيارات، أن استثمارت رأس الحكمة أثرت على السوق المصرى بصورة واضحة، والظاهرة التى لمست سوق السيارات بشكل مباشر هو هبوط الأوفربرايس على جميع السيارات لدى الموزعين والتجار، ولكن لم يتم تخفيضها لدى التوكيلات وذلك لحين ثبات الدولار، والتأثير الملحوظ أيضا فى القطاع هو انخفاض سعر السيارات المستعملة.

ويضيف جمال طنة: خلال الفترة القادمة وعند ثبات الدولار سوف يقوم جميع الوكلاء بخفض السعر الرسمى تماشيا مع المستجدات التى تحدث بالاقتصاد عامة، ولكن نحن الأن فى حالة ركود نتيجة انتظار الكثير من العملاء لحين هبوط أسعار السيارات لدى الوكلاء وفى السوق عامة ولحين استقرار سعر العملة.

◄  أسامة محمود: استثمارات رأس الحكمة تحرك السوق من الركود

يقول الدكتور أسامة محمود، خبير السيارات واستشارى ادارة الأعمال والتسويق الدولى، إنه فى ظل التضخم العالمى والآثار المترتبة عليه والتحديات التى تواجه الدول النامية وخصوصا التى تمر بمراحل نمو وتطور فى تاريخها المعاصر وتحديث شامل للبنية التحتية لها، تشهد مصر مجموعة من المراحل المختلفة لمواجهة الأزمات والتحديات فى مختلف المجالات عموما وفى الوضع الاقتصادى على وجه الخصوص والذى تعد صناعة وتجارة السيارات جزءا أساسيا منه.

ويضيف: أثرت رأس الحكمة بشكل إيجابى إلى حد كبير فى دخول استثمارات كبيرة وضخ ميزانيات ضخمة إلى مصر، والتى سوف تسهم فى انعاش السوق والحد من الزيادة التى كانت غير قابلة للتوقع أو التوقف، والتى بالطبع سوف تحرك السوق من الركود إلى الحركة الرشيدة، والشركات الأكثر قدرة على المرونة السعرية واستغلال هذة الفرصة ستحقق مبيعات جيدة إذا توافرت لديها الرغبة والقدرة للقيام بذلك، وسوف ينعكس ذلك على السوق ككل بما فى ذلك سوق السيارات المستعملة أيضا، كما يحسن أوضاع التسعير التى أصبحت مبالغ فيها للغاية.

◄ إبراهيم مصطفى: تحرير سعر الصرف أفضل قرار اقتصادى خلال عامين

يرى المهندس إبراهيم مصطفى، نائب رئيس مجلس إدارة شركة سي بورت للتجارة والهندسة، أن تأثير ضخ الـ ٣٥ مليار دولار ينعكس على جميع الأنشطة الاقتصادية وتحديدا على قطاع من أهم القطاعات الاقتصادية المصرية وهو سوق السيارات وما يتبعه من أنشطة تخدم هذا المجال عن طريق توفير قطع غيار وغيرها.

ويتابع: بلا شك سوف يكون هناك تحركا كبيرا وانتعاشا بالسوق وانهاء ظاهرة الأوفر برايس، وبالطبع التأثير الايجابى سوف يظهر على سوق السيارات المستعملة والانخفاض سيكون بشكل مقبول وملحوظ. 

أما عن تأثير تحرير سعر الصرف على سوق السيارات، فهو أفضل قرار اقتصادى خلال العامين الماضيين للقضاء على السوق الموزاية والذى كان سببا مباشرا فى الارتفاع الجنونى للأسعار مع نقص الامدادات فى السيارات المستوردة والمصنعة محليا.

◄ حسين مصطفى: توفير العملة الحرة وفتح الاعتمادات المستندية

ويشير اللواء حسين مصطفى، خبير السيارات، إلى أن ضخ استثمارات بـ 35 مليار دولار من خلال مشروع تطوير رأس الحكمة، حل الكثير من مشاكل الاقتصاد المصرى، وبالأخص فى قطاع السيارات ومن أبرزها عدم توافر السيارات للعرض مقابل الطلب وذلك لعدم توافر العملة الصعبة لاستيراد السيارات الكاملة ومكونات السيارات اللازمة للانتاج فى المصانع المحلية، وبلاشك توافر العملة الحرة يتبعه فتح الاعتمادات المستندية، وتحويل المطلوب للاستيراد سواء للسيارات الكاملة ومكوناتها والذى توقف منذ شهر فبرايرعام 2022.

ويضيف: عندما تم الاعلان عن مشروع رأس الحكمة هبط سعر الدولار والذهب بالأسواق المصرية مما أدى إلى انخفاض أسعار السيارات، وبالفعل رأينا أن الأوفربرايس قد أنخفض فى العديد من الطرازات ففى السيارات الاقتصادية وصل التخفيض فيها إلى 150 ألف جنيها، وفى الطرازات الفارهة أنخفض الأوفربرايس إلى نصف مليون جنيها، وذلك نتيجة هبوط سعر الدولار بالسوق الموازية.

ويشير اللواء حسين مصطفى ‘لي أننا في انتظار انخفاض أسعار السيارات بالتوكيلات، ولكن هذا سيتم مع توافر العملة الحرة وفتحها لاستيراد السيارات الكاملة، ففى هذه الحالة ستهبط أسعار السيارات عند الوكلاء.

ويرى حسين مصطفى أننا سنصل للسعر العادل للدولار الفترة المقبلة، وسوف نجد سعرا استرشاديا بالبنوك سيتم التعامل به، ومن ثم يقل الفارق بين السعر الرسمى والموازى، والجانب الايجابى هنا هو بدء الاستيراد بعد تخصيص عملات حرة للشركات المستوردة والوكلاء والتى بالطبع سوف تؤدى لانخفاض أسعار السيارات بنسبة 20% علاوة على اختفاء ظاهرة الأوفربرايس خلال الفترة القادمة. 

◄ خالد سعد: ثمار إيجابية.. وتحسن السوق تدريجيا

ويرى خالد سعد الأمين العام لرابطة مصنعي السيارات، أن مشروع تطوير رأس الحكمة سوف يأتى بثمار إيجابية على الاقتصاد المصرى، وتوافر الدولار فى البنك المركزى والبنوك المصرية بعد ضخ الـ 35 مليار دولار ما يعطى فرصة لضخ المبالغ المطلوبة للمصنعين، وأيضا عدم الضغط على السوق الموازى للعملة الصعبة، وبالتأكيد سوف يؤثر بالإيجاب على أسعار السيارات من تاريخ ثبات سعر العملة وهو تقريبا 4 شهور.

ويوضح أنه فى الوقت الحالى بدأ الأوفربرايس فى قطاع السيارات ينخفض تدريجيا، ولكن لم تنخفض الأسعار المعلنة لدى التوكيلات، وبالتالى أسعار المستعمل انخفضت بصورة ملحوظة، كل ذلك يعد مؤشرا إيجابيا لتحسن السوق تدريجيا خلال الفترة القادمة. ويضيف خالد سعد، أنه يجب علينا فى قطاع السيارات القضاء على السوق الموازى لسعر العملة لكى يستطيع الجميع التسعير العادل، وأيضا زيادة حجم الإنتاج.