أوراق شخصية

أجرأ صحفية أمريكية

د. آمال عثمان
د. آمال عثمان

تساءل الكاتب الصحفى «ديفيد بى روبرتس» الخبير فى شئون الشرق الأوسط بصحيفة الإندبندنت البريطانية، عن إمكانية اتساع بؤرة الصراع الحالى بين إسرائيل وإيران، وتدخل قوى إقليمية وجهات دولية، وتحول الصراع إلى حرب عالمية ثالثة، حيث تتصاعد المخاوف بشكل كبير فيما يتعلق بالسيناريوهات التى تستهدف فيها إسرائيل البرنامج النووى الإيراني. 

لقد أعادتنى تلك الأحداث التى تضع المنطقة فوق صفيح ساخن، لما تنبأت به «هيلين توماس» أجرأ صحفية فى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، حينما قالت: «إننى أرى بوادر حرب عالمية ثالثة، طبخت فى مطبخ تل أبيب، ووكالة الاستخبارات الأمريكية»، وهاهى تتحقق توقعات الصحفية المخضرمة عميدة مراسلى البيت الأبيض، وأول امرأة تتولى منصب رئيس نادى الصحافة الأمريكي، والتى عاصرت أهم رؤساء أمريكا، منذ عهد «أيزنهاور» إلى العام الثانى من ولاية «باراك أوباما»، ورافقتهم وغطت أنشطتهم، وكانت تجبر كل الرؤساء على أخذ الحيطة والحذر، تحسب لأسئلتها القوية والمباشرة.

رافقت نيكسون فى أول رحلة تاريخية للصين عام 1971، لكنها رفضت أن ترافق جورج بوش الابن، الذى كانت تعتبره أسوأ رؤساء أمريكا على الإطلاق، لأنه أدخل العالم فى مرحلة من الحروب المستديمة، وأعلنت رفضها لعبارته الشهيرة: إنه يحارب فى العراق من أجل الله والصليب، وقالت: «بل إنها حرب الشيطان وليست حرب الله»، إلا أن تصريحاً واحداً معادياً لإسرائيل كان كافياً لإلغاء 60 عاماً أمضتها فى خدمة وطنها، وتعرضت لحملة صهيونية شعواء، وصلت إلى إلغاء جائزة التعدد الثقافى التى تمنحها جامعة «وين ستايت» فى ديترويت، الجامعة التى تخرجت فيها وظلت الجائزة طيلة 25 عاماً تحمل اسمها.
لم يشفع للصحفية هيلين توماس كونها عميدة الصحفيين فى البيت الأبيض، أنها غير عربية وليست مسلمة، ولكنها كانت تتوقع ما حدث بسبب سيطرة أرباب الدعاية المناهضة للعرب على البيت الأبيض، وول ستريت، وهوليوود، ، وإسكاتهم للسياسيين بالمال، ومع ذلك لم يكسروا قلمها وظلت تتمسك بمواقفها حتى رحلت عن عمر 95 عاماً.

تصدرت هيلين لائحة الأشخاص «الأكثر إساءة» إلى اليهود، يليها المخرج أوليفر ستون، ثم رئيس الوزراء الماليزى السابق مهاتير محمد، ومن أخطر ما ذكرته فى مقالاتها: «إن تل أبيب وواشنطن خلقت أسطورة التنظيمات الإرهابية فى المنطقة، لتشعل المنطقة والعالم.