غيب الموت «عمدة الدراما» الفنان صلاح السعدني، عن عمر ناهز 81 عاما.
وتمكن من أن يقنع الجمهور بالشخصيات التي قدمها عبر الشاشة، حيث كان يعتمد على التحكم في تعبيرات وجهه وصرخاته، ما جعل الجمهور يحفظ لزماته، ويستمتع بحركاته العفوية.
اقرأ أيضا: موعد ومكان جنازة صلاح السعدني
وحين التحق صلاح السعدني بكلية الزراعة لم يكن يحلم أبدا بأن يصبح مهندسا أو مدرسا أو حتى فلاحا بل كان حلمه أن يظهر طاقاته الفنية على خشبة المسرح وعلى شاشة السينما فقد ظل سنوات يتنقل من دور إلى دور ومن عمل إلى عمل بمعهد التربة يبذر البذور التي أورقت وجعلت له مكانة خاصة .
أقنعه عادل إمام صديق طفولته وزميله بكلية الزراعة بالتقدم لاختبارات التمثيل وسقطا الاثنين في اختبار مسرح الجيب والإذاعة وطلب صلاح منه أن يتقدما لاختبار التلفزيون ونجحا معا .
كانت بدايته من خلال المسلسل الإذاعي الشهير الولد الشقي تأليف محمود السعدني وبطولة سعيد صالح وصفاء أبو السعود . وفي المسرح " الملوك يدخلون القرية " و"الجبل الطالع " و"زهرة الصبار" و معروف الاسكافي" و"لوكاندة الفردوس" وفي التلفزيون فإم بمسلسلات "الضحية " و"الرحيل" و"النصيب" وفي السينما "أغنية على الممر" وحقق شهرة كبيرة في ليالي الحلمية مع النجم يحيى الفخراني.
وقال صلاح السعدني: "المدهش أنه لا أنا ولا يحيى الفخراني كنا مرشحين للدور بل كنا بدلاء لمحمود ياسين وسعيد صالح".
خفة الظل التي يمتلكها صلاح السعدني حققت له شهرة كبيرة خاصة عندما كان يقلد شقيقه محمود السعدني زكريا الحجاوي وعبد الرحمن الخميسي وكلاهما صديق لاصق بأخيه.
صلاح السعدني اعتاد أن يسير في مكان التصوير بين زملائه وخلفه زميل له يحمل كاميرا الفيديو يصور كل تحركاته أمام الماكيير .. في غرفة الملابس .. في حوار مع زميل أو زميلة العمل .. في لقائه مع المخرج .. مع كل العاملين الفنيين والفنانين يسجل على شريط فيديو كل عمل سينمائي يشترك فيه . وكانت الابتسامة لا تختفي منه وإن كانت عيناه تحمل هموم الدنيا.
وذات مرة قالوا لصلاح السعدني لم تكن نجما بالوسامة أو بالذكاء الاجتماعي ليقول السعدني أنا أول شاب وسيم في السينما ويضيف بأمانة لم يكن في ذهني حين بدأت العمل الفني نموذج حسين صدقي .. الوسيم كي أكون نجما مثله إنما أحببت دائما ذكي رستم وحسين رياض واستهواني محمود مرسي أعشق هذا النوع من الممثلين وأؤمن أن الفن هو شغلانة العمر. ويقول السعدني حدث لي في البداية انتشار شديد ودوي هائل لكنه أبدا لم يشغلني.
ومن المقرر تشييع جنازة الفنان الكبير صلاح السعدني، عصر اليوم، من مسجد الشرطة بالشيخ زايد والدفن بمقابر العائلة بطريق الواحات 6 أكتوبر.
وكان آخر أعمال الفنان صلاح السعدني مسلسل "القاصرات"، إنتاج 2013، دارت أحداثه حول زواج القاصرات الذي يعد من أكثر العادات الخاطئة التي مازالت تحدث في الصعيد.
