مصر ضيف الشرف.. تفاصيل الدورة الـ33 لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب

 الدكتور علي بن تميم
الدكتور علي بن تميم

كشف مركز أبوظبي للغة العربية، عن تفاصيل فعّاليات الدورة الثالثة والثلاثين لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، التي تنطلق خلال الفترة من 29 أبريل الجاري إلى 5 مايو المقبل، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض "أدنيك" تحت شعار "هُنا.. تُسرد قصص العالم" وتحل عليها مصر كضيف شرف والأديب الكبير الراحل نجيب محفوظ شخصية المعرض المحورية . 

يستقبل المعرض هذا العام 1350 ناشراً من 90 دولة، منهم 140 داراً تشارك للمرّة الأولى، كما وسيقدّم أكثر من 375 عارضاً محلياً موزعين بين ناشرين وموزعين وجهات حكومية أحدث إصداراتهم، ويقد يقدّم المعرضما يزيد عن 2000 فعّالية تشمل مختلف الحقول الثقافية والمعرفية، لكافة الأعمار. 

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد في متحف اللوفر أبوظبي، صباح اليوم ، بحضور كلّ من الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، و د. أحمد بهيّ الدين، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، وسعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية ومدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وعدد من الشخصيات الثقافية والفكرية، وحشد من الإعلاميين والصحافيين المحليين والدوليين. 

قال الدكتور علي بن تميم: " نجح المعرض في إرساء تقاليد حذت حذوها معارضُ الكتاب في العالم العربي، سواء بما يتعلّق بتنظيمه النوعي لبرامج ضيف الشرف والتي نعتزّ هذا العام بأن تكون جمهورية مصر العربية الشقيقة ضيفتنا، إلى جانب اختياره للشخصيات المحورية، وتنظيمه لبرنامج ثقافي ومعرفي متكامل يتخلله المناظرات الفكري، والبرامج المهنية، وبرامج البودكاست عالمية الحضور وغيرها؛ ليتسع مفهوم معرض الكتاب وينفتح على آفاق الثقافة والفكر والتلاقي الحضاري، كما نجح المعرض في تحقيق التوازن المنضبط في محتواه وشكله وخطابه وأهدافه وتقديمه لمنتج ثقافي يصل الماضي بالحاضر، ويخاطب المستقبل محققاً مفهوم استدامة المعرفة والثقافة والصناعات المتعلقة بهم". 

وقال  سعيد حمدان الطنيج : "أصبح معرض أبوظبي الدولي للكتاب موعداً ثقافياً، وإبداعياً، ينتظره جميع أفراد المجتمع، وملتقى للمبدعين من مختلف أنحاء العالم الذين يحرصون على الاستفادة من هذا الحدث لتقديم إبداعاتهم، وخلاصة تجاربهم، ورؤاهم لإثراء الواقع الثقافي بالكثير من المضامين المهمّة، وها نحن نستعد في دورة هذا العام لاستضافة 1350 ناشراً من 90 دولة عربية وأجنبية، منهم 145 ناشراً يشاركون للمرّة الأولى". 

وتابع المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية ومدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب: "سيقدّم المعرض هذا العام برنامجاً ثقافياً متنوّعاً يشتمل على الجلسات، والندوات، والحوارات الثقافية والمعرفية التي يشارك فيها نخبة من الأدباء، والمفكّرين، والمبدعين في مختلف الحقول. كما تشارك مصر بجدول حافل بالفعّاليات التي تعكس مكانتها الثقافية والمعرفية، إلى جانب الأنشطة والبرامج الخاصة بالشخصية المحورية، فضلاً عن العروض التي ستقدّمها الدول المشاركة من مختلف قارّات العالم عبر الأجنحة الخاصة بها، حيث سيغطي الحدث أهم المضامين التي سيقدّمها للجمهور ضمن البرامج الثقافية، والمهنية، والفنون الإبداعية، وبرامج الأطفال والناشئة، وبرامج العارضين والشركاء، وغيرها من الأحداث التي اختيرت بعناية لترتقي بذائقة ومعارف جميع أفراد المجتمع". 

وينطلق المعرض بمشاركة 12 دولة لأول مرة في الحدث خلال دورة هذا العام وهي: ( اليونان-سريلانكا- ماليزيا-باكستان – قبرص- الموزمبيق-  كازاخستان - أوزبكستان - طاجيكستان - تركمانستان- قيرغيزستان-البرازيل) ليقدّم للجمهور سلسلة متنوعة من الفعّاليات والأنشطة الثقافية، كما وسيتم خلال الحدث تطبيق نظام الدفع الرقمي بشكل متكامل لأول مرة، كما ستشارك الصين بشكل نوعيّ هذا العام بتسعة أجنحة لتكون الأكبر في أيّ معرض للكتاب في العالم، حيث سيضمّ الصيني الرسمي المشارك 70 ضيفا يمثلون 80 دار نشر صينية حضوريا وتوكيلاً، كما سيقدّم الجناح 15 فعالية ثقافية، ومهنية، وفنية تشارك بها الصين في معرض هذا العام، فيما ستشارك الهند بـ23 دار نشر، إلى جانب برنامج ثقافي متنوّع، وبرامج أطباق وثقافات. 

ضيف الشرف 

ويستضيف المعرض هذا العام جمهورية مصر العربية ضيف شرف لتشارك الجمهور ببرنامج ثقافيّ حافل ومتنوّع يعكس تاريخها الفكري والمعرفي والحضاري، حيث تأتي هذه الاستضافة تأكيدًا على عمق هذه العلاقات بين كلا البلدين الشقيقين، وحرص المركز على تعزيز التعاون الثقافي والفكري، إذ أن جمهورية مصر العربية تشكّل منارةً للعلم والمعرفة والثقافة والفنون، وأثرت ثقافات ومعارف الجماهير بمضامين إبداعية في مختلف المجالات. 

الشخصية المحورية 

وكان الحدث قد اختار الروائي والأديب العربي العالمي نجيب محفوظ شخصية محورية لدورته نظراً لمكانته الكبيرة، وما حققه من منجزات لفتت الأنظار إلى الثقافة العربية وواقع الرواية فيها، حيث سيحتفي المعرض هذا العام بأول أديب عربي حائز على جائزة نوبل في الأدب، والذي استطاع أن يترك أثراً مهماً من الأعمال الأدبية أبرزها: الثلاثية، وأولاد حارتنا، التي منعت من النشر في مصر منذ صدورها وحتى وقتٍ قريب، إلى جانب استعراض الكثير من الأعمال والمنجزات التي صاغها الأديب وبقيت أثراً لا يمحى لإبداعاته. 

برنامج الشخصية المحورية 

ويخصص المعرض هذا العام برنامجاً متكاملاً للشخصية المحورية يمثّل مساحة متفرّدة للإبحار في عوالم هذه الشخصية الغنية المبدعة، وخفاياها، ونشأتها، والوقوف عند نتاجها، بالدراسة والتذوّق والتحليل، إضافة إلى القراءة المعمّقة والنقدية، ورصد تأثيرها في مختلف جوانب الثقافة والفنون الأخرى. ويوفّر ذلك فرصة نادرة للتماهي مع الشخصية والتعرّف على مكنوناتها، خصوصاً مع وجود الأدوات العصرية السمعية والبصرية، والندوات والجلسات النقدية، التي تشكّل لوحة ملهمة وشاملة عن حياة ونتاج "نجيب محفوظ". 

ويتوزّع البرنامج على كافة فعّاليات وأنشطة المعرض ليغطي أبرز جوانب حياة ومسيرة "نجيب محفوظ". ويخصّص لهذه الغاية جناحاً لعرض أهم إنجازاته وتاريخ حياته في تجربة غامرة مميزة تصحبنا في عوالم نجيب محفوظ، وتأثيره الأدبي والإنساني.  بالإضافة إلى الجلسات اليومية ضمن البرنامج الثقافي.

 ويسعى المعرض عبر برنامج الشخصية المحورية للإضاءة على الإسهامات الجلية للأديب والروائي نجيب محفوظ الذي تُعتبر مؤلّفاته بمثابة مرآة للحياة كان لها أثرها البالغ في تشكيل وعي جيل بأكمله من خلال منجزاتها، ومشاريعها، فضلاً عن دورها في تعزيز مكانة اللغة العربية، حيث ستتوزّع محاور البرنامج ضمن البرنامج الثقافي عبر العديد من الجلسات، التي تستضيف كوكبة من الأدباء والمفكرين والفنانين من مختلف أنحاء العالم العربي ومن أبرز هذه الجلسات: جلسة بعنوان "نجيب محفوظ ..

مرآة التاريخ والمجتمع" تناقش أعماله من منظور علمي الاجتماع والتاريخ؛ وجلسة "البدايات والخواتيم"، التي تضيء على أعمال نجيب محفوظ الأولى وأعماله الأخيرة؛ وجلسة "شلّة الحرافيش"، التي تستضيف شخصيات كانت مقرّبة من نجيب محفوظ وتتناول ذكرياتهم معه؛ وجلسة "نجيب محفوظ والنقد"، التي تطرح علاقته بهذا الفن وأهم الاتجاهات والتيارات التي تناولت أدب نجيب محفوظ. 

كما يتضمن البرنامج الثقافي جلسات نوعية مثل: "نجيب محفوظ، ويبقى الأثر"، "نجيب محفوظ في عيون العالم"،  "أحفاد نجيب محفوظ" وجلسة "عوالم نجيب محفوظ"، في حين تطلق جلسة "روايات نجيب محفوظ بشكل جديد" الروايات المصوّرة للراحل، والتي تصدر لأول مرة من معرض أبوظبي الدولي للكتاب وغيرها من الجلسات القيّمة.  

جناح الشخصية المحورية 

ويقدم المعرض لزواره تجربة غامرة واستثنائية للتعرّف على الشخصية المحورية لهذا العام من خلال جناح متميز سيأخذ الجمهور في رحلة استثنائية صوب أعمال محفوظ التاريخية، وحياته، وأسرارها والكثير، ضمن تصميم مستوحى من روح الحارة المصرية التي اهتم الأديب الراحل بتجسيدها في أعماله الخالدة. 

كتاب العالم 

وفي خطوة جديدة ونوعية في تاريخه يستحدث المعرض هذا العام محور "كتاب العالم" الذي يتناول واحداً من الكتب التي أثرت في مسيرة الأدب والثقافة حول العالم، وتناقل تأثيره الثقافات المختلفة وعلى مر التاريخ، فكتاب العالم هذا العام هو "كليلة ودمنة" لعبد الله بن المقفع، والذي امتد تأثيره عبر التاريخ، وعبر الثقافات. 

ويسلّط البرنامج المخصص لكتاب العالم الضوء على النوع الأدبي الذي يندرج تحته الكتاب وهو "الحكاية الخرافية" بصحبة مجموعة من الخبراء والمتخصصين، كما سيتزامن ذلك مع المعرض الفني الذي ينظمه متحف اللوفر – أبوظبي حول الكتاب بالتعاون مع مركز أبوظبي للغة العربية، والحلقة النقاشية التي تتطرّق إلى " أدب الخرافة بين الشرق والغرب" وغيرها من الأحداث المصاحبة. 

برنامج ثقافي حافل ومتنوّع 

ويقدّم المعرض هذا العام لزوّاره برنامجاً ثقافياً حافلاً ومتنوّعاً، يشارك فيه نخبة من المفكرين، والخبراء، والمتخصصين، حيث سيعقد الحدث وللعام الثالث على التوالي سلسلة من "المناظرات التي تقام على غرار طريقة أكسفورد المعروفة عالمياً، والتي ستكون الأولى عربياً في هذا السياق.