رسائل الصحة والسعادة لكل أسرة

صورة موضوعية
صورة موضوعية

صحة الأم والطفل أمر مهم، فالأم الركيزة الأساسية فى الأسرة، وتحتاج للعناية والاهتمام بصحتها النفسية والجسدية لتستطيع القيام بدورها بكل فاعلية، ومن ناحية أخرى، فإن الأطفال هم الأمل والفرحة فى الحياة، لذا يجب توفير بيئة صحية تسهم فى نموهم السليم وتطويرهم بشكل جيد.

في هذا التقرير نستعرض أهم الرسائل الذهبية التى تسمح بتكوين أسرة صغيرة لديها جميع المقومات الإيجابية التى تسمح بالحفاظ على نمط حياة صحى ومتوازن.

 المباعدة بين الولادات أفضل للأم وطفلها

هل تعلمين أن المباعدة بين الولادات تعنى أن تكون هناك فترة لا تقل عن 3 - 5 سنوات بين الحمل والآخر، وإلا سوف تتأثر صحتك بكثير من المشاكل، وأبرزها الإصابة بسوء التغذية حيث إن الحمل والرضاعة بدون المباعدة المناسبة على الأقل سنتين يؤديان إلى فقدان الأم مخزونها من حمض الفوليك، مما قد يؤدى إلى حدوث عيوب فى الجهاز العصبى للمولود، كما يمكن أن يؤدى نقص الحديد إلى الإصابة بأنيميا مزمنة، فضلا عن أن المباعدة أقل من 12 شهرا فقط تزيد فرص الإصابة بالسمنة ضعفين مقارنة بمباعدة 24 إلى 36 شهرا، كما أنه يمكن أن تصيبك ظاهرة الاكتئاب بعد الولادة ومع ارتفاع نسبة دخول المولود للعناية المركزة.

◄ مخاطر الحمل قبل سن الـ18

تعد أخطر فترة للحمل هى التى تتم قبل عمر الـ18 عاما، حيث تتسبب فى زيادة نسب الإصابة بنقص الفيتامينات كالفوليك أسيد وفيتامين د والحديد، وارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، واحتمالية زيادة الإصابة بتسمم الحمل، وكذلك الولادة المبكرة وزيادة نسبة ناقصى النمو وازدياد الاحتياج إلى رعاية مكثفة وتنفس صناعى، وزيادة نسبة الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيا وزيادة فرصة إصابة الجنين عند حدوثها مع زيادة فرصة الإصابة بالاكتئاب أثناء الحمل وما بعد الولادة.

ويجب العلم بأن السن الأنسب للحمل والولادة يكون من عمر 20 -24 عاما، فهى أعلى فترة خصوبة عند السيدة، ويكون هناك احتمال أقل للإصابة بسكر الحمل والإجهاض كما أنها تقلل فرص إصابة المولود بالعيوب الخلقية.

◄ تجنبي صناعة «الطفل المهمل»

ولادة طفل جديد فى خلال 24 شهرا من ولادة طفل سابق تعرف بـ«ظاهرة الطفل المهمل»، وذلك لما يتعرض له الطفل الأول لكثير من الإهمال وأهمها سوء المعاملة خاصة من الأم لانشغالها بالمولود الجديد، وقد يصل الأمر إلى معاناة هذا الطفل من الاضطراب السلوكى ومشاكل فى النمو مما يؤدى إلى تدنى مهاراته الذهنية والتعليمية، فضلا عن الإصابة بالضعف فى الكلام أو النطق فى بعض الأحيان ومشاكل فى الذاكرة قصيرة المدى، وأيضا ضعف عام فى المهارات الذهنية الخاصة بالقراءة والكتابة، ولاحقا قد يؤدى إلى فشله فى التعليم والتسرب منه. 

وبالنسبة للرضيع نفسه تزداد احتمالية إصابته بالعيوب الخلقية والأمراض العقلية كالفصام، فضلا عن سوء التغذية والإصابة بالأنيميا، وأيضا عدم اكتمال نمو وتطور المخ وإدراكه.

◄ الدليل الديني للتوعية الأسرية

الأسرة تُعتبر أعظم تدريب على حمل المسئولية، وهذا ما أشار إليه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: «كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته». فالأب والأم هما راعيان ومسئولان عن أسرتهما، والزوجة راعية بيت زوجها وأولادها، والزوج راعٍ لزوجته وأولاده، والمرأة راعية بيت أهلها.. وتحقيق الأهداف الأسرية يتطلب التعامل مع المشاكل والعقبات بالصبر والحكمة، وتحقيقها بتعاون الطرفين وإيمانهما بحجم المسئولية الملقاة على عاتقهما وقيمتها، وحمل المسئولية الأسرية يتطلب إعداد أفراد الأسرة إعدادًا كاملاً، وهذا يعنى الإعداد الروحى والنفسى والاجتماعى والاقتصادى والعلمى.

وتُعَدُّ الأسرة أهم مؤسسة فى بناء المجتمع، إذا كانت الأسرة سليمة فإنها تحقق الصلح للمجتمع والعكس بالعكس. لذلك، كانت جميع الرسالات السماوية تضع الأسرة فى بؤرة اهتمامها، فالدين حرص على أن تكون الأسرة سعيدة، هانئة، هادئة، ومستقرة، ففى القرآن الكريم: «وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِى عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ»، لذا يجب العلم بأن للمرأة حقوقًا تتمتع بها، ويجب على الرجل أن يلتزم بهذه الحقوق، وعليها واجبات تجاه الرجل يجب عليها أن تؤديها، وكذلك الرجل سواء بسواء، ولكلٍ منهما حقوق مشتركة.
 

◄ حياة أفضل لأسرتك الصغيرة

للأسرة الصغيرة فوائد عديدة أهمها انعدام التشاحن والعنف والاضطرابات النفسية بين الأولاد، وإعطاء الأسرة فرصة لتمتلك وسيلة مواصلات ضرورية لها والسيارة أفضل مثال لذلك، القدرة على الموازنة بين العمل والرعاية المطلوبة للأسرة والأولاد خاصة للمرأة، زيادة الترابط الأسرى وأقل ضغطا على المصروفات الخاصة بالتعليم والرعاية، بالإضافة للانخراط فى سوق العمل بمؤهلات تنافسية وسن مناسبة تنعدم فيها عمالة الأطفال، مع إمكانية التفوق الدراسى بمجهود أقل وزيادة استقلالية الطفل واحترام الذات وزيادة فرص الإبداع، فضلا عن انخفاض فرص انتقال الأمراض المعدية بين أفراد الأسرة، وأن تكون الأسرة الصغيرة أقل عرضة للطلاق والانفصال بسبب قلة الضغوطات عليها.

◄ الطريق إلى جودة الحياة

أسلوب الحياة الصحى عبارة عن نظام حياة متوازن ومتكامل يشتمل على مزيج من الأنشطة البدنية والعقلية والعاطفية والروحية التى تساهم فى أن يحيا الفرد برفاهية وأفضل جودة حياتية ممكنة، ويشمل التغذية الصحية التى تمد الجسم باحتياجاته الغذائية الأساسية التى تشمل الخضراوات والفواكه والحبوب والنشويات والبروتينات والألبان ومنتجاتها، ولا يجـب الإكثار من تناول الدهون المشبعة فى المصادر الحيوانية كاللحوم الحمراء وجلد الطيور والجبن عالية الدسم، والزيوت المهدرجة فى السمن الصناعى والأطعمة المصنعة والمقلية التى تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.

كما يجب تقليل تناول الحلويات وتقليل كمية السكر المضاف فى المشروبات الغازية والعصائر، لأن ذلك قد يزيد من خطر الإصابة بالسمنة، والعديد من الأمراض غير المعدية مثل السكرى من النوع الثانى والكبد الدهنى وأمراض القلب والسكتة الدماغية والوفاة المبكرة، مع الحرص على تناول وجبة الإفطار بانتظام لأنها تلعب دورًا هامًا فى تعزيز التركيز وتحسين الأداء الدراسى.

◄ التمكين الاقتصادي على «المنصة»

يعنى مفهوم التمكين الاقتصادى للمرأة دمجهن فى سوق العمل من خلال تعزيز قدراتهن على المشاركة فى عمليات التنمية الاقتصادية والمساهمة فيها والاستفادة منها، ويتطلب ذلك توفير الوصول إلى الموارد والفرص الاقتصادية، مثل الوظائف والخدمات المالية والممتلكات والأصول الإنتاجية الأخرى، وتطوير المهارات وزيادة المعرفة بالسوق، بالإضافة إلى تعزيز قدراتهن لإدارة هذه الموارد لتحقيق الأهداف والإنجازات، ويهدف التمكين الاقتصادى للمرأة إلى إعطائها القوة والاستقلالية الاقتصادية والاجتماعية والصحية والسياسية، مما يسهم فى التنمية المستدامة وتحقيق التوازن فى المجتمع.

ويقدم جهاز تنمية المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر للنساء مجموعة من الخدمات على المنصة الإلكترونية الخاصة بهن، حيث يجب أن تحظى المرأة بتمثيل كافٍ فى المهن والأعمال التجارية، لأنها تتجه عادةً نحو المشاريع متناهية الصغر أو الصغيرة أو المتوسطة، وتخضع لقيود أكبر فى الحصول على الائتمانات والقروض، مما يؤدى إلى عزوفها عن هذه المشاريع.

◄ لا للعنف ضد المرأة

العنف ضد المرأة يُعرف وفقًا لاتفاقية الأمم المتحدة للعنف ضد المرأة، عام 1993، بأنه «أى عنف قائم على النوع الاجتماعى ويترتب عنه أو يرجح أن يترتب عليه، أذى أو معاناة للمرأة سواء من الناحية الجسدية أو الجنسية أو النفسية، بما فى ذلك التهديد بأفعال من هذا القبيل أو القسر أو الحرمان التعسفى من الحرية، سواء حدث ذلك فى الحياة العامة أو الخاصة».. وتحث الأديان السماوية على حسن معاملة المرأة واحترامها والتعامل معها بإحسان، وتنص على أن اضطهاد الحياة بما يتعارض مع الحرية المكفولة للزوج والزوجة ليس من الأديان فى شيء، ويمثل العنف ضد المرأة أحد أشكال انتهاكات حقوق الإنسان.

ويجب العلم بأن العنف يؤثر سلبًا على صحة السيدة بصورة بدنية ونفسية وجنسية وإنجابية، حيث يمكن أن يؤدى إلى القتل أو الانتحار، وحدوث إصابات، والمعاناة من الاكتئاب والقلق واضطرابات النوم، فالسيدات اللاتى يتعرضن لعنف الزوج أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بمقدار الضعف، مع زيادة احتمال إجهاض، وولادة جنين ميت، والولادة المبكرة، وانخفاض وزن الأطفال عند الولادة.