أجرى الحوار :شريف داود
حققت مصر خلال السنوات الماضية إنجازات غير مسبوقة فى البنية التحتية لتكنولوجيا الطيران المدنى وإدارة المجال الجوي.. وأصبح ذلك ملموساً بالطبع لدينا نحن المتخصصين.. ومن هنا فلابد أن نستغل تلك البنية فى تقديم المزيد من الخدمات ومنها طائرات النقل الكهربائية العمودية فنحن نمتلك خبرة وإمكانيات تجميعها وصيانتها وبالطبع تشغيلها.. فهذه الطائرات أصبحت أمرا واقعاً ولم تعد ضربا من الخيال.. بهذه الكلمات بدأ خبير الطيران الدكتور مهندس هانى مصطفى رئيس تحالف الجامعات الكندية للثورة الصناعية الخامسة والأستاذ بجامعة كيبيك الكندية ورئيس مركز التقنيات بجامعة الجلالة حواره لـ الأخبار" .
■ بداية نود أن تخبرنا عن رأيكم فى إمكانيات وخدمات الطيران المدنى فى مصر؟
- فى الحقيقة شهد قطاع الطيران المدنى عدة إنجازات كانت نتاجاً لتوجيهات القيادة السياسية والدعم المستمر الذى قدمه الرئيس عبد الفتاح السيسى للقطاع خلال الفترة الماضية لاستكمال مسيرة البناء.. ووجدت المنظومة دعما ومساندة باعتبارها صرح السلامة الجوية للأجواء المصرية، وذلك من خلال استحداث الأنظمة الرادارية بأحدث التقنيات المقدمة عالميا بما وضع المجال الجوى المصرى فى مصاف الدول الرائدة فى هذا المجال، وبما استتبعه من تطوير لشبكة الأقمار الصناعية لتأمين نقل البيانات الرادارية والاتصالات الصوتية واتصالات المدى البعيد بالمواقع الرئيسية داخل القطر المصرى كما شهدت المنظومة الأمنية بقطاع الطيران المدنى تحديثا وتطويرا لإجراءاتها وأجهزتها والمتابعة المستمرة لمعايير الجودة والسلامة الأمنية، بما يواكب أحدث النظم الدولية، وهو ما ظهر جلياً خلال إشادة المنظمات الدولية.. بالإضافة إلى أنه قطاع متميز عالمياً و نموذجا يحتذى به فى تفعيل محاور التنمية المستدامة.
■ إذن.. فما هى الخدمات الجديدة التى يمكن تقديمها وما هى مجالات الاستثمار التى ترى إنه من الممكن طرحها بخلاف إدارة المطارات ؟
- يتطور عالم الطيران باستمرار، ومن أكثر التطورات إثارة فى السنوات الأخيرة هو ظهور طائرات الإقلاع والهبوط العمودى الكهربائية.. توفر هذه الطائرات العديد من المزايا مقارنة بالطائرات التقليدية.. وقد بدأت العديد من الدول فى استخدامها منذ سنوات فى عدة مجالات ونحن حالياً نملك نفس بل وأحدث تلك الإمكانيات لتشغيلها بل وتصنيع أغلب مكوناتها.
فتلك الطائرات لم تعد ضربا من الخيال ولا تحتاج إلى المدرج أو البنية التحتية التى تحتاجها الطائرة التقليدية بل يمكن إستخدام ملاعب الاستادات والنوادى والفنادق الكبرى كمحطات لها.. لذا فإننى أرى أنه مجال هام يجب أن يجذب اهتمام المستثمرين وخاصة المستثمرين السياحيين فى مصر فى الوقت الحالى حيث يمكن استخدامها للسياح من الشخصيات المشهورة للتنقل وعمل جولات بين المنتجعات والمدن والأماكن السياحية بدلاً من التنقل برا بصحبة مواكب أو عبر المطارات التقليدية والذى يستغرق وقتاً وأموالا أكثر.
■ هل الطائرات الكهربائية ذات استخدامات متعددة ؟
- بالطبع فإن أغراض استخدامها متعددة وأكثر من الطائرات التقليدية فمثلاً بخلاف التاكسى الجوى فإنها مناسبة أيضًا لتوصيل البضائع والطرود و كذلك الاستجابة لحالات الطوارئ فلها قدرة أن تصل بسرعة إلى المناطق التى يصعب الوصول إليها، مما يجعلها خيارًا قابلاً للتطبيق لخدمات الطوارئ الطبية أو الكوارث الطبيعية أو خدمات البحث والإنقاذ.. كما، توفر العديد من المزايا مقارنة بالطائرات التقليدية. فهى صديقة للبيئة، وفعالة، وفعالة من حيث التكلفة، ستلعب الطائرات العمودية الكهربائية دورًا متزايد الأهمية فى تشكيل مستقبل السفر الجوي.
■ كم يبلغ سعر تلك الطائرة ؟
- سعر الكثير منها يقل عن أسعار فيلات وشاليهات وشقق فاخرة.. فهو يبدأ من ٢٥٠ ألف دولار أى ما يعادل ٢٢ مليون جنيه مصري.
■ هل طرحتم أو تواصلتم مع مستثمرين أو مسئولين لتنفيذ تلك الفكرة أو الخدمة ؟
- نعم بالفعل تواصلت مع العديد منهم وسيتم البدء فى نشر تلك الفكرة فى المؤتمرات الفنية والسينمائية والاقتصادية.. وقمت بالتواصل مع منظمى معرض مصر الدولى للطيران المقرر إقامته خلال سبتمبر القادم وعرضت عليهم الفكرة فقوبلت بكل ترحاب واهتمام وسيتم تخصيص الجلسة الرئيسية من المعرض للتحدث ومناقشة تلك الفكرة.. خاصة أنه توجد بالفعل شركات مقامة يمكن أن تضيف تلك الخدمة كشركة طيران خدمات البترول وسويفت جيت. لذا فأرجو أن تصل تلك الفكرة للحكومة ووضعها ضمن خطط ومشروعات الدولة التنموية.
■ ما هو المشروع الذى تناقشتم فى إمكانية تنفيذه ويكون بداية انطلاق استخدام تلك الطائرات ؟
- بالفعل سأعطيك مثالاً لأحد الأفكار.. يوجد لفندق شهير عدة أفرع فى شرم الشيخ والغردقة والأقصر وأسوان والعلمين.. يستطيع هذا الفندق شراء أو استئجار طائرة لنقل رواده بين تلك المدن وفى الفندق عبر مهابط الهليكوبتر المرفقة به.. فهذا سيوفر على السائح التنقل كثيرا وإضاعة الوقت فى المطارات أو عبر الطرق البرية.. وكذلك نقل العاملين بشركات الخدمات البحرية والبترولية.
■ ما هى العقبات التى تراها لتنفيذ الفكرة ؟
- لا توجد عقبات سوى توفير التمويل الكافى فمصر مجهزة لإقلاع تلك الطائرات فى سمائها و التغلب على العقبات التنظيمية.
■ ما هى الشركات المنتجة لتلك الطائرات؟ وهل سيشاركون فى معرض مصر الدولى للطيران ؟
- نعم سأقوم بالتواصل مع عدد منهم وهذه الشركات، ابيتا تكنولوجيزب إذ توجهت طائرتها الكهربائية التى صُممت بجناحين ثابتين وقادرة على الإقلاع والهبوط عمودياً، من مقرها الرئيسى فى فيرمونت إلى قاعدة اإجلينب الجوية فى فلوريدا وبلغت مسافة الرحلة 2780 كيلومتراً (1730 ميلاً)، وتُعد أول منتج تسلمه الشركة إلى القوات الجوية الأمريكية التى ستجرى اختبارات قاسية على طائرات ابيتاب.. وشركة اجوبى أفييشنب ومقرها فى سانتا كروز، بكاليفورنيا، سلّمت أيضاً تاكسى طائراً كهربائياً بالكامل إلى قاعدة إدواردز الجوية فى سبتمبر الماضي. ويتسع كل تاكسى لطيار و4 ركاب.. كما أجرت اإيفييشن إيركرافتب ومقرها فى أرلينجتون، واشنطن، رحلة تجريبية لطائرة ركاب بـ9 مقاعد، أطلقت عليها اسم األيسب.. وقالت الشركة إنها تلقت نحو 300 طلبية لطائرات األيسب بإجمالى يتجاوز مليارى دولار، فى أواخر 2022.
■ أخيرا .. متى سنبدأ فى رؤية المزيد من الطائرات الكهربائية كبيرة الحجم فى السماء؟
- تتعرض صناعة الطيران لضغوط تهدف إلى الحد من انبعاثات الكربون، لكن من غير المتوقع أن تحلق الطائرات الأكبر حجماً من فئة 150-200 راكب والتى تعمل بالكامل على الطاقة الكهربائية، لمسافات قصيرة قبل فترة الثلاثينات أو الأربعينات من القرن الحالي.. ووفقاً لشركة رولز رويس البريطانية لصناعة المحركات الهوائية، ستقوم طائرات كهربائية هجينة برحلات تجارية تقل حوالى 100 شخص بحلول عام 2029.. ويتوقع بنك ايو بى إسب أن تصل قيمة سوق الطيران الكهربائى الهجين إلى 178 مليار دولار بحلول عام 2040، بينما تتوقع شركة سيمنس أن يصبح استخدام قوة الدفع الكهربائى االحل الموحدب لجميع فئات الطائرات بحلول عام 2050 .
اقرأ أيضا : رئيس المحطات المائية: إنتاج الكهرباء من السد العالي لم يتراجع ويساهم بـ7.2 % من الاستهلاك
