روجينا: مشهد دفن ابنة (نصرة) أرهقنى نفسيًا فى «سر إلهى»

روجينا
روجينا

تحدٍ جديد عاشته روجينا هذا العام من خلال شخصية «نصرة» فى «سر إلهى»، خاصة أنها تبحث دائمًا عن أعمال تناقش قضايا مستوحاة من الواقع، لتقترب من عقل ومشاعر وأحاسيس الجمهور، الذى ينتظر ظهورها الفنى مؤخرًا عامًا تلو الآخر، وقدمت هذا العام مغامرة جديدة مليئة بالأحداث والتفاصيل التى ارتبط بها الجمهور، فحملت على عاتقها نصرة المرأة فى الأعمال التى قدمتها مؤخرًا، واختارت أن تخوض تجربة 15حلقة كنوع من التجديد، والتى أتت بثمارها خاصة بعد ردود الفعل الإيجابية عن العمل، روجينا كشفت كثيرًا من كواليس المسلسل، وسر تعاونها مع المخرج رؤوف عبد العزيز خلال الفترة الأخيرة.

كيف وجدتى ردود الأفعال عن مسلسل «سر إلهى» ؟
جميع ردود الأفعال التى تلقيتها كانت إيجابية، وسعيدة بهذا الأمر لأن هذا كَلَّل المجهود الذى بُذل فى هذا العمل، من أجل إرضاء الجمهور، الذى يتعطش دائمًا لمشاهدة أعمال تعبر عنه، وتناقش قضاياه دون تزييف، وهو ما حاولنا كفريق عمل أن نقدمه للجمهور، ويعيش معنا لحظات من الصدق والتعبير عما يأمله، وهو ما حاولنا تحقيقه فى المسلسل الذى قام بتأليفه أمين جمال، حيث نسج خيوط القصة بحرفية شديدة، مُشوقة للجمهور، وذلك من خلال المرأة التى تعيش حياة ساكنة، وتحب عائلتها، وتتعرض للخيانة من أقرب الناس إليها حتى تتحول الشخصية تمامًا وتبحث عن الانتقام.

اقرأ أيضاً | هنادى مهنا| حققت حلمى بالعمل مع يحيى الفخرانى

شهدت شخصية «نصرة» عدة تحولات.. فهل مَثَّل ذلك صعوبة ؟
شخصية نصرة من أصعب الشخصيات التى قدمتها، لأنها مليئة بالتفاصيل والأحداث، كما تمر بعدة مراحل فى حياتها، وهذه المراحل أو التحولات بها جانب كبير من الانفعالات المختلفة، ولذلك أرى أن نصرة أرهقتنى نفسيًا، ففى كل مرحلة تمر بها لها انفعالاتها الخاصة وأحداثها، فهناك فارقٌ كبير بين شخصية نصرة قبل دخولها السجن وبعد خروجها منه، وهو ما شاهده الجمهور وكيف تحولت «نصرة» من زوجة تحاول أن تراعى عائلتها وأشقاءها حتى تتعرض للخيانة منهم، وتدخل السجن، وتتحول الشخصية على النقيض تمامًا بعد خروجها من السجن حيث سيطر الانتقام على عقلها.



ماذا عن مشهد الحلقة الأولى الذى جمع بينك وأحمد بدير حتى قتله ؟
يُعد هذه المشهد من أصعب المشاهد التى كانت تحتاج إلى تحضيرات خاصة، حيث كان أحمد بدير فى هذا المشهد متأثرًا للغاية ويبكى باستمرار، وعندما تحدثت معه، قال لى: الحوار عن جحود أبنائه ومعاناته لمسنى بشكل كبير، وكما أننى تأثرت كثيرًا بما كتبه أمين جمال تحديدًا فى هذا المشهد، والذى تسبب فى بكاء الجميع، خاصة أن نصرة كانت بالنسبة له تعويضًا عن ابنته الجاحدة، أما مشهد القتل فكان مُرهقًا أيضًا، وحاولت أن أكون صادقة فى تعبيراتى حتى يصل نفس الإحساس إلى الجمهور، ويصدق المشهد السابق.

وماذا عن مشهد دخول «نصرة» القبر بعد وفاة ابنتها ؟
هذا المشهد أيضًا من أصعب المشاهد فى العمل والذى تأثرت فيه نفسيًا، وحتى بعد انتهاء تصويره طلبت من المخرج رؤوف عبد العزيز الحصول على راحة لبضع الوقت حتى أتخلص من هذه المشاعر الصعبة للغاية والتى بكيت فيها بشدة، ولا أتمنى أن يتعرض لها أى شخص فى حياته لأن هذا المشهد قاسٍ للغاية وصعب، خاصة أننى أم فى الحقيقية أيضًا، كما أننى أكره الذهاب إلى المقابر ولا أستطيع تحملها، ولذلك كان هذا المشهد مؤلمًا بالنسبة لى وأرهقنى نفسيًا، ولكن كان علىَّ أن أقدمه بالشكل المطلوب فتركت مشاعرى تقودنى خلال تصوير المشهد.

هل قابلتِ «نصرة» فى الحقيقية أم كان السيناريو كافيًا للإمساك بخيوط الشخصية ؟
لم أقابل نصرة فى الحقيقية، ولكن أتصور أن فى كل بيت مصرى هناك «نصرة»، الزوجة التى تُراعى بيتها وأشقاءها وتحاول أن تسعدهم بشتى الطرق، وحتى إذا كان ذلك على حسابها، أتصور أن السبب الرئيسى فى نجاح الشخصية وردود الفعل الإيجابية عليها لأنها تعبر عن مئات ممن يشبهن «نصرة».

هل هناك أوجه تشابه بينك وشخصية «نصرة» ؟
«نصرة» تُشبهنى فى المرحلة الأولى من حياتها، فهى زوجة أصيلة وتحب عائلتها وتتحمل المسئولية، وتعطى بلا حدود.
 
قدمتى خلال السنوات الأخيرة شخصيات مركبة.. أى منهن الأصعب بالنسبة لكِ ؟
لا أستطيع أن أفضل شخصية عن أخرى، كل شخصية قدمتها لها ظروفها وأجواؤها المحيطة بها، والتى تفرض بعض التفاصيل على الشخصية، على سبيل المثال «نصرة» لها عالمها وحياتها المؤلمة التى مرت بها، وهى مختلفة تمامًا عن شخصية «ستهم» التى قدمتها العام الماضى، وهى شخصية تكشف مدى القهر والظلم الذى تتعرض له المرأة، وأيضًا هذا مختلف عن شخصيتى، فى مسلسل «انحراف» كل منهن عالمه الخاص ولا يمكن مقارنته أو تفضيل شخصية عن أخرى، ولكن يمكن أن يكون العامل المشترك بينهن أن حياتهن كانت أحزانًا وآلامًا وأوجاعًا مختلفة.

ما رأيك فى تقديم محمد ثروت شخصية الزوج بشكل بعيد عن الكوميديا ؟
محمد ثروت من الممثلين الذين لديهم القدرة على التنوع، ويمكن أن يقدم الكوميديا والتراجيديا، وفى شخصية «سعد» استطاع أن يقدمها ببراعة شديدة، وأنا فوجئت بأدائه فى العمل وأتصور أن لديه قدرات ومواهب فنية تحتاج اكتشافها فى أعمال أخرى.

ماذا عن التعاون الثالث بينك والمخرج رؤوف عبد العزيز ؟
تعاونى مع رؤوف عبد العزيز بدأ مع مسلسل «انحراف»، واستمر العمل معه فى «ستهم»، حيث جمعتنا حالة من الكيمياء والتفاهم، حتى وصلنا إلى «سر إلهى»، وهو ما يؤكد أن هناك تفاهمًا كبيرًا بيننا، وهو من المخرجين الذين يمتلكون قدرات فنية هائلة، ولديه القدرة على استفزاز ملكات الممثل من أجل تقديم أفضل ما لديه، كما أنه يُقدم هذا العام صورة مبهرة فى المسلسل، وهو يحرص على تنفيذ كل تفاصيل العمل بدقة متناهية حتى يخرج العمل بالشكل المُرضى له وللجمهور، وهو شخصية دؤوبة وتحب عملها حتى لو كان ذلك مرهقًا له، وكان يرغب فى هذا العمل فى تحقيق قدر كبير من الواقعية، وكنا نُصوِّر فى عددٍ من الأماكن الحقيقية، حيث تم تصوير عددٍ من المشاهد بمواقع تصوير خارجية، وبينها شوارع متفرقة بالقاهرة والإسماعيلية على سبيل المثال.

ابنتكِ مريم تشاركك للمرة الثانية على التوالى بعد تجربتها الأولى فى «ستهم» فكيف تُقيمين التجربة الثانية بالنسبة لها ؟
أراها تجربة جيدة بالنسبة لها، حيث يتطور أداؤها، وأتصور أن شخصيتها فى «سر إلهى» تعبر عن كثيرٍ من الفتيات اللاتى تسيطر عليهن السوشيال ميديا، ومن خلال هذه الشخصية تنفجر كثير من القضايا التى تعبر عن حياتهن، وأتمنى لها أن تحقق خلال الفترة المقبلة النجاح والتوفيق لأن لديها القدرة والموهبة لتحقيق ذلك.

كيف تقيمين تجربة تقديم مسلسل مكون من 15 حلقة ؟
- تجربة جديدة ومختلفة، ولابد أن يقدم الممثل كل الأشكال والأنواع، وهو أمر صحى للغاية، خاصة إذا كان العمل لا يتحمل أكثر من 15 حلقة أو العكس أنه يتحمل تقديم 30 حلقة، المهم أن يكون عملًا مميزًا بعيدًا عن التطويل والمَط، وأتصور أن تجربة 15 حلقة مثمرة وشَيِّقة أيضًا، وكل ما أتمناه تقديم عمل جيد الصُنع ينال إعجاب الجمهور.

ماذا عن أعمالك المقبلة ؟
- ليس هناك أى عمل جديد أقوم بتحضيره المرحلة المقبلة، وسأحصل على فترة من الراحة السلبية من أجل تجديد الدماء.