في ذكرى ميلاد مهندس الفقراء.. محطات في حياة شيخ المعماريين حسن فتحي

حسن فتحي
حسن فتحي

تحل اليوم ذكرى ميلاد معماري كبير تبنى فلسفة إقامة العمارة بخامات ملائمة للبيئة، المهندس المعماري الرائد حسن فتحي من مواليد الثالث والعشرين من مارس 1900 في مدينة الإسكندرية، لأسرة أرستقراطية.

وفي سن الثمانية انتقل إلى القاهرة؛ حيث سكن مع أسرته في منطقة حلوان، وكان يهوى الرسم، مما أهله لدخول مدرسة المهندسخانة بجامعة فؤاد الأول "جامعة القاهرة" لدراسة العمارة وحصل على دبلوم العمارة عام 1926.

اقرأ أيضاً | حكايات| أبناء قريته يعيشون معه 30 ليلة جميلة.. «ناجح» مسحراتي «ماشي بنور الله»

ثم عمل بعد تخرجه مهندسًا بالإدارة العامة للمدارس بالمجالس البلدية "المجلس المحلي حاليًا" وكانت أولى خطواته المعمارية عام 1928 بمشروع مدرسة طلخا الابتدائية كما قام بالتدريس بمدرسة الفنون الجميلة، وكلف بوضع تصميم لمشروع قرية القرنة في الأقصر عام 1946.



اشتهر بطرازه المعماري الفريد الذي استمد مصادره من العمارة الريفية فهو صاحب نظرية "عمارة الفقراء" التي تعتمد على استخدام المواد الطبيعية المتوافرة في البيئة في عملية البناء كما عمل حسن فتحي في العديد من اللجان في وزارة البحث العلمي المصرية والأمم المتحدة ومنظمة أغا خان.



بعد ذلك سافر حسن فتحي إلى اليونان في أواخر الخمسينيات وأنشأ معهدًا باسم «دوكسياريس» أو علم الاستيطان، وعمل بالشراكة مع مهندس معماري شهير في مشاريع عدة كان أهمها مشروع مدينة المستقبل ومشروع نظام البنى التعاوني القائم على نظرية تقول إن شخصًا واحدًا لا يمكن أن يبني بيتًا بمفرده، لكن عشرة أشخاص يستطيعون بناء عشرة بيوت بنى حسن فتحي بيوتًا بالطوب اللبن، وسقفها بقباب صبغها بجمال معماري بديع، فلم يصممها كمهندس يهتم بحساباته العلمية ومعاييره الهندسية في المتانة والتصميم فقط، لكنه طعّمها بروح فنان يرتبط ببيئته ويعشقها، ليضع لمساته الفنية على المباني لتتجاوب مع البيئة المحيطة، بتكلفة اقتصادية بسيطة، فالبناء عنده لم يكن مجرد جدران وسقف، بل كان حياة وحضارة، ‏وتراثًا كما شارك في العديد من المؤتمرات الدولية والعربية، ومنذ ذلك الحين أصبح شخصية عالمية ويتردد اسمه في أنحاء العالم أجمع، حيث كان أول معماري من العالم النامي يحصل على جائزة أغا خان للعمارة عام 1980 والميدالية الذهبية للاتحاد الدولي للمعماريين في باريس عام 1984، وجائزة المعيشة السلمية المعروفة بجائزة نوبل البديلة.



أما محليًا فقد حصل على جائزة الدولة التشجيعية عام 1959، والتقديرية للفنون عام 1969 وميدالية هيئة الآثار المصرية 1960 وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى 1968 توفي حسن فتحي عن عمر ناهز الـ89 عامًا بعد أن حصل على لقب أفضل معماري في القرن العشرين.