أحد علماء الأزهر رداً على الدكتورة سعاد نصر : ليس كل من يوحى إليه نبي

الشيخ عبد الله شلبي من علماء الأزهر والأوقاف
الشيخ عبد الله شلبي من علماء الأزهر والأوقاف

ما زالت تصريحات الدكتورة سعاد نصر استاذة الفقه المقارن بجامعة الأزهر التي قالت فيها: أن هناك أنبياء من النساء على حد تعبيرها تثير الجدل، وفي هذا الصدد رد الشيخ عبد الله شلبي أحد علماء الأزهر والأوقاف، على كلامها أن من قال أن السيدة  مريم عليه السلام نبية وإن آسية نبية وإن أم موسى نبية  فقد جانبه الصواب.

وقد أوضح الشيخ عبد الله شلبي، أن القاضي أبو بكر والقاضي أبو يعلى وأبو المعالي وغيرهم وما عليه الإجماع قالوا أنه ليس في النساء نبية ، لافتاً أن القرآن والسنة دلا على ذلك : كما في قوله : {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى} وقوله : {ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة}. 

اقرأ أيضا| شيخ الأزهر يحسم الجدل.. لا يوجد أنبياء من النساء 

وتابع : والايحاء الذي ورد في القران الكريم الى ام موسى ليس إحاء نبوه فد اوحى الله عز وجل الى النحل قال ربنا واوحى ربك الى النحل أن اتخذ من الجبال بيوتاً.

وأشار احد علماء الأزهر الي أن مريم -عليها السلام- امرأة صالحة من خير نساء العالمين، وهي صديقة وليست نبية؛  ومعلوم أن الاستثناء في قول الله تعالى وما ارسلنا من قبلك الا رجالا نوحي اليهم استثناء بعد النفي وذلك يدل على الحصر كما قال أهل اللغة، ومن هذا ما قاله الشوكاني -معلقًا على الآية-: وتدل الآية على أن الله لم يبعث نبيًّا من النساء ولا من الجن، وهذا يرد على من قال: إن في النساء أربع نبيات: حواء، وآسية، وأم موسى، ومريم، وقد كانت بعثة الأنبياء من الرجال أمرًا معروفًا عند العرب وقد وصف الله -عز وجل- مريم -عليها السلام- بالصديقة، ولم يصفها بالنبية، فقال سبحانه: مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ {المائدة:75}، ولو كانت نبية لجاء وصفها بذلك بعد وصف ابنها -عليه السلام- بأنه رسول؛ فمرتبة النبوة أعظم وأرفع من مرتبة الصديقية.

ولفت الشيخ شلبي الي أنه ولا يلزم من ذلك نبوتها، لأنه ليس كل من كلمه جبريل أو خاطبته الملائكة يعد نبيا، فقد كلمت الملائكة غير الأنبياء.

واستدل الشيخ شلبي علي كلامه بالحديث الذي رواه مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ رَجُلًا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى فَأَرْصَدَ اللَّهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ، قَالَ: هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا؟ قَالَ: لَا غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ.


واستطرد الشيخ شلبي كلامه قائلاً:  وكذلك إرسال الله الملك إلى كلٍ من الأعمى والأبرص والأقرع في الحديث المشهور، وهؤلاء ليسوا أنبياء قطعاً، والنبوة مختصة بالرجال على الراجح وهو ما ذهب إليه جمهور أهل العلم، لما ورد من الحصر في قول الله عز وجل: وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً {النحل:43}.

كما ورُد على هذا القول بأنه لا يُسَلَّم أن كل من خاطبته الملائكة فهو نبي، قال الشوكاني في قول الله عز وجل: وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالا: وتدل الآية على أن الله لم يبعث نبياً من النساء ولا من الجن، وهذا يرد على من قال: إن في النساء أربع نبيات: حواء وآسية وأم موسى ومريم، وقد كانت بعثة الأنبياء من الرجال أمراً معروفاً عند العرب