كتب: عطا أبو رية
يلجأ مجموعة من الناس في بعض المجتمعات إلى "العلاج الروحاني" اعتقادا منهم في قدرة من يسمّون أنفسهم بـ"المعالجين الروحانيين" على حل المشكلات وعلاج الأمراض وفك "السحر"، وغيرها من الأمور، وتشير بعض التقارير إلى أن الضحايا أغلبهن نساء لأنهن الأكثر إقبالا وطلبا لـ"المعالجين الروحانيين".
ومؤخرا فتح القضاء التونسي تحقيقاً في وفاة طفل يبلغ من العمر تسع سنوات في محافظة مدنين جنوب تونس، بسبب خضوعه لعلاج روحاني، عبارة عن استنشاق تراب أتوا به من "إحدى زوايا الأولياء الصالحين"، حيث حاول الوالدين علاج ابنهما بوصفة روحانية، تتمثل بتناول واستنشاق تراب من زاوية واحد من الأولياء الصالحين، اعتقادًا منهم أنها ستعالجه، مما أدى إلى تدهور صحته ووفاته وفق ما أكدته التحقيقات.
اقرأ أيضاً |حكايات| صبري أبو علم.. نقيب المحامين الذي أصدر قانون «استقلال القضاء»
مأساة طفل تونس يعيد إلى الأذهان قصة قنديل أم هاشم للكاتب والأديب يحيى حقي، والتي صدرت عام 1944، وتحول بعدها يحيى حقي إلى كاتب مشهور وصارت مرتبطة باسمه، و تم إنتاج الرواية سينمائياً في 4 نوفمبر 1968 ، و تحكى عن إسماعيل ، وهوطالب يعيش في حى السيدة زينب ، ثم يسافر لاستكمال دراسة الطب في ألمانيا ، ثم يعود إسماعيل ويعمل طبيبًا للعيون ويفتح عيادة في حى السيدة زينب، ثم يكتشف أن استخدامهم قطرات من زيت قنديل مسجد السيدة زينب ، هوالسبب فى تأخرعلاج المرضى لمدد كبيرة جدا ، حتى أن خطيبته تعالج بنفس الأسلوب ، فيحطم قنديل المسجد، ويهاجم ويتحدى المعتقدات الدينية الخاطئة ، ويحاول تغيير مفاهيمهم المغلوطة ، بأقناعهم أنه لاسبيل للعلاج سوى بالأيمان والعلم ، واكتساب حب الناس من حوله.
ورغم تحذير رجال الدين والأطباء من استغلال بعض المحتالين لحاجة الناس، وإيهامهم بقدرتهم على تقديم نفع ودفع ضرر، مازال البعض يلجأ إلى هؤلاء، ويَخلط بعض الناس بالخطأ بين الرقية الشرعية والعلاج الروحاني، وأكد العلماء على عدم جواز ادّعاء الراقي قدرته على الشفاء أو جلب الحظ أوغيرها من الادعاءات.
وتختلف طرق العلاج الروحاني ما بين الرقية الشرعية أو العلاج بالقرآن، إلى زيارة الأولياء الصالحين وممارسة طقوس وأشياء مختلفة، وأيضاً تناول الأعشاب وغيرها من التركيبات التي أدت في بعض الأحيان إلى موت من تناولها، أيضاً ينتشر العلاج عن طريق الكي في بعض الأوساط، وهو مخصص لمعالجة بعض الحالات المصابة بأمراض معينة.
الموت في تونس على طريقة قنديل أم هاشم.. ومن العلاج الروحاني ما قتل!!
