فى الصميم

أمريكا.. هل من جديد؟!

جلال عارف
جلال عارف

ما أن تقرر التصويت فى مجلس الأمن على مشروع القرار الذى تقدمت به عضو المجلس (الجزائر) والذى ينص على الإيقاف الفورى لإطلاق النار فى غزة لأسباب إنسانية ومنع إسرائيل من المضى فى خطتها لاقتحام رفح.. حتى بادرت الولايات المتحدة بالتلويح بـ «الڤيتو» معللة ذلك بأن مشروع القرار لا يحقق ما يمكن تحقيقه فى المفاوضات الجارية من أجل «الهدنة» والتى تواجهها عقبات كثيرة أهمها رفض إسرائيل أى إلتزام بإنهاء الحرب.

كان الأمر يعنى تأكيد العزلة الدولية للولايات المتحدة مع استمرار انحيازها لإسرائيل فى وقت أصبح العالم كله يرفض استمرار حرب الإبادة التى تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطينى.

فى اليومين الماضيين فقط.. كانت دول أفريقيا تطلب الإيقاف الفورى للحرب ومحاسبة إسرائيل على جرائم الحرب التى ارتكبتها. وكانت كل دول أوروبا فيما عدا دولة واحدة «المجر» تعلن موقفاً حاسماً ضد استمرار الحرب وضد أى مخطط لاقتحام «رفح» وتحذر من عواقب كارثية.

ثم فاجأت الولايات المتحدة الجميع بمشروع قرار تحدثت فيه لأول مرة عن «وقف مؤقت لإطلاق النار» ولكن «فى أقرب وقت ممكن عملياً»!! ورفضت فيه قيام إسرائيل فى رفح «بعملية عسكرية كبرى» لكنها أيضا ربطت ذلك بـ «الظروف الحالية» أى بوجود مليون ونصف المليون فلسطينى فى المدينة الصغيرة وهو ما يعنى كارثة محققة يحذر منها العالم كله!!

الوقف الفورى للقتال (وليس فى أقرب وقت!) هو ما يمنع وقوع «الكارثة» ويوقف توسع الحرب وانفجار الموقف فى المنطقة كلها. ورغم الشلل فى الإرادة الدولية، والتصعيد فى المواقف المعلنة، واستمرار حرب الإبادة..

فإن الجهود مستمرة لمنع الأسوأ، وربما يكون وصول وفد «حماس» بالأمس للقاهرة مؤشراً إلى إمكانية حدوث اختراق فى المفاوضات. وقد يكون التوافق على المرحلة الأولى من الاتفاق المقترح والذى يتيح توقفاً للقتال لمدة ستة أسابيع مدخلاً للتوافق على باقى المراحل وقد يكون لدى المبعوث الأمريكى ما يقدمه اليوم للقاهرة وأن يتجاوز مرحلة «وقف القتال فى أقرب وقت ممكن» التى لا تعنى - فى الواقع - إلا استمرار الحرب وتصاعد الخطر!!