«ثومة» تسجن مصطفى أمين ليكتب قصة «فاطمة»

مصطفى أمين وأنور وجدى وأم كلثوم فى افتتاح فيلم «فاطمة»
مصطفى أمين وأنور وجدى وأم كلثوم فى افتتاح فيلم «فاطمة»

روى الكاتب الكبير مصطفى أمين فى حوارٍ لمجلة «الشبكة» اللبنانية أنه فوجئ بزيارة أم كلثوم له فى «أخبار اليوم» وهى تقول له : «يا مصطفى انا ها اعمل فيلم جديد ومحتاجه قصة» ، فقال لها : «الأستاذ توفيق الحكيم فى مكتبه كلفيه يكتب لك القصة»، وكتب الحكيم القصة لكنها لم تعجب أم كلثوم لأنها لا تريد تجسيد شخصية من العصر العباسى على غرار الشخصية التى جسدتها فى فيلم «وداد»، هى تريد قصة واقعية تناسب العصر، وكررت على مصطفى أمين أن يكتب لها هذه القصة فقال لها: «يا أم كلثوم.. أنا أكتب المقالات ولا أكتب القصص» لكنها لم تقبل الاعتذار واستغلت زيارته لها بالمنزل وصعدت به إلى حجرة أعلى سطوح الفيلا ووضعت أمامه رزمة ورق وهى تقول: «مش ها تخرج من الأوضة دى قبل ما تخلص القصة يا مصطفى» وأغلقت عليه الباب بالمفتاح بعد خروجها!


ويقول مصطفى أمين فى حواره مع المجلة: «لم يكن أمامى مفر فبدأت فى كتابة القصة وكلما أنتهى من كتابة صفحة مررتها لأم كلثوم من أسفل باب الغرفة، وبعد ساعة أرسلتُ لأم كلثوم بآخر صفحة فى القصة، قرأتها، ثم فتحت الباب وهى تقول: « قصة ممتازة فعلاً ».
ويكمل مصطفى أمين سرد الحكاية قائلاً: «أطلقتُ على القصة اسم بطلتها «فاطمة» وهى شابة حسنة الخلق تعيش فى إحدى الحارات، يُعجب بها ابن أحد الباشوات ويتزوجها عرفياً، بعد أن فشل فى إغوائها، ويغضب أبوه عندما يعلم بزواجه العرفى منها ويطلب منه أن يحصل منها على ورقة الزواج، ويلتقى بعد ذلك بفتاة أرستقراطية، وظل والده يلح فى الحصول على الورقة العرفى ليقطع علاقته بها نهائياً، فيعود ليعد فاطمة بالزواج مرة ثانية حتى ينجح فى الحصول على الورقة، لكن فاطمة احتفظت بنسخةٍ منها، وأنكر الطفل الذى أنجبته، ويجتمع أهل الحارة بعدها تضامناً مع ابنة حارتهم الممرضة الفقيرة ويقررون تحريك دعوى قضائية ضد ابن الباشا».


ويقول مصطفى أمين: إن أم كلثوم عرضت القصة على د.عبد الحميد بدوى القاضى بمحكمة العدل الدولية، وحافظ عفيفى رئيس بنك مصر، وبهى الدين بركات باشا، وأستاذ الجيل لطفى السيد وجميعهم استحسنوا القصة، وطلبت منه أن يكون مستشاراً لها فى صناعة الفيلم، ورشح لها أحمد بدرخان لإخراج الفيلم، وأنور وجدى وسليمان نجيب لمشاركتها البطولة بالتفاهم مع بدرخان، وأصرت أم كلثوم على أن يكتب مصطفى أمين الحوار لكنه اعتذر ورشح لها بديع خيرى، ويقول إنها طلبت منه تحديد المواقف الدرامية فى القصة التى تتحول غنائياً فتذكر صديقته الأمريكية التى كانت تدير أحد البنوك وسألها ذات مرة «هل لديك وقت غداً ؟» فقالت: «نعم»، فقال: «أريد أن أراكى بعد غدٍ، وبعد غدٍ» واستلهم من هذا الموقف فكرة أغنية «حا اقابله بكرة وبعد بكرة» ، واختار أيضاً موقفاً درامياً مناسباً لأغنية «أصون كرامتى من قبل حبى». واعترف مصطفى أمين فى حواره مع مجلة «الشبكة» أن أم كلثوم وضعته فى السجن للانتهاء من كتابة القصة، ولم تُفرج عنه إلا بعد الانتهاء منها»، وقال: «هذه أول قصة أكتبها وراء القضبان داخل سجن اختيارى تحرسه كوكب الشرق».

«كنوز» : عُرض فيلم «فاطمة» عام 1947، وشارك فى كتابة أغانيه أحمد رامى وبيرم التونسى ولحنها زكريا أحمد ورياض السنباطى ومحمد القصبجى، وشارك فى البطولة إلى جوار أم كلثوم وأنور وجدى وسليمان نجيب كل من حسن فايق، وعبد الفتاح القصرى، وزوزو شكيب، وشرفنطح، وفردوس محمد. وكان فيلم «فاطمة» الفيلم الذى قدمته أم كلثوم للسينما، وآخر تعاون لها مع ألحان الموسيقار العظيم محمد القصبجى فى أغنيات «يا اللى انحرمت الحنان - نورك يا ست الكل - يا صباح الخير» وتحول بعدها لعازفٍ على العود فى فرقة أم كلثوم التى كان يعشقها بجنون .