نسمات روحانية تنتعش في المناسبات الدينية| البخور المصري ينافس المستورد

البخور المصري
البخور المصري

■ كتب: ياسين صبري

يعتبر البخور طقسًا أساسيًا فى الحياة اليومية للكثير من المصريين، خصوصًا فى المناسبات الدينية والأعياد، وعادة أسبوعية أصيلة يحرصون عليها فى أيام الجمعة، سواء فى المساجد أو البيوت، بهدف نشر الرائحة الزكية. أما فى الأسواق فهى عادة دائمة، فالباعة يشعلون البخور لتهيئة المكان لاستقبال الزبائن وجلب الرزق.

◄ ارتفاع المبيعات فى رمضان والأعياد بنسبة 50 %

◄ المباخر المائية أحدث التصاميم والسعر حسب الخامة والجودة

ورغم أن صناعة العطور تعد من الصناعات الضاربة فى عمق التاريخ المصرى، إلا إن إنتاج البخور يعد من الصناعات المستحدثة التي بدأنا فى توطينها محليًا مؤخرًا عن طريق إنشاء مصانع خاصة بها وبمنتجاتها. ولذا قمنا بجولة شملت عددًا من أصحاب محال البخور لمعرفة الأنواع التى يقبل عليها المصريون وما يميز كلا منها. 

معتصم الخلايلي (صاحب محل للعطور والبخور بمنطقة جسر السويس)، قال إن جزءًا كبيرًا من البخور المتوفر بالسوق المصرى مستورد من دول مثل الإمارات والهند، لافتا إلى أن أسعاره تختلف حسب النوع، فهناك بخور على هيئة عيدان صغيرة يتراوح سعره بين ١٠ و٦٠ جنيهًا بحسب حجم العلبة، وهناك نوع آخر على هيئة مسحوق أو مكعبات وهو النوع الأغلى، ويوضع على المباخر ويتم تسخينه بالفحم أو الكهرباء حتى يطلق شذاه فى أرجاء المكان، وسعره يتراوح بين ٥٠ و٣٠٠ جنيه .وهناك أنواع حديثة يقبل عليها المصريون، خصوصًا تلك التى يوجد بها خلطات عطرية تجمع بين العود والمسك، وتتميز بأعوادها ذات القوام السميك وقدرتها على التعطير لمدة تتجاوز يومًا كاملًا، أى أن رائحتها أكثر ثباتًا من الأنواع التقليدية، كما أن بعضها يُنتَج على شكل هرمى ويوضع على مبخرة من السيراميك تأتى مع علبة البخور كهدية .

يضيف: دائما ما تنتج المصانع خلطات جديدة لترويج منتجات البخور، فلا يوجد بها رائحة ثابتة كونها صناعة فى تطور مستمر، وهذا ينطبق أيضا على المنتجات المرتبطة بها كالمباخر، فالأنواع العادية المصنوعة من الخشب تطورت لتصبح مباخر حديثة من المعدن تعمل بالكهرباء، أو بلاستيكية توضع بها زيوت عطرية بصورة أشبه بالفواحات ويطلق عليها «مباخر مائية»، وأسعار هذه الأنواع من ٥٠ لـ٧٠٠ جنيه، حسب الخامة والجودة .

وأشكال المباخر متنوعة أيضًا، فمنها المزين بالفصوص اللامعة أو النقوش العربية والإسلامية، وكل سنة تظهر تصاميم جديدة أبرزها هذا العام الشكل المستدير الانسيابى أو شكل الوردة أو الأوزة. ويوضح رمضان عونى (عامل بمحل لبيع العطور والبخور)، أن هناك خمس شركات كبرى متخصصة فى صناعة البخور بمصر تقوم بالتصدير للخارج بالفعل، ولها منتجاتها التى تفوقت على الأنواع المستوردة، وأصبحت تستحوذ على نسبة كبيرة من السوق المصرى .

◄ اقرأ أيضًا | منها علاج الربو.. فوائد مذهلة لـ«بخور لبان الدكر»

وهناك أنواع متعددة من البخور، مثل البخور الجاوي، الذى تُستخرج مادته من لحاء الشجر، وله رائحة عطرية فريدة وفوائد طبية متعددة، وهناك بخور العود، أشهر الأنواع على الإطلاق وأفضلها من حيث الرائحة، ويُستورد من ماليزيا وإندونيسيا وكمبوديا، ولا يمكن إغفال بخور خشب الصندل ذى الرائحة المميزة الذى يُستخدم فى أماكن العبادة ويأتى من السودان، بخلاف أنواع أخرى من البخور الهندي المنتشر بمصر بمسميات مثل «البنجواتي» الذى يعتمد على خلطة من الزهور والأعشاب، وبخور «مانجالا»، و»جاربهالا» .وقد يتم استيراد البخور بصورته الكاملة للاستخدام الفورى، أو يتم استيراد مكوناته وهى العود الخشبى، وخلطة البخور، والزيت العطرى الذى يُضاف إليها لتثبيت الرائحة ثم يتم تجميعها محليا على ماكينات متخصصة.

وتنتج الشركات منتجات بخور مخصصة لشهر رمضان، نظرًا لزيادة الإقبال عليه فى تلك الفترة تحت أسماء تجارية مختلفة أبرزها «نسائم رمضان»، و»بخور الحرمين»، و»نورالدين»، و«أرابيسك»، و«المدينة المنورة»، وهى عبارة عن مزيج من خشب العود والمثبتات الطبيعية والعطور الزيتية، بفترة اشتعال تصل لخمس ساعات متواصلة ورائحة قوية تدوم لمدة ٧٢ ساعة. 

وفي حي الحسين التاريخي، قبلة عاشقى العطور والتحف اليدوية ومنتجات التراث، التقينا باسم شعلان، الذى يعمل بأحد محال بيع العطور والبخور ولديه جميع أنواع العطور سواء الزيوت الطبيعية أو عطور التركيب التى يغلب عليها الطابع الفرنسى المميز، وأنواع أخرى متعددة من البخور والمباخر بأشكالها المتعددة   .

ويروى لنا باسم بداية دخوله إلى مجال بيع وتركيب العطور والبخور، حيث كانت نقطة الانطلاق قبل ١٢ عامًا عمل فيها بجد واجتهاد رفقة زميل له يُدعى إسماعيل الذى جاء لمصر قادمًا من نيجيريا وتعارفا أثناء دراسة الأخير بالأزهر الشريف، وتعلما معًا تركيبات العطور المختلفة، مشيرًا إلى انتعاش تجارة العطور فى المناسبات الدينية مثل المولد النبوى ومولد الحسين وشهر رمضان، حيث ترتفع مبيعات العود والمسك والعنبر وكذلك الأمر فى مبيعات  البخور التى تزيد بنسبة 50%.