أصل الحكاية| «عائلة عبد الرسول» وخبيئة الدير البحري بالأقصر| صور

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

بعد أن عرفنا دور ماسبيرو في الكشف عن خبيئة الدير البحري، نتعرف هنا بشكل موسع على عائلة "عبدالرسول"؛ التي تم من خلال الإيقاع بها العثور على الخبيئة.

أكد الدكتور حسين دقيل الباحث المتخصص في الآثار اليونانية والرومانية، في دراسة أسرار السعادة في مصر القديمة، أن السرقات الممنهجة في مصر القديمة، دفعت بملوك الأسرة الحادية والعشرين إلى محاولة إيقاف هذا الأمر الخطير، فقاموا، وعلى يد الكاهن الأكبر لآمون المدعو "بانجم" وأولاده، بتجميع مومياوات الفراعنة السابقين وكبار الكهنة وتخبئتها في مقبرة بالقرب من معبد الملكة "حتشبسوت" بالدير البحري بالأقصر،

عائلة عبد الرسول

وأضاف "دقيل"، أن الخبيئة ظلت في مكانها منذ ذلك الحين؛ لم تصل إليها يد اللصوص حتى عام 1871؛ حينما تمكنت إحدى الأسر الصعيدية بقرية "القرنة" غرب الأقصر، من الوصول إليها؛ فقد استطاعت عائلة "عبد الرسول"، المكونة من ثلاثة أخوة، من الوصول إلى الخبيئة؛ واكتشاف سرها، وقد تفاجأ الأشقاء الثلاثة بهذا الكنز الضخم، فتواعدوا أن يظل هذا الأمر سرا بينهم، وترددوا على الخبيئة في فترات متباعدة حتى لا ينكشف أمرهم؛ لدرجة أنهم لم يدخلوا المكان إلا ثلاث مرات خلال عشر سنوات، وبالرغم من ذلك استطاعوا خلال تلك المرات القليلة أن يبيعوا الكثير من تلك المومياوات والبرديات ومتعلقات الملوك؛ لهواة وتجار الآثار الأجانب.

فبدأت تظهر تلك الآثار في أسواق أوروبا، مما لفت أنظار الكثير من الأجانب لتلك الآثار وخاصة تلك البرديات الهامة، حتى إن المسؤولين المصريين بدأوا يشعرون بالأمر أيضا؛ وأوصلتهم تحرياتهم إلى أن مصدر خروج هذه الآثار الملكية والبرديات هو أحد أفراد عائلة "عبد الرسول" الذي كان يشغل في حينها وظيفة "وكيل قنصل إنجلترا" بمدينة الأقصر، وبالفعل تم القبض على أحد أبناء عائلة "عبد الرسول" ولكن لم يستطيعوا أن يُجبروه على الاعتراف رغم كل التهديدات التي تعرض لها. 

ولما استطاع هذا الأخ الخروج من التحقيقات سالما؛ استبد به الطمع فطالب أخويه بأن يكون له نصف الخبيئة وحده، وعندما رفض أخواه هذا الرأي دب الشقاق بينهم؛ وحينها ذهب أحدهم المدعو "محمد عبد الرسول" لمقابلة حاكم إقليم "قنا" وأبدى استعداده للإرشاد عن الخبيئة، وبالفعل أخبرهم بالمكان الذي انتقل إليه بعد ذلك رجال الأمن برفقة رجال الآثار وذلك في عام 1881، ففوجئوا بالخبيئة التي كانت لا تزال تحوي العشرات من التوابيت، والمومياوات، والأثاث الجنائزي الخاص بعدد من الملوك والكهنة، حيث عثروا على 153 تابوتا، إلى جانب العديد من الصناديق التي احتوت على تماثيل الخدم "الأوشابتي"، بالإضافة إلى أعداد كبيرة من البرديات النادرة.

اقرأ أيضاً| «وزيري» يعلن اكتشافًا أثريًا جديدًا في المنيا| صور 

وكان من بين تلك المومياوات التي تم العثور عليها مومياوات لملوك عظام حكموا مصر مثل: "سقنن رع"، "أحمس"، "تحتمس الثالث"، "أمنحوتب الثاني"، "أمنحوتب الثالث"، "سيتي الأول"، "رمسيس الثاني"، وغيرهم، هذا فضلا عن مومياوات لبعض ملكات وأميرات مصرية؛ وهي مومياوات معروضة بالمتحف المصري حاليا، وعلى الرغم من الترتيبات الأمنية الضخمة التي تم إعدادها أثناء إخراج ما تبقى من محتويات الخبيئة؛ إلا أن هناك صندوقا بداخله خمسون تمثالا من الخزف المطلي بالأزرق تم سرقته وإخفاؤه في تلك اللحظة!.